صوم الأمهات المرضعات خلال شهر رمضان

0 638

​رمضان هو شهر في التقويم الإسلامي، يفرض الصيام. و يشمل هذا الفرض الإمتناع عن الأكل و الشرب خلال كل أيام الشهر من الفجر و حتى غروب الشمس : بين 11-18 ساعة في اليوم حسب أي فصل من العام يحل فيه شهر رمضان.

و وفقًا للشريعة الإسلامية فإن المرأة المرضعة معفية من الصيام إذا كان هناك خوف من أن الصيام قد يضر بصحة الرضيع أو صحتها. و يمكن تعويض أيام الصيام في موعد آخر من السنه.

هل يجب الصوم أم لا ؟
قد يكون للصوم خلال شهر رمضان عواقب صحية على كل من الأم المرضعة و الرضيع. و مع ذلك، تقرر الكثير من الأمهات المسلمات الصيام خلال شهر رمضان.

يعتمد تأثير صيام رمضان على الرضاعة الطبيعية على عوامل مختلفة مثل : عمر الطفل، نموه و تغذية الأم و حالتها الصحية.

يجب أن يكون عمر الطفل ضمن الإعتبارات الرئيسية عند إتخاذ الأم المرضعة القرار بشأن الإلتزام بالصيام خلال شهر رمضان.

الأطفال الرضع البالغ عمرهم حتى نصف عام :
ينصح الخبراء الطبيون الأمهات المرضعات للأطفال البالغ عمرهم حتى نصف سنة بعدم الصوم لأن الرضاعة الطبيعية في هذا العمر تُشكّل النظام الغذائي الأساسي للطفل، و ربما النظام الغذائي الوحيد.

قد تشعر النساء المرضعات خلال الصيام بالجوع و العطش الشديدين، و قد يتعرضن أيضًا لخطر الإصابة بالجفاف. قد يؤدي الجفاف الشديد إلى شح كمية الحليب حتى لو لم يكن هناك أي تغيير في جودته. لذلك، بشكل خاص, يجب على النساء المرضعات اللواتي يعانين من نقص في إدرار الحليب التفكير بعناية في قرارهن بشأن الصيام.

الأطفال بعمر 6 أشهر و ما فوق :
يبدأ بعض الأطفال في تناول الأطعمة الصلبة عند بلوغهم 6 أشهر و يتعود بعضهم بالفعل على بعض من هذه الأطعمة، و لذلك هناك حالات يمكن فيها للوجبات الصلبة بالتأكيد أن تحل محل الرضاعة الطبيعية. في مثل هذه الحالات، قد تجد الأمهات المرضعات أنه من الأسهل الجمع بين الصيام و الرضاعة الطبيعية بسبب إنخفاض وتيرة الرضاعة الطبيعية.

يعتبر قرار الصيام في رمضان أثناء الرضاعة الطبيعية قرارًا شخصيًا الذي يعود للأم المرضعة، و لكن من المهم في نفس الوقت أن تكون الأم على دراية بكل الآثار الممكنة للصيام على الرضاعة الطبيعية. من المهم أن تكون الأم المرضعة التي قررت الصيام قادرة على تحديد الأعراض التي تتطلب التوقف عن الصيام و التوّجه إلى جهة مختصة مهنية.

من المهم التذكر بالنسبة لكل قرار بأن الأطفال الرضع يجب أن يحصلوا على الطعام الكافي في الوقت المناسب للنمو الطبيعي، السليم جسديًا و ذهنيًا. تعتبر الفترة الأساسية بالنسبة لهم هي أول 1000 يوم من الحياة من بداية الحمل و حتى عمر سنتين.

يعتبر حليب الأم غذاء الطفل الأساسي خلال هذه الفترة و يوفر جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل، يشمل الفيتامينات، المعادن، الإنزيمات و مضادات الأكسدة التي يحتاجها الجسم الرضيع من أجل النمو.
على أي حال، من المهم إستشارة الطبيب قبل إتخاذ قرار بالصيام.

كيف يؤثر الصيام على حليب الأم ؟
تختلف ردة فعل كل أم مرضعة للصيام. تستطيع بعض الأمهات الصيام و الحفاظ على التغذية الكافية لأنفسهن و أطفالهن، في حين قد تواجه أخريات صعوبًة في فعل ذلك. من المهم جدًا الإنتباه و الإصغاء لإحتياجات الجسم و الطفل.

و طالما أن الأم المرضعة لا تعاني من الجفاف و تحافظ على نظام غذائي متوازن في ساعات ما بعد الصيام، يمكن للجسم أن يتكيف مع التغيرات في العادات الغذائية و يمكنه إنتاج ما يكفي من الحليب أثناء الصيام.
و مع ذلك، تشير الدراسات إلى حدوث تغيير في تركيبة الحليب و الحالة الغذائية للنساء المرضعات خلال شهر رمضان.

كيف يؤثر الصيام على الطفل الرضيع ؟
كقاعدة عامة، ليس من المفروض أن يسبب الصيام أي ضرر للطفل الرضيع. و مع ذلك، من المهم مراقبة سلوك الطفل و الإنتباه للعلامات التي تشير إلى حصوله على ما يكفي من الحليب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.