مراكش..توقيع المؤلف الجماعي “بوجمعة لخضر..نورس الفن المعاصر بالمغرب”

0 456

نظم، أمس الأربعاء، بفضاء “دار الشريفية” بمراكش، حفل تقديم و توقيع المؤلف الجماعي “بوجمعة لخضر .. نورس الفن المعاصر بالمغرب”، بحضور ثلة من نقاد الفن، وفنانين تشكيليين و مفكرين.

حيث يسترجع هذا المؤلف، الواقع في 158 صفحة، والذي قام بتنسيقه الناقد الفني حسن لغدش، وصدر عن جمعية عشاق الفنون، التجربة الغنية والمتنوعة للفنان بوجمعة لخضر، من خلال شهادات نخبة من النقاد الفنيين وفنانين تشكيليين، مغاربة وأجانب، وكذا قراءات في بعض أعماله، التي قام بجمعها الأستاذ عبد السلام الريس.

كما قال لغدش، أن العديد من النقاد الفنيين والفنانين التشكيليين ساهموا في هذا العمل، تكريما لروح بوجمعة لخضر، وهو الفنان المغاربي الوحيد الذي شارك في المعرض “سحرة الأرض” الذي أقيم في باريس سنة 1989.

فأضاف أنه “يستحق اسم نورس الفن المعاصر بالمغرب. فالنورس، من الناحية الرمزية، هو طائر يتخذ من الشاطئ مكانا له، ونادرا ما يغامر ليحلق بعيدا عن الأرض. فالشواطئ هي فضاءات لألغاز عظيمة وللسحر. فهو يتموقع في منزلة بين الاثنين (الفن والصناعة التقليدية)”، مشيرا إلى أن أعماله “تعلمنا كيف نتواصل مع عالمه الأسطوري. وقد طور رمزا ينحصر على فئة بعينها، والذي يمثل الروح العريقة للصويرة، روح العالم الآخر”.

كما يقدم، في الجزء الأول من هذا العمل، فنانون تشكيليون مرموقون (نقاد الفن، فنانون تشكيليون)، هم دانييل كوتيريي، ورومان لزاريف، وعبد القادر منة، وعبد الله بن سماعين، وعبد الرزاق بن شعبان، شهاداتهم، حيث تتبعوا عمل هذا الفنان الصويري، الذي أحدث ثورة في الساحة الفنية المغربية، بتنوع الوسائط التي اشتغل عليها، وكذا من خلال التصور الجمالي الذي اعتمده طيلة مسيرته، وخاصة هذا المزج بين الأشكال انطلاقا من مرجع اثنوغرافي، يمتاح مصادره من التراث المادي واللامادي للثقافة المغربية.

من جهتهم، قام كل من حسن لغدش، وعبد الرحمان بنحمزة، وجان فرانسوا كليمون، وحسن الصادق، وعبد القادر منة، بتشريح التجربة الفنية الفريدة لهذا الفنان المتمرس، الذي عرف كيف يطبع ببصمته المشهد الفني المغربي المعاصر، طيلة حياته القصيرة، من خلال قراءة تأويلية ل18 شيئا تعد بمثابة رموز للفن المعاصر بالمغرب، وفي الوقت نفسه جسرا فنيا بالنسبة لأجيال المستقبل.

و كرس بوجمعة لخضر (1941- 1989)، المنحدر من الصويرة، والذي عرف بتواضعه، حياته القصيرة جدا للفنون. فبالإضافة إلى النحت، فقد تعاطى لفن تطعيم الخشب، وبدرجة أقل للرسم، حيث أنجز لوحات طبعتها ميولاته الصوفية، المستلهمة من علامات ورموز ضاربة في القدم، وعالم سحري من الثقافة العربية – الأمازيغية- اليهودية والافريقية.

و إشتهر باشتغاله على الخشب المرصع والمطلي، وبالمزج بين النحاس، والفضة والقماش، والورق والخشب. وتشهد تجربته في الفن التشكيلي، الشخصية جدا والأصيلة، على تعلقه بالثقافة والشعر البدوي.

للتوج المسيرة الفنية الغنية للراحل بوجمعة لخضر سنة 1989، وهي السنة التي توفي فيها، باختيار بعض أعماله لعرضها في المعرض العالمي “سحرة الأرض” الذي أقيم بمركز بوبورغ في باريس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.