من منا لا يريد

3 437

مند ان يطأ الانسان الحياة الدنيا ، ويسجل وجوده بين من قبله. وهو في صراع ، اما مع النفس أو الغير .
مرحلة الطفولة هي التي يتشبع فيها الوافد الجديد على هذه الحياة بالافكار ، والعبارا ت ، اما النائية لمعاشرته اهل السوء ، وأما المحمودة ان كان أبواه صالحين .
ما أجملها من أيام تمر وقت الصبا ، كل منا يريد أن تمر الأيام مسرعة لنحقق النجاح تلو النجاح ، ونريد ان نصبح كبارا قبل الوقت الميعاد المحدد .
يصل الانسان لسن الدراسة فتمر مرحلة الابتدائي في ست سنوات من الاجتهاد مرفوقة بالأنشطة المتداولة بين الأطفال الصغار .
تنتهي الفترة الابتدائية بامتحان لأصحاب المستوى السادس وبفرح شديد للناجحين ، ثم عطلة قصد اراحة الأطفال من عبئ سنة كاملة من الجد والاجتهاد ، واستعدادا لمرحلة جديدة في حياة شباب بدأ طموحهم يعلوا ويزداد .
تأتي المرحلة الاعدادية وكلها مفاجآت بالنسبة للصغار . جو آخر غير الذي تركوه في المدارس الابتدائية ، صخب من قبلهم وكثرة المواد ، وصعوبة التأقلم مع النظام الجديد ، خصوصا بالنسبة لأيناء الطبقة الشعبية التي يتحلى بعض أبنائها بالحياء المفرط ، الذي يسبب حالة من عدم التماشي ونظام التمدرس الجديد .
ثلاثة سنوات في هذه الفترة الدراسية تنضاف لسابقتها لتصبح تسع سنوات من التمدرس في حياة شاب كفيلة بأن تجعله ذا رصيد ثقافي مهم . ومستعدا ومؤهلا للترقي في درجات التعليم ، ليصعد للمرحلة الثانوية وهي المؤهلة للمرحلة الهامة في تاريخ كل متعلم . وهي المرحلة الجامعية . المرحلة الثانوية فيها يبدأ الفرد باكتساب مهارات الحياة ويبدأ التمييز بين الخير والشر ، ما الذي يصلح والذي لا يصلح . بعدها المرحلة الجامعية فيها تتكون شخصة الطالب الا من أبى ذلك . تتكون الشخصية من خلال المتابرة والاجتهاد في المحاضرات ، وكذلك من خلال الحضور للخلقيات التي تعقد أحيانا بساحة الجامعة والاستفادة منها ، ولما لا ابداء بعض الآراء والحذيث ذاخل الحلقية مع الطلبة . كما تثمتل في المطالبة بالحقوق التي قد تسلب أو مشاكل قد تقع ، ومحاورة الادارة أيضا أذا اقتضى الحال .
أما من كان يغلب عليه الحياء فلن تتكون لذيه أية شخصية وان نجح . وهو الشيء الذي تعاني منه بعض الأطر الكبرى من مدراء وأساتدة في المدارس التي يلتحق بها أمثال هؤلاء .
بعدها تمر سنوات من العمل يتخللها زواج فأبناء ، ثم شيخزخة ان أطال الله في الاعمار . في هذه السن تنقلب الآية ويصبح المرء عاجزا بلا حرية ، ويتمنى لو عادت أيام الصبا كما اتمنى ان يصير رجلا في صباه .
هذه هي الحياة ، فكن انت كما تريد . نعم معك انت ، الذي تقرأ هذا المقال ” انت ومــــا تريـــــــد ” .

—أميـــــر الحمزاوي—

3 تعليقات
  1. عزالدين يقول

    كلام ينبع من القلب و يصل إلي القلب حفضك الله

  2. amir يقول

    اريد تعليقاتكم عن الموضوع مهما كانت لأطور كتاباتي القادمة

  3. ahmed يقول

    مقال جميل رغم أنه اختزل حياة الإنسان كلها في سطور قليلة، كما أن تخليله ينقصه بعض العمق.
    وصفوة القول فإن صاحب المقال يبدو عليه الخير كل الخير.
    تحياتي ولا تبخل علينا بما يجود به قلمك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.