شيشاوة..المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فاعل رئيسي في النهوض بالتعليم الأولي

0 384

من خلال جعل الاستثمار في الرأسمال البشري في مقدمة أولوياتها، تعد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي دخلت حاليا مرحلتها الثالثة، فاعلا رئيسيا في محاربة الفوارق في الولوج إلى التعليم الأولي على الصعيد الوطني، وكذا على مستوى إقليم شيشاوة، الذي يغلب عليه الطابع القروي.

ومن خلال الجهود المبذولة في هذا الاتجاه، يحق لإقليم شيشاوة أن يفتخر بتقديمه نموذجا ناجحا في مجال النهوض بالتعليم الأولي وتعميمه، وذلك بفضل تضافر جهود عدة متدخلين، أبرزهم السلطات الإقليمية والوزارة الوصية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسة زاكورة، وذلك انطلاقا من قناعة مفادها بأن استمرار الفوارق في مجال الولوج إلى التعليم الأولي سيؤدي إلى كبح المسلسل التنموي.

وتنطلق هذه المقاربة الناجحة محليا من كون التعليم الأولي يشكل، دون أدنى شك، عاملا حاسما في نجاح الأجيال الصاعدة، على الصعيدين الإجتماعي والاقتصادي وإندماجها في المجتمع، لكي يصبحوا مواطنين فاعلين ومؤهلين لركوب قطار الازدهار والتنمية الذي أطلقه المغرب، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وترتكز هذه المقاربة على استراتيجية وطنية براغماتية، طورتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتنقسم إلى أربعة محاور كبرى، هي إجراء تشخيص ترابي، ووضع جدول زمني لدراسة متطلبات كل منطقة، وإشراك النسيج الجمعوي في تأطير وتدبير وتكوين الأطقم التربوية، وأخيرا بناء مراكز للتعليم الأولي وتجهيزها.

وفي هذا السياق، فإن المبادرة ، عبر شراكات فاعلة مع أطراف معنية أخرى، لا تدخر جهدا من أجل النهوض بالتعليم الأولي في المناطق القروية والنائية بإقليم شيشاوة، من خلال الاعتماد على تعميم المراكز الموجهة لهذا المستوى التعليمي وتزويدها بمربيات مؤهلات، ويتمتعن بتكوين عال في التقنيات والمناهج البيداغوجية المطلوبة في هذا المجال.

وبلغة الأرقام، فقد تمت خلال سنة 2019، برمجة وإحداث 32 وحدة للتعليم الأولي، استفاد منها حوالي 727 تلميذا، بينما تركزت الجهود سنة 2020 على برمجة وبناء 17 وحدة أخرى، فتحت أبوابها أمام 407 تلاميذ، وفقا لمعطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم شيشاوة. وبرسم سنة 2021 ، تم إنجاز وافتتاح 66 وحدة للتعليم الأولي، بينما توجد و32 وحدة أخرى في طور البناء، بينما يبلغ عدد التلاميذ المستفيدين 972 تلميذا. كما تمت برمجة 43 وحدة جديدة للتعليم الأولي في عام 2022، منها 12 وحدة انتهت الأشغال بها، و 31 أخرى قيد الإنشاء.

وبالنسبة لعام 2023، فإن عدد وحدات التعليم الأولي المبرمجة يبلغ 65 وحدة سيستفيد منها حوالي 1626 تلميذا، بحسب قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم شيشاوة.

ومكنت الجولة التي قام بها الفريق من لعدة وحدات للتعليم الأولي بإقليم شيشاوة، على غرار تلك المتواجدة بدوار لعوامر التابع للجماعة القروية سيدي محمد دليل (على بعد 35 كيلومتر من شيشاوة)، من معاينة الجهود المبدولة عن قرب في مجال النهوض بالتعليم الأولي، ولا سيما عبر بناء وحدات عصرية وتجهيزها بالمعدات البيداغوجية والتعليمية التي تخول للمستفيدين تلقي تعليم جيد.

حيث أعربت مليكة حتيتيش، وهي مدرسة بوحدة التعليم الأولي بدوار لعوامر، عن شغفها بمهنة التدريس وحب الأطفال، معبرة عن فخرها بالمساهمة في تكوينهم وتأطيرهم.

وأبرزت حتيتيش أهمية التعليم الأولي ودوره الأساسي في تهييئ الأطفال لتمدرس ناجح، معبرة عن خالص شكرها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على العناية السامية والاهتمام اللذين ما فتئ جلالته يوليهما للطفولة والتربية.

و لم تفوت الفرصة لتبرز الدور الكبير الذي لعبته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسة زاكورة في إرساء تعليم أولي جيد على مستوى الإقليم. من جهته، ذكر بدر الدين ايت بن حدة، وهو مسؤول تنفيذي بمؤسسة زاكورة (جهة مراكش- آسفي)، بأن إنجاز وحدة التعليم الأولي هذه يأتي في إطار اتفاقية شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، لبلوغ أهداف 2020، مشيرا إلى أن عدد وحدات التعليم الأولي على مستوى إقليم شيشاوة يصل إلى 115 وحدة يستفيد منها حوالي 2106 أطفال، تمثل الفتيات نسبة 49 في المائة منهم.

وخلص إلى أن الهدف الرئيسي يتمثل في وضع أسس صلبة لتعليم أولي جيد على مستوى الإقليم، وخصوصا في الوسط القروي، لكي يتمكن الأطفال الصغار بهذه المناطق من اغتنام هذه الفرصة المتاحة لهم، وتحضيرهم بشكل جيد، من أجل تسهيل ولوجهم إلى مقاعد الدراسة في أحسن الظروف الممكنة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.