ساحة جامع الفنا بالمدينة الحمراء تحتضن الملتقى الأول “كور ولاد مراكش” تحت شعار دورة المرحوم محمد بابا بلمقدم

0 366

إحتضنت ساحة جامع الفنا بمراكش، مساء أمس الجمعة، فعاليات الدورة الأولى لملتقى “كور ولاد مراكش”، التي خصصت هذه السنة للمرحوم الحاج محمد بابا بلمقدم، أحد رواد فن الدقة المراكشية.

حيث يأتي تنظيم هذا الملتقى الفني، الذي يتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 69 لثورة الملك و الشعب و عيد الشباب المجيد، بمبادرة من فعاليات المجتمع المدني و بشراكة مع ولاية جهة مراكش-آسفي، و المجلس الجماعي لمراكش.

كما يندرج إنعقاد هذا الحدث، الذي عرف تقديم فقرات فنية في “فن العيط” من طرف فرقة أحمد بابا الدقة المراكشية، و تكريم بعض الوجوه الفنية و فعاليات من المجتمع المدني، ضمن الرؤية الحداثية للمجتمع المدني حول الموروث الثقافي الذي أضحى أحد الرهانات الكبرى للنموذج التنموي الجديد.

فيما تروم هذه الرؤية، حسب المنظمين، تعزيز دور الموروث الثقافي في التنمية الإقتصادية المحلية و الوطنية، و جعله ورشا من أوراش تقوية الهوية الثقافية و التماسك الإجتماعي بين الأفراد و شباب الأحياء، و كذا نسج حلقة تواصل بين فعاليات المجتمع المدني بالمدينة، و حسن تفعيل البرامج المسطرة من طرف الدولة و المجالس الجماعية، بغية تثمين و تعزيز التراث المادي و اللامادي.

و أوضح رئيس اللجنة المنظمة للملتقى، نبيل محمد اجناو، أن تنظيم الملتقى يأتي في سياق الرؤية الجمعوية الجديدة، التي يعول عليها الجيل الجديد داخل منظومة المجتمع المدني بشأن كيفية الحفاظ على التراث الشفهي.

فيما حث المصدر ذاته، على ضرورة إحياء فن الدقة المراكشية و إستثماره كآلية لتسويق و دعم التنمية الإقتصادية على المستويين المحلي و الوطني.

ليشير في هذا الصدد، إلى أهمية التراث الثقافي و الفني في تقوية أواصر التماسك الإجتماعي و تقوية الهوية المغربية، لاسيما في صفوف الشباب المغاربة داخل المملكة و خارجها، لافتا إلى أن الملتقى يروم المساهمة في مواكبة النموذج التنموي و الحفاظ على الموروث الثقافي و التراثي، من خلال نظرة عصرية تجعل منه رافعة إقتصادية.

من جانبه، أبرز أحمد بابا بلمقدم، نجل المرحوم المحتفى به، أهمية تنظيم هذا الملتقى و بحث سبل تنظيم الدوري، من أجل التعريف برواد فن الدقة المراكشية و غيرها من الفنون الأخرى، مؤكدا على ضرورة الإعتناء بهذا الفن و تجديد حضوره على المشهد الفني، بإعتباره من الفنون التي تشتهر بها مدينة مراكش.

و تجدر الإشارة إلى أن المرحوم الحاج بابا بلمقدم، المزداد سنة 1919، يعد رمزا من الرموز التي أعطت الكثير لفن الدقة المراكشية، حيث عمل لأزيد من 50 سنة في هذا المجال، ساهم خلالها في تكوين أعلام هذا الفن العريق.

في الختام، الفقيد أسس أول فرقة للدقة المراكشية تحت إسم فرقة “آيت الربعين”، التي ضمت أفرادا تم إنتقاؤهم من مختلف أحياء المدينة الحمراء، إلى أن ترجل عن صهوة الحياة سنة 1994، مخلفا إرثا حقيقيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.