مراكش..لقاء جهوي تشاوري حول التعمير و الإسكان
نظم، اليوم الأربعاء، بمراكش، لقاء تشاوري جهوي في إطار الحوار الوطني حول التعمير و الإسكان، الذي تم إطلاقه، الأسبوع المنصرم، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
حيث شكل هذا اللقاء، الذي نظمته وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فرصة لمباشرة تفكير معمق مع كافة الفاعلين المؤسساتيين، الذين يساهمون في إنتاج الفضاء الحضري والقروي، لاستكشاف السبل الكفيلة بإحداث انتقال ملموس إلى نموذج جديد لبناء المدينة، وتهيئة المجالات الترابية، وتوفير فضاءات عيش لائقة يمكن الولوج إليها، كل ذلك على أساس نهج ترابي براغماتي واستشرافي.
كما قال والي جهة مراكش أسفي وعامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، في كلمة خلال اللقاء، إن هذا الأخير يشكل “مناسبة لتحفيز وانخراط كافة المتدخلين والفاعلين الجهويين والمحليين من منتخبين وسلطات ومستثمرين ومجتمع مدني، في إطار عمل تشاركي واعتماد الذكاء الجماعي والفعالية لبلورة رؤى ومقترحات من شأنها المساهمة في إعادة التفكير في مستقبل منظومتي التعمير والإسكان، وتطوير أنظمة التخطيط المجالي وتهيئة فضاءات عيش أكثر ذكاء وابتكارا ومشاركة ترتكز على إنعاش الاستثمار والإدماج الاجتماعي والاستدامة”.
فيما دعا قسي لحلو المشاركين في اللقاء إلى طرح أفكار جديدة وتقديم مقترحات واقعية واستشرافية تنبثق من الخصوصيات المجالية والإشكاليات المطروحة، وعرض للحلول البديلة توخيا للرقي بالمشهد العمراني وتحسين جاذبية المدن والمراكز القروية، مشيرا إلى أن هذه الخلاصات ستسهم في وضع خارطة طريق في هذا المجال وطنيا. من جهته، حث رئيس مجلس جهة مراكش- آسفي، سمير كودار، المشاركين على اقتراح ممارسات عمرانية متجددة، مبرزا الحاجة إلى المضي قدما في تحديث ورقمنة وثائق التعمير، وكذا رفع التحديات التي تواجهها المنظومة الحضري من أجل فهم أفضل لتعمير الغد.وأشار السيد كودار، في هذا الاتجاه، إلى أن خلاصات هذه اللقاءات الجهوية “ستشكل خارطة طريق لتقديم اقتراحات عملية، والتزامات فعلية، ستساعدنا على مواجهة مختلف التحديات في مجال التعمير والإسكان “.
ها و قالت المديرة الجهوية للإسكان وسياسة المدينة بجهة مراكش-آسفي، صفاء بومراح، إن هذه المشاورات “تهدف إلى إحداث قطيعة مع السياسات العمومية التي أبانت عن محدوديتها، مع البناء على المكتسبات”، داعية كافة الفاعلين المعنيين إلى التعبئة للمساعدة في إعادة التفكير في التعمير والإسكان.
و كشفت بومراح أن هذا اللقاء “يشكل خطوة إلى الأمام ستطلق التغيير عبر إشراك مختلف القوى الحية للأمة، ومن خلال تشجيع إزالة الحواجز، مع الارتكاز على الذكاء الجماعي على مختلف الأصعدة والمستويات”. و قال مدير الوكالة الحضرية لمراكش، سعيد لقمان، في تصريح مماثل، إن هذا اللقاء، الذي جمع مختلف المتدخلين في القطاع، شكل مناسبة لمناقشة العديد من القضايا المرتبطة بالتعمير والإسكان، قصد طرح التحديات وصياغة اقتراحات وتوصيات. وأشار لقمان إلى أنه “سيتم تضمين هذه التوصيات في كتاب أبيض، سيقترح ميكانزمات كفيلة بتحسين التعمير والإسكان بالجهة وعلى الصعيد الوطني”، مبرزا أهمية قطاع التعمير باعتباره رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المنشودة.
في الختام شكل هذا اللقاء، الذي حضره على الخصوص، عمال مختلف الأقاليم التابعة لجهة مراكش – آسفي، و ممثلو قطاعات وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ورؤساء المصالح اللاممركزة، مناسبة لفتح نقاش موسع، والتبادل والتقاسم حول مختلف الإشكاليات المرتبطة بالتخطيط العمراني، و إنتاج مساكن لائقة تستجيب لمتطلبات المواطنين. كما تم تنظيم نقاشات حول أربع ورشات موضوعاتية، نشطها خبراء في هذا المجال، تتعلق ب”التخطيط و الحكامة”، و “العرض من السكن”، و “دعم العالم القروي و التقليص من الفوارق الترابية” و”الإطار المبني”.