“مونتين و ترجماته” محور الدورة الأولى للجامعة الشتوية بكلية اللغة العربية بمراكش

0 253

يشكل موضوع “مونتين و ترجماته” محور أشغال الدورة الأولى للجامعة الشتوية لكلية اللغة العربية بمراكش، التي انطقت، اليوم الخميس، بمشاركة ثلة من الباحثين و المفكرين و المترجمين و الأساتذة الجامعين و الطلبة.

حيث يندرج هذا الملتقى، المنظم، إلى غاية 22 أكتوبر الجاري، من قبل “مختبر اللغة و النص” التابع لكلية اللغة العربية بمراكش، و المعهد الأوروبي للدراسات الابستمولوجية ببروكسل، في إطار انفتاح هذه الكلية على مختلف الثقافات، و إقامة جسور للتواصل مع باقي الحضارات الغربية، و كذا في سياف البرنامج السنوي للمعهد الأوروبي، الرامي إلى تخصيص كل سنة لفيلسوف معين و ترجماته إلى لغات أخرى.

كما أجمع المتدخلون في الجلسة الافتتاحية للملتقى، الذي يشارك فيه الشاعر و المترجم السوري أحمد سعيد (أدونيس) كضيف شرف، على الأهمية التي يكتسيها في طرح عدد من الأسئلة المرتبطة ببعض الإشكالات التي تعاني منها “ثقافة الترجمة” من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى إبراز دور كلية اللغة العربية بمراكش في دعم الحوار الحضاري و تشجيع الشباب على قراءة تراثهم اللغوي و التعرف على الثقافات الأخرى.

فيما أبرزوا أن الترجمة تشكل وسيلة من وسائل نشر المعرفة و الإسهام في التقريب بين اللغات الحية و الحضارات و مختلف الثقافات، و من ثمة فهي تفيد في إنتاج معرفة جديدة متجددة تساعد الباحثين على الوصول إلى الفكر العالمي، مشيرين إلى أهمية تشجيع اللغة العربية، التي كان لها دور في نقل الفكر اليوناني إلى أوروبا، في عالم آخذ في التعدد.

هذا و أكد عميد كلية اللغة العربية بمراكش، أحمد قادم، أهمية هذ اللقاء الذي يجمع باحثين و مفكرين، و”هو اختيار ينبع من مجموع المؤشرات الدولية التي ترى في الإنفتاح اللغوي سبيلا للحوار الثقافي بين مختلف الشعوب”.

و أضاف قادم أن “كلية اللغة أصبحت رقما كبيرا في المعادلة، لأنها تستقطب مركزا للغات و تأمل أن تفتح مسارا لتدريس 12 لغة”، مبرزا انفتاح هذه الكلية على الثقافات الغربية و إقامة جسور ثقافية معها بصفة عامة، “تمثل أحد الوجوه المشرقة بين اللغات و الحضارات، و تسير في المسار الصحيح وفق ما تفتضيه المنظومة الدولية الحالية التي تكسر الحدود و لاتؤمن إلا بالجسور التي تقيمها الشعوب في ما بينها”.

من جهته، قال مدير المعهد الأوروبي للدراسات الابستمولوجية ببروكسل، بدي المرابطي، في تصريح مماثل، إن التنسيق لتنظيم هذا الملتقى بدأ منذ سنوات، قبل أن يتم تأجيله بسبب تأثيرات جائحة كوفيد، “لكن اليوم جاء الوقت لتنظيمه بمراكش في إطار الدورة الأولى للجامعة الشتوية”، مذكرا بأن الملتقى يأتي بعد لقاء نظم بمدينة طنجة في موضوع” الفلسفة و الترجمة”، و آخر بكلية اللغة بمراكش خصص للفيلسوف إبن رشد، و قضايا اللغة العربية بصفة عامة.

كذلك أضاف المسؤول أن هذا الملتقى، الذي ينفتح على مختصين في العديد من اللغات، كالإنجليزية، الإسبانية و الفرنسية، “يسعى إلى التأكيد على مركزية الترجمة الفكرية التي تهتم بترجمة فلاسفة العديد من الدول كاليابان، روسيا و غيرهما”، معتبرا أن “الترجمة تعد اليوم العنوان الإيجابي للعولمة”.

هذا و ذكر بالدور الذي لعبته اللغة العربية في هذا المجال خلال القرون الماضية، “لكنها تشهد في الفترة الحالية تراجعا، بحيث إن ماينشر سنويا باللغة العربية لا يمثل إلا نسبة 10 بالمائة من مجموع ما ينشر بباقي اللغات”.

و تجدر الإشارة إلى أن برنامج الملتقى يشمل تنظيم مجموعة من الورشات و الجلسات العامة، تتمحور، على الخصوص، حول “ترجمة مونتين، رهانات و إشكالات”، و ” ترجمة مونتين، اللغات العالمة و اللغات العامية”،” و “مونتين : التأثيرات و الآفاق”، و “مونتين في التلقي العربي، ترجمة فريد الزاهي نموذجا”، و “حول معنى الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.