أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بمسجد حسان بالرباط

0 408

أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ٬ نصره الله ٬أمس صلاة الجمعة بمسجد حسان بالرباط.

وذكر الخطيب٬ في مستهل خطبتي الجمعة٬ بذكرى مولد خير الأنام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم٬ مؤكدا أن بعثته عليه الصلاة والسلام جاءت في وقتها المناسب لتستقيم الدنيا على الموازين المعتدلة وتتجدد فيها قيم الحق والخير والجمال٬ فتعود للحياة بهجتها وتستعيد الإنسانية رسالتها الفطرية التي خلقها الله من أجلها٬ حيث يقول تعالى “وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا”.

وأوضح أن هذه الشهادة تستلزم واجبات نحو الرسول الكريم٬ أولها وجوب الإيمان به والشهادة له بالرسالة وتصديقه في جميع ما جاء به٬ إيمانا يجمع بين التصديق بالقلب والشهادة باللسان٬ وثانيها وجوب طاعته لأنها مصاحبة لطاعة الله٬ فمن أطاعه هدي إلى سواء السبيل٬ ومن امتثل أمره أوتي جزيل الثواب.

وأكد الخطيب أن طاعة الرسول تتحقق بالتزام دينه قولا وفعلا٬ والتسليم بما جاء به ورفع كلمته واتباع سنته٬ واقتفاء سيرته الزكية ومحاكاته في الأخلاق والأفعال٬ والانقياد لأوامره في جميع الأحوال٬ والأخذ بقوله والرضى بحكمه والسعي في نشر شريعته وبث روحها في نفس الخلق.

أما ثالث الواجبات فيتمثل في وجوب محبته٬ صلى الله عليه وسلم٬ لأنه جاء بالرأفة والرحمة وعلم الكتاب والحكمة٬ وبشر وأنذر٬ ونهى عن التعسير ويسر٬ وبالغ في النصيحة وسلك المحجة الصحيحة٬ وأتى بالهداية وأنقذ من العماية ودعا إلى الفلاح ومهد سبيله وأقام دليله.

ومن أجل ذلك٬ يضيف الخطيب٬ كانت محبة الرسول الكريم هي المنزلة التي يتنافس فيها المتنافسون وإليها يشخص العاملون٬ لأنها قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون٬ مبرزا أنه إذا كان المرء يحب غيره لما فيه من أخلاق جميلة وسيرة حميدة٬ فما بالك بمحبة هذا الرسول العظيم٬ الجامع لمحاسن الأخلاق المانح الخلق جوا من المكارم والفضل العميم٬ الذي أخرجهم من نار الجهل إلى جنات العرفان والإيقان٬ لذلك استحق ٬ عليه الصلاة والسلام ٬ أن يكون حظه من محبتنا له أوفى وأزكى من محبتنا لأنفسنا وأولادنا وأهلنا وأموالنا والناس أجمعين.

وقال الخطيب إن الاحتفاء بذكرى المولد النبوي مظهر من مظاهر محبة الرسول الكريم٬ التي تقتضي الامتثال لأوامره والوقوف عند نواهيه٬ مذكرا بأن الاحتفاء بهذه الذكرى يتجدد كل سنة في المملكة السعيدة٬ حواضرها وبواديها٬ مدنها وقراها٬ جبالها وسهولها٬ إذ كلما تجددت هذه الذكرى في المملكة الشريفة إلا وتقوى التعلق الشديد بمثال الرسول الأكرم استلهاما من محبته وتعلقا بنموذج صبره وتضحياته.

وأكد أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ وسيرا على سنة أسلافه المنعمين من ملوك الدولة العلوية الأماجد٬ يولي كل سنة هذه الذكرى من العناية ويضفي عليها من الجلال والمهابة ما يتناسب مع تعبير المغاربة عن تعلقهم الشديد بالرسول الأكرم وفخرهم واعتزازهم بوجود آل بيته الشرفاء بين ظهرانيهم وعلى رأس أمتهم ودولتهم.

وابتهل الخطيب في الختام إلى الله عز وجل بأن ينصر أمير المؤمنين٬ حامي حمى الملة والدين ٬ صاحب الجلالة الملك محمد السادس ٬ الذي يؤمن بربه وبرسالة نبيه ويخلص لخالقه الدين في سره وعلانيته ويعمل على هدي الكتاب المنير والسنة العطرة٬ وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

كما تضرع إلى العلي القدير بأن يشمل بواسع عفوه وجميل فضله الملكين المجاهدين جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويكرم مثواهما ويطيب ثراهما.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.