مراكش..انطلاق فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي “أيام الفلكلور العالمي” بمشاركة أكثر من 600 فنان

0 256

انطلقت، أمس الأربعاء، بمراكش، الدورة الرابعة للمهرجان الدولي “أيام الفلكلور العالمي”، المنظمة تحت شعار “معا لإحياء وتثمين التراث”، بمشاركة أكثر من 600 فنان، ينتمون لفرق من 12 بلدا، من بينها المغرب.

ويشكل المهرجان الدولي “أيام الفلكلور العالمي”، الذي تنظمه جمعية التراث والفلكلور، ويعد الأول من نوعه على المستوى الوطني والافريقي، مناسبة للتعريف بالهوية المغربية متعددة الروافد وذلك من خلال حضور فرق فلكلورية من جميع مناطق المغرب، منها على سبيل المثال لا الحصر، فرق الركبة، والركادة، وأحواش، والدقة المراكشية، والطقطوقة الجبلية، والكدرة، وحمادة وغيرها.

تهدف هذه التظاهرة العالمية، بحسب المنظمين، “إلى تعزيز الهوية الوطنية التي تميز الشعوب بعضها البعض، حيث إنه يمثل ملتقى ووسيلة للتثقيف وغرس القيم النبيلة والشعور بالانتماء الحضاري”.

كما تعد فرصة لإنعاش القطاع السياحي والاقتصادي بالمدينة الحمراء، خصوصا لتزامنه مع العطلة المدرسية و لاستقطابه ما يزيد عن 1000 سائح أجنبي من فنانين ومرافقين لهم وممثلي بعثات دبلوماسية، وكذا المهتمين بالشأن الثقافي والفني.

وقال الكاتب العام لجمعية التراث والفلكلور بمراكش، محمد الفارسي، في هذا الاتجاه، إن المهرجان الدولي “أيام الفلكلور العالمي” يهدف إلى التعريف بالهوية المغربية متعددة الروافد الثقافية، والانفتاح على ثقافة الآخر، ونشر قيم التسامح والتآخي والتعايش وقبول الآخر.

وأضاف السيد الفارسي، في تصريح لقناة (إم 24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الدورة الرابعة للمهرجان تعرف مشاركة مجموعة من الفرق الفلكلورية من مختلف البلدان، إلى جانب فرق فلكلورية تمثل مختلف جهات المملكة.

ومن جهة أخرى، تم خلال الندوة العلمية الافتتاحية للمهرجان، التي تناولت موضوع ” التراث والتنمية”، بحضور أساتذة باحثين، ومهتمين بالشأن التراثي، تسليط الضوء على أهمية الاهتمام بالدور الذي يلعبه التراث الثقافي في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في إطار استحضار الوعي بالتراث المادي واللامادي لدى المواطن.

وأجمع المشاركون في الندوة على ضرورة العمل بشكل جماعي من أجل جعل الساكنة تعيش التراث كجزء من حياتها اليومية، على اعتبار أنه أصبح يشكل دعامة أساسية في التنمية على جميع الأصعدة.

كما تم التطرق للصعوبات والمعوقات التي تعترض الجانب الاستثماري في قطاع التراث الثقافي، وإلى ضرورة ربط الجامعات ومراكز البحوث بالمعارف التقليدية.

وفي هذا الصدد، قال محمد أيت لعميم، وهو باحث في التراث وناقد أدبي، إن الندوة طرحت سؤالا ذي راهنية يهم علاقة التراث بالتنمية، وكيفية الوعي بالتراث المادي واللامادي حتى يكون رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف، في تصريح مماثل، أن الندوة قاربت الموضوع من زوايا مختلفة، حيث أثارت أفكارا تركزت على ضرورة الوعي بقيمة التراث لدى الساكنة في البوادي والحواضر ، مؤكدا أن موضوع التراث لم يعد يطرح كما كان سابقا، بل أصبح مسألة ضرورية ووجودية يجب أن ينخرط فيها الجميع، إذ “يجب أن يستمر معنا التراث في معيشنا اليومي”.

وتعرف الدورة الرابعة للمهرجان الدولي “أيام الفلكلور العالمي”، المنظمة على مدى خمسة أيام، مشاركة فرق فلكلورية من المغرب، وفرنسا، وإستونيا، وبولونيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا ، والنمسا، والبرتغال، والمكسيك ، وإيرلندا، وكرواتيا، ومالي، والكونغو، والسنغال، وكوت ديفوار، و الولايات المتحدة الأمريكية.

ويتضمن برنامج المهرجان تنظيم عدة ندوات علمية تتمحور حول” التراث المادي قيمه وأدواره”، و” التبادل الثقافي في خدمة السلام ومواجهة التطرف”، و” التراث الكناوي” بمشاركة أساتذة وباحثين مغاربة وأجانب، بالإضافة إلى ورشات تعليمية لبعض الآلات الموسيقية، وموكب استعراضي للفرق المشاركة، وعروض فنية وموسيقية بساحة جامع الفنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.