الصناعة المنجمية فاعل حيوي في تنمية الاقتصاديات المحلية بجنوب شرق المملكة

0 499

اعتبر متدخلون في ندوة نظمت اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء أن مساهمة الصناعة المنجمية في تنمية الاقتصادات المحلية من خلال التشغيل والأعمال الاجتماعية تجعل من القطاع المنجمي فاعلا حيويا بمنطقة الجنوب الشرقي.

وأوضح المشاركون في هذه الندوة٬ المنظمة حول “برنامج تنمية المحيط المنجمي : رافعة للنهوض بمنطقة الجنوب الشرقي”٬ أن هذه المنطقة من المملكة٬ التي تضم عدة مناجم (أم جران٬ إميضر٬ بوسكور٬ إيميني٬ بليدة٬ بوازار…)٬ تتوزع على أربعة عمالات (زاكورة٬ ورزازات٬ تنغير٬ الراشيدية)٬ تواجه تحديات تنموية كبرى تفرض على الفاعلين والأطراف المعنية بقضايا التنمية المحلية التفكير المشترك في آليات جديدة للتنسيق بين برامج مختلف القطاعات الحكومية من جهة٬ والفرص التي يتيحها الفاعلون المنجميون من جهة أخرى٬ وذلك بشراكة مع المجالس الجماعية والسلطات المحلية والمجتمع المدني.

وأشاروا إلى أنه في هذا الإطار جرى رسم خارطة طريق للمخطط الأولوي لسنة 2012 الذي شكل ثمرة عدة لقاءات عمل وورشات نظمها (منتدى بدائل-المغرب) و(النسيج الجمعوي للتنمية والديمقراطية بزاكورة)٬ بشراكة مع (مجموعة مناجم) من أجل وضع مخطط يستجيب لحاجيات المحيط المجاور للمنشآت المنجمية ويمكن من استثمار فرص التنمية الحقيقية التي تتيحها.

وحسب المنظمين فإن هذا المخطط٬ الذي تطلب ميزانية عامة مباشرة ناهزت 10 ملايين درهم تمت تعبئتها بالكامل من قبل مجموعة مناجم٬ يتمحور حول 37 مشروعا ونشاطا تم طرحها كأولويات من لدن الساكنة المحلية.

وأضافوا أن تنزيل هذا البرنامج الأولي سيتم في إطار اتفاقيات شراكة بين (مجموعة مناجم) وحاملي المشاريع من جمعيات وجماعات محلية مع إعطاء الأولوية لأطفال الجماعة القروية لإميضر٬ الذين لم يتمكنوا من متابعة دراستهم أثناء السنة الدراسية 2011-2012.

وفي هذا الاتجاه نظمت مخيمات موضوعاتية لفائدة هؤلاء الأطفال قصد توفير الدعم والمساعدة السيكولوجية للأطفال لتحضيرهم للدخول المدرسي وتأهيلهم من خلال برنامج للدعم البيداغوجي حسب المستويات الدراسية إلى جانب تعزيز القدرات النفسية والاجتماعية للأطفال المستفيدين من المخيمات من خلال برنامج تربوي وترفيهي متكامل.

ويستهدف المخطط الأولوي لسنة 2012 مناطق (بوازار) على مستوى الجماعتين القرويتين (ويسلسات وتانسيفت) بتخصيصها ب 19 مشروعا٬ و(البليدة) ب 8 مشاريع٬ و(إميضر) على مستوى الجماعتين (إميضر وواكليم) ب 10 مشاريع. وفي الإطار ذاته٬ تم تقديم الخطوط العريضة للمخطط الاستراتيجي للفترة 2013-2015 والذي يتوخى٬ بحسب المنظمين٬ تعزيز قدرات الفاعلين المحليين من خلال تنظيم دورات تدريبية لفائدة العاملين في مجال التنمية المحلية (الجماعات٬ والجمعيات المحلية٬ والتعاونيات٬ والمصالح الحكومية اللامركزية) وتحقيق تواصل واسع حول البرنامج من خلال تطوير ونشر خطة للتواصل والإعلام حول أنشطته .

كما يهدف هذا المخطط٬ الذي تعادل ميزانيته التقديرية حوالي 100 مليون درهم٬ إلى إنجاز مشاريع مخصصة للتنمية الاقتصادية٬ والتنمية الاجتماعية والمحافظة على البيئة المحيطة بالمناطق المنجمية٬ وإجراء سلسلة من الدراسات والبحوث حول المناطق المنجمية في مجالات الصحة والثقافة والبيئة والتنمية علاوة على تثمين الثقافات المحلية والتعريف بالمحاور الحاملة لفرص التنمية والتفكير والتشاور قصد المرافعة من أجل مقاربات و برامج وسياسات عمومية تتوخى التنمية المستدامة للمنطقة وذلك انسجاما مع المقتضيات الدستورية الخاصة بالديمقراطية التشاركية والمحاسبة والشفافية.

وخلصوا إلى أن تحديد وإقرار عناصر المخطط الإستراتيجي 2013-2015 لن يتحقق بدون القيام بحملة تواصلية وتشاورية واسعة وبدون المرافعة لدى الشركاء الأساسيين في المناطق المستهدفة٬ مشددين على أن تنزيله يتوقف على المسؤولية الجماعية لكافة الفاعلين من مؤسسات حكومية وقطاع خاص ومجتمع مدني.

المصدر: لاماب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.