تم على هامش مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب27) بشرم الشيخ ( 6- 18 نونبر) إطلاق المبادرة الافريقية لكليات إدارة الأعمال للقيادة المناخية ” BS4CL Africa”، وذلك إيمانا بأهمية الدور الذي تلعبه مؤسسات التعليم العالي في مقاومة تحديات التغير المناخي.
وتستلهم هذه المبادرة الافريقية، التي تم الإعلان عنها خلال اجتماع مائدة مستديرة للعمداء حول القيادة المناخية، نموذجها من المبادرة الأوروبية لكليات إدارة الأعمال للقيادة المناخية، والذي أطلقتها ثمان كليات أوروبية في (كوب 26) خلال العام الماضي.
وتتشارك كليات إدارة الأعمال في إفريقيا بالتنسيق مع القطاع الخاص والمجتمع المدني في المبادرة لتطوير المناهج التعليمية لتواكب أوضاع ومتطلبات الوضع الخاص بالقارة الأفريقية، بالتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني لتعكس أهداف مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة (كوب 27) المنعقد بالتوازي بشرم الشيخ.
وقال عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ، شريف كامل، في كلمة بالمناسبة، إن “الهدف الرئيسي لكليات إدارة الأعمال في معالجة قضايا تغير المناخ بفعالية هو دمج مثل هذه الموضوعات الهامة في الوقت المناسب في النظام البيئي لكليات إدارة الأعمال من خلال التدريس والمناهج الدراسية والمشاريع، بما في ذلك المساعي البحثية وأنشطة تطوير الأعمال لدورها في تشكيل الجيل القادم من القادة للتأثير في المجتمع.”
بدوره، أعرب بيتر توفانو، عميد كلية إدارة الأعمال الفخري بجامعة أكسفورد، وأستاذ مؤسسة بيكر في كلية هارفارد للأعمال والعضو المؤسس لمبادرة كليات إدارة الأعمال للقيادة المناخية”BS4CL ” بأوروبا ،عن تأييده للنسخة الأفريقية للمبادرة
وتابع قائلا: “يسعدني أن أمثل مبادرة كليات إدارة الأعمال للقيادة في إطلاق النسخة الأفريقية بالتزامن مع بدء مؤتمر المناخ في مصر، حيث تستطيع كليات الأعمال والشركات تقديم الكثير لمجابهة التغير المناخي وتأثيره، وستقدم المبادرة الجديدة منظور ا أفريقيا أصيلا وهاما لهذه القضية العالمية والمحلية”.
من جهتها، أكد ميتي مورسينغ، رئيس” PRME” ، وهي هيئة اعتماد كليات إدارة الأعمال الرائدة من الامم المتحدة،أن المبادرة الأفريقية لكليات إدارة الأعمال للقيادة المناخية تسلط الضوء على تحمل الشركات الأفريقية المسؤولية عن تأثيرها على الكوكب، ومراعاة تأثير الكوكب على أعمالهم و شركاتهم.
بدورها، أعربت شيرويت علوان، رئيس ” PRME”- إفريقيا، عن التفاؤل بهذه المبادرة قائلة: “نحن متحمسون لهذه المبادرة وهذا التطور الإيجابي ونتوقع أن تكون هذه المائدة المستديرة بداية للتعاون والتشارك من أجل تأثيرا إيجابيا متوافقا مع أهداف ومبادئ التعليم الإداري المسؤول”.
وتناولت مناقشات المائدة المستديرة حول الموارد اللازمة لدعم الأنشطة ذات الصلة بشأن المناخ بغرض زيادة الوعي والمساعي المبذولة في هذا الإطار، وكذلك دعم العمداء والتزامهم بهذه القضية، والدعم الذي يقدمه أعضاء هيئة التدريس والشركاء المعنيين.
كما تطرقت لعدة قضايا وعقبات محتملة، من ضمنها محدودية الموارد والأولويات وقدرة كليات إدارة الأعمال على تقديم خدمات تعليمية ذات الصلة بمبادرات التغير المناخي لطلاب الكليات. وتهدف المبادرة إلى تقديم توصيات لدعم صانعي السياسات في القارة الأفريقية بغرض تحقيق أهداف قضية المناخ والتعامل مع آثاره.
تجدر الإشارة إلى أن مصر تستضيف الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 27)، الذي يمثل فرصة مهمة للنظر في آثار تغير المناخ في إفريقيا؛ لتنفيذ ما جاء في اتفاق باريس 2015 وتفعيل ما جاء في مؤتمر غلاسكو 2021 من توصيات؛ وحشد العمل الجماعي بشأن إجراءات التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ.
ويشارك 110 من رؤساء الدول والحكومات في فعاليات مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ إلى جانب 10 آلاف من منظمات المجتمع المدني، و26 ألفا و500 يمثلون الوفود الرسمية والهيئات، و3 آلاف و321 إعلاميا، بإجمالي 44 ألفا و174 من المشاركين.