تدشين معرض “عالم فنون الحلي” بمراكش خلال حفل عرف حضور شخصيات تنتمي لعوالم الفن و الإبداع و الإعلام
جرى، أمس الخميس، بمراكش، تدشين معرض “عالم فنون الحلي”، الذي يبرز البهاء في التفرد، و ذلك خلال حفل عرف حضور شخصيات تنتمي لعوالم الفن و الإبداع و الإعلام.
ويعد “عالم فنون الحلي” بمثابة المكان المتفرد الوحيد الذي يتخذ من المعرض الواقع في قلب حي القصبة بالمدينة العتيقة لمراكش مقرا له، كما يبرز مجموعة تتألف من 3000 قطعة، على شاكلة حلي، و مجوهرات، وخواتم، وأزياء تنتمي لحساسيات إستيتيقية بهية.
ويروم المعرض تثمين وإبراز غنى وتعدد وتفرد بلدان تربو عن 50 بلدا، جالها كل من مارلين وباولو غالون، الجامعين السويسريين الشغوفين، تعقبا وبحثا عن قطع نادرة تشي بالغضاضة و الجمال.
ويختزن المعرض، أيضا، عددا من الحلي والمجوهرات التي “تعكس إبداع الصانع، أنى وجد، وتضم أزياء نسوية ورجالية، سيان، ذات ألوان طافحة، نسجتها باقتدار أنامل حازت الجمال كلا، وأشاعته زكاة للناظر، كما المحب في تملكها وحيازتها”.
وتنطوي هذه الحلي والمجوهرات على أشكال ومجسمات تمتح من خصوصيات هذه البلدان، التي أبعدتها الجغرافيا حقا، لكن أدناها الإبداع والابتكار، وتتأرجح بين أدوات الزينة بالنسبة للنساء، و منضدات تتخذ للتجمل تأهبا للمناسبات والأفراح. كما يضم المعرض جناحا خاصا بالأزياء ذات الأصل الإفريقي والأمازيغي والعبري اليهودي، كما العربي الإسلامي، حيكت بألمعية وحرفية كبيرتين.
غير بعيد، جرت تهيئة رواق خاص “يعلي من شأن الآصرة التي متنها الإنسان مع الحصان، بغرض إبراز طرائق تلجيمه، انطلاقا في رحلة تبوريدة، أو نزهة تصفي الخلد والوجدان”.
وأفضت مارلين غالون، مالكة المعرض الشغوفة بجمع الحلي والمجوهرات، ” هذا الحيز ليس أول شيء أنجزناه أنا وزوجي باولو، بل يتعلق الأمر بمجموعة أخذت منا زهاء 35 سنة حتى استحالت على ما هي عليه الآن”، مشيرة إلى أنها تعيش بمراكش، “المدينة التي دوما ما احتضنتني وشكلت مصدر إلهام بالنسبة لي”.
وكشفت المالكة أن “المعرض الذي يضم هذه المحتويات ينطوي على ثلاثة رياضات، حولها كل من المهندسين المشهورين ميشيل شاريير وجوزيف أشقر، اللذين تملكتهما الرغبة، مستلهمين من فكرتهما في تشييد فندق ‘البحرية’ بباريس، وتحديدا بساحة لاكونكورد، وجعلاها ‘مختلفة’ كما تحيل على القرنين 14 و 15، على غرار مدرسة سيدي يوسف بن علي”.
وأفادت بأن “تعداد الآجر والزليج بلغ زهاء 180 ألف وحدة، مع تنميق السقف وجعله أكثر تقليدانية وخصوصية، بغرض الإبقاء على ذاك الجو “الحقيقي” والمتناغم تماما مع هذه الحلي والمجوهرات والأزياء”.
وفي معرض إبرازها للملمح المغربي الأصيل المستوعب لكل الحساسيات، أكدت غالون أن “المغرب يستقبل الكل، لاسيما المنحدرين من إفريقيا والمشرق، على اعتبار أن هذه المجموعات تنطلق من إفريقيا لتبلغ الصين”، مضيفة أن “الرسالة التي يتغيى المعرض إشاعتها تكمن في التشاطر وفي التعارف بين الحضارات، مع ضمان الوئام”.
وفي تصريح مماثل، كشف المهندسان ميشيل شاريير و جوزيف أشقر، أن مارلين وباولو غالون، “جامعان شغوفان”، مضيفين أن “العمل معهما مكن من إنجاز هذا المتحف بمراكش”.
وفي معرض إجابتهما عن سؤال بشأن “علة اختيار مدينة مراكش لاحتضان هذا المتحف”، أوضحا أن مارلين وباولو يعيشان في المدينة الحمراء، بعد مدة قضياها بحلب في سوريا، كما أنهما يكنان “مشاعر جياشة” للمغرب، مشيرين إلى أنهما “عملا على دعمهما من خلال إحداث معرض يحتضن مجموعاتهما، ويتناغم تمام التناغم معها، كما يتسق مع معانيها وفحواها”.
وتتألف المجموعات التي “نذر لرصها و فهرستها الشغوفان أكثر من 7 سنوات تأرجحت بين العمل وإفراغ الجد”، من مجموعة من المجوهرات والأقمشة العرقية من إفريقيا والمشرق “جمعاها بصبر وشغف وقدماها بمراكش”.
وتحيل على قطع من زهاء 50 بلدا “تمثل عددا من الشعوب والأمم والقبائل، وتقدم من ثمة، لوحة غنية طافحة بالحساسيات الجمالية المتنوعة والمتفردة”.
ويقع المعرض الذي صممه الثنائي المعماري الفرنسي-اللبناني، ميشال شاريير وجوزيف أشقر، على ثلاثة طوابق ويمتد على مساحة تربو عن 1400 متر مربع، “تتوسطها كوة ثمانية الأضلاع بواجهة رائعة تتواءم مع بهاء المدينة الحمراء”.
أما على الشرفة، ف”بهاء ثان، حيث جرى استلهام شكل حديقة معلقة صاغها منسق الحدائق، ماريوس بوليستيكس، وتمكن من تقديم إطلالة خلابة على المدينة وصخبها المحمود”.