مراكش..ندوة علمية دولية حول المنتزهات الوطنية المتوسطية الجبلية
يشكل موضوع “المنتزهات الوطنية المتوسطية الجبلية: رهانات المحافظة وآفاق التنمية المستدامة”، محور الندوة الدولية “PNMed 2022″، التي انطلقت أشغالها، اليوم الخميس، بمراكش، بمشاركة أساتذة جامعيين، وخبراء مغاربة وأجانب، وذلك في إطار الاحتفال بمرور 80 سنة على إحداث المنتزه الوطني لتوبقال (1942-2022).
وتشكل هذه الندوة العلمية التي تنظمها، على مدى ثلاثة أيام، جامعة القاضي عياض بمراكش، بشراكة مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات، على الخصوص، محطة للتطرق إلى الاستراتيجيات الوطنية والجهوية، الرامية إلى الحفاظ على المنتزهات والتعريف بتنوعها وبأهميتها البيئية والسوسيو – اقتصادية.
وأبرز المشاركون، خلال الجلسة الافتتاحية للندوة، التي تحتضنها كلية العلوم السملالية، التابعة لجامعة القاضي عياض، الأهمية التي تكتسيها هذه التظاهرة لكونها “تأتي في سياق الاستراتيجية الوطنية (غابات المغرب 2020- 2030)، التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في 13 فبراير 2020، والتي تتوخى إحداث تحول جذري في تدبير الشؤون الغابوية، وتدبير المناطق المحمية بصفة عامة في المغرب”.
وأوضحوا أن هذه الاستراتيجية تضع الإنسان في صلب اهتمام جميع برامج التنمية في المجال الغابوي بالمناطق المحمية، مشيرين، في هذا السياق، إلى أن المنتزه الوطني لتوبقال، يلعب دورا كبيرا في التنمية الاقتصادية في المناطق الجبلية بالمغرب.
كما سجلوا، من جهة أخرى، أن جامعة القاضي عياض وكلية العلوم السملالية، “كشريك” للمنتزه، يلعبان دورا علميا مهما في إطار تعزيز ثقافة العلوم بالمنطقة، وذلك من خلال إنجاز العديد من البحوث والدراسات الخاصة بالتنوع البيئي والإيكولوجي، فضلا عن تنظيم تكوينات لفائدة الجمعيات وبعض المؤسسات بهدف تنمية المنتزه.
وقال رئيس جامعة القاضي عياض، الحسن احبيض “نحاول اليوم من خلال هذا الملتقى، أن نبحث العلاقة بين الحفاظ على المنتزهات وكل ما له علاقة بالحفاظ على البيئة وبالتوازن المناخي والبيئي”، مبرزا أن “تنظيم هذه التظاهرة العلمية يعكس تجذر الجامعة في محيطها، وانفتاحها على المحيط السوسيو – اقتصادي”.
وأوضح احبيض “ندرك اليوم أهمية البيئة وكل ما له علاقة بالاستدامة وبالتوازنات المناخية، والتي توليها الجامعة، في الوقت الراهن، أولوية كبيرة في ظل الوضعية الحالية المتسمة بندرة المياه، وهو الوضع الذي انصبت حوله البحوث العلمية، وكذا التفكير في كل ما يرتبط بالتقلبات المناخية وبالحفاظ على البيئة”.
من جهته، نوه المدير الجهوي للمياه والغابات للأطلس الكبير بمراكش، بوبكر فوغالي بتنظيم هذا الملتقى العلمي، والذي قال إنه يشكل امتدادا للأنشطة التي سطرتها مديرية المياه و الغابات بمناسبة الاحتفال بمرور 80 سنة على إحداث المنتزه الوطني لتوبقال، الذي رأى النور سنة 1942 ، و هي الأنشطة التي كانت قد انطلقت يوم 21 مارس 2022 بإقليم الحوز.
و ابرز فوغالي أن هذه التظاهرة العلمية، التي تجمع مختلف الباحثين و الفاعلين في المجال البيئي، “من شأنها إعطاء دينامية لهذا الفضاء الإيكولوجي وتدبيره خلال السنوات القادمة”. ويعد منتزه توبقال من أقدم المنتزهات بالمغرب، وتبلغ مساحته نحو 39000 هكتار، حيث تم إنشاؤه سنة 1942، بهدف المحافظة على عينة تعكس ثراء التنوع البيولوجي بالأطلس الكبير وشمال إفريقيا، كما يعد موطنا لعدد من الحيوانات والطيور النادرة.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج الندوة، يتضمن خمس جلسات علمية، تتمحور، أساسا، حول “التنوع البيولوجي والنظم البيئية”، و”محمية السماء المظلمة”، و”التنوع الجغرافي والمناظر الطبيعية”، و”إدارة وحفظ وتنمية الموارد والتنمية المستدامة”.