خبراء يدعون بمراكش إلى توطيد التعاون الدولي لمواجهة أزمة المناخ

0 240

دعا خبراء، أمس الخميس بمراكش، إلى توطيد التعاون الدولي لمواجهة أزمة المناخ التي تفاقم أزمة الغذاء التي يعاني منها أكثر من 828 مليون نسمة عبر العالم.

وخلال جلسة عامة بعنوان “آفاق التعاون في مجال تغير المناخ”، عقدت في إطار أشغال الدورة الـ 11 لمؤتمر “الحوارات الأطلسية” الدولي، نبه مؤسس ورئيس المعهد البيئي الألماني، أندرياس كريمر، إلى أن أصحاب القرار اليوم “هم الجيل الأخير الذي يجب أن يتحرك ولا تزال لديهم فرصة للعمل”، مضيفا أنه “مازالت لدينا الحلول للإبقاء على هذا الكوكب صالحا للعيش”.

وتابع بالقول “أريد أن أخلق شعورا بحالة الطوارئ والإحساس بالمسؤولية، فأنا قادم من بلد شهد كيف أن حملة (أيام الجمعة من أجل المستقبل) أخرجت جيلا كاملا من الشباب إلى الشوارع لمطالبة القادة بالتحرك لتأمين المستقبل”.

وفي المقابل، أعرب كريمر عن تفاؤله بشأن أزمة الغذاء الحالية التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا، موضحا “نحن لا نواجه أزمة غذاء مطلقة، بل أزمة مرتبطة بسلاسل التموين والبنية التحتية وسير الأسواق”. وأكد أنه “يمكن إيجاد الحلول في إطار التعاون الدولي المعزز”.

وفي السياق ذاته، قال الباحث البارز في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، حافظ غانم، إن القارة الإفريقية معرضة بشكل أكبر لخطر المعاناة من تداعيات تغير المناخ، مشيرا إلى أن “أكثر من 230 مليون شخص، أو واحد من كل أربعة أفارقة يعيشون في جنوب الصحراء، يعانون من نقص التغذية. وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 38 في المائة مقارنة بما كان عليه الحال قبل 20 سنة”.

وأوضح غانم أن هذا الوضع يتفاقم بسبب تغير المناخ، وعودة النزاعات، وهشاشة سلاسل التوريد، وزيادة أسعار المواد الخام، داعيا إلى تعزيز الإنتاجية الزراعية للبلدان الإفريقية، ولا سيما من خلال التعاون جنوب-جنوب.

وأضاف أن إفريقيا التي تضم 60 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة غير المستغلة في العالم، مازالت تستورد 80 في المائة من احتياجاتها الغذائية من خارج القارة، أي حوالي 60,5 مليار دولار.

من جانبه، أكد المدير العام للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، سعيد مولين، أن إفريقيا لديها الإمكانات البشرية والطبيعية التي تمكنها من العمل لضمان أمنها الغذائي وتفادي الاعتماد على الأسواق الخارجية.

وشدد على أن قمة رؤساء الدول والحكومات بإفريقيا للعمل من أجل إقلاع قاري مشترك، على هامش مؤتمر (كوب 22) “أظهرت أن هناك حلولا إفريقية لقارتنا في مجالات المياه والطاقة والأمن الغذائي وغيرها”.

وأشار مولين إلى أن المغرب، الذي ارتقى مرتبة واحدة في مؤشر الأداء المناخي، ليحتل المركز الرابع في تقرير مؤشر هذا الأداء، على استعداد لتقاسم تجربته في مجال المناخ والأمن مع جميع البلدان الإفريقية، منوها بالجهود “الاستثنائية” التي يبذلها المكتب الشريف للفوسفاط في مجال الأمن الغذائي بالقارة من خلال التسميد المعقلن والمقبول اقتصاديا لدى صغار الفلاحين الأفارقة.

من جهته، أكد الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، أن غياب الحكامة العالمية يشكل العقبة الرئيسية أمام التعاون الدولي الفعال بشأن تغير المناخ.

وأبرز أنه “في صلب أجندة 2030 تقع أهداف التنمية المستدامة الـ 17 التي تغطي كافة رهانات التنمية في جميع البلدان، مثل المناخ، والتنوع البيولوجي، والطاقة، والمياه، والفقر، والمساواة بين الجنسين، والزراعة، والتعليم (…) ولكن بدون السلام والاحترام المتبادل والعيش المشترك، لن تتحقق كل هذه الأهداف.

وأضاف موراتينوس “من المهم اليوم العمل بروح المصالحة والسلام والاحترام المتبادل، وإلا فإن جميع جهود التعاون شمال-جنوب، وجنوب-جنوب، وشرق-غرب، لن تحقق أهدافها أبدا”، مشددا على أن العالم “يواجه تحديات مشتركة تتطلب توطيد التعاون”.

وتشهد الدورة الـ 11 للمؤتمر الدولي السنوي “الحوارات الأطلسية”، التي انطلقت أشغالها أول أمس الأربعاء، مشاركة نخبة من المسؤولين والباحثين والخبراء الدوليين.

ويشارك في هذا اللقاء رفيع المستوى، المنظم من 14 إلى 16 دجنبر الجاري، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بمبادرة من مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، حول موضوع “آفاق التعاون الدولي في عالم متحور.. الفرص المتاحة في المحيط الأطلسي الموسع”، أزيد من 350 ضيفا من 60 جنسية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.