سنة 2022..العجلة الثقافية و الفنية بجهة مراكش–آسفي تعود للدوران

0 233

عادت العجلة الثقافية والفنية بجهة مراكش–آسفي للدوران، في 2022، بعد سنتين من التوقف فرضته جائحة (كوفيد–19)، التي عطلت الأنشطة و الفعاليات في هذا المجال، ليس فقط بهذه الجهة، بل في كافة أنحاء المملكة.

فمنذ مطلع سنة 2022، التي تشارف على نهايتها، تنفس الفاعلون في المجال الثقافي و الفني، من مختلف المشارب و الآفاق، الصعداء بعودة أغلبية المهرجانات و الفعاليات، التي كانت لا تخلف موعدها مع جمهور متعطش لهذه الأنشطة، و هي التي تساهم في إشعاع و تفرد هذه الجهة المعروفة بصيتها في الحقل الإبداعي بكل تجلياته و تمظهراته، بفضل توفرها على بنيات تحتية من الطراز الرفيع، و اختزانها لإرث و تراث حضاري عريق.

حيث تميز استئناف تنظيم التظاهرات الثقافية و الفنية على صعيد جهة مراكش- آسفي، بمشاركة متميزة لفنانين مغاربة و نجوم عالميين، و حضور جماهيري كبير، الذي كان، سواء بالمدينة الحمراء أو في باقي مدن الجهة، على موعد مع نجومه المفضلين في السينما و الموسيقى و المعارض الفنية و المهرجانات الشعبية، و غيرها.

فيما كان من أبرز مظاهر هذه العودة هو (المهرجان الدولي للفيلم بمراكش)، في دورته الـ19 التي أقيمت من 11 إلى 19 نونبر، بعد غياب لمدة سنتين، حيث جمع سحر السينما الجميع من جديد.

كما جرت هذه الدورة من المهرجان، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في أجواء احتفالية كبيرة طبعت عودة المهرجان، و ذلك في تكريس لدور السينما في إشاعة الفرح و الأمل و تعزيز قيم التلاقي و التلاقح و الحوار بين المجتمعات و الثقافات.

و جريا على عادتهم، حرص منظمو المهرجان الدولي للفيلم بمراكش هذه السنة، على تقريب الجمهور من الإنتاج السينمائي الوطني و الدولي، و نجومه المغاربة و العالميين من خلال التجربة الفريدة المتمثلة في عرض أفلام في الهواء الطلق بساحة (جامع الفنا) الشهيرة، على شاشة ضخمة تتيح مشاهدة مثلى للزوار.

هذا و لم يكن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الحدث الثقافي الوحيد على مستوى الجهة عموما، و المدينة الحمراء على الخصوص، بل كان الجمهور، أيضا، على موعد مع الدورة الـ51 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي أقيم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، و شهد استعراضا جماعيا غنيا بالألوان لفرق فلكلورية، و عرف مشاركة 600 فنان ينتمون ل34 فرقة من المغرب و خارجه.

و نظمت هذه الدورة في أجواء احتفالية و بهيجة، انطلقت من ساحة الحارثي باتجاه قصر البديع التاريخي، الذي احتضن العرض الرئيسي للمهرجان، بحضور جمهور غفير تواق للأنشطة الثقافية بالمدينة الحمراء.

وفي إطار الدينامية الثقافية، التي عرفتها المدينة، تم تنظيم الدورة الـ 11 لمهرجان “سماع مراكش للقاءات والموسيقى الصوفية”.

وتميزت هذه الدورة بتنظيم أمسيات للسماع، أحيتها مجموعات سماعية وطربية أندلسية وطنية، ومجالس طرب الآلة وعروض في فنون الرواية والحكي، أحياها رواد الحلقة بساحة جامع الفناء، وتلامذة مدرسة مراكش للحكي.

وكان للشعر نصيبه من الأنشطة الثقافية بالجهة بتنظيم دار الشعر بمراكش، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال الفترة ما بين 11 و13 نونبر، فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الشعر المغربي، هذه التظاهرة التي تندرج في إطار مواصلة الاحتفاء بالتنوع الثقافي المغربي، والتي شهدت، أيضا، تتويج الفائزين في مسابقتي أحسن قصيدة والنقد الشعري للشعراء والنقاد والباحثين الشباب.

كما عرفت المدينة الحمراء، تنظيم الدورة الأولى لمهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي، التي كانت مقررة سلفا لكن الظروف المرتبطة بكوفيد – 19 أجلتها إلى هذه السنة. وعرفت هذه الدورة مشاركة أدباء مغاربة يؤلفون بالإنجليزية أو ترجمت أعمالهم إلى هذه اللغة، بالإضافة إلى عدد من الأدباء والكتاب والمفكرين الأجانب من الفضاء اللغوي الأنغلوفوني.

وامتدت الفعاليات الثقافية، خلال هذه السنة، إلى مدينة آسفي حيث كان الجمهور المسفيوي على موعد مع فعاليات الدورة الـ21 للمهرجان الوطني لفن العيطة، الذي جمع بين الجوانب الفرجوية والأكاديمية، واحتفى بمكون محوري من مكونات الثقافة الشفهية المغربية.

ولم يشكل إقليم شيشاوة استثناء في هذه الدينامية الثقافية التي شهدتها الجهة، خلال سنة 2022، حيث احتضنت مدينة إمنتانوت مهرجانها الوطني، الذي جدد الوصل مع جمهور متلهف لعروض ثقافية حالت الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا دون تنظيمها لسنتين.

واحتفت هذه التظاهرة الفنية والثقافية، بمختلف الأصناف الفنية، كما استجابت لشتى الأذواق الموسيقية، وعرفت مشاركة ألمع نجوم الأغنية المغربية بكل روافدها، الأمازيغية منها والحسانية، إضافة إلى ألوانها الشعبية وموسيقى الراي.

ونالت مدينة قلعة السراغنة نصيبها من الفعاليات الثقافية حيث جرى تنظيم الدورة الأولى للمهرجان الجهوي للفنون الشعبية، الذي جدد الوصل مع التراث الغني، الذي يساهم في التنمية المحلية، وتعزيز جاذبية المنطقة.

وكان الجمهور الغفير خلال هذه التظاهرة على موعد مع الحضرة الرحالية التي تنحدر من منطقة زمران، ومجموعات ولاد الحوز الكرار، واعبيدات الرما سربة السراغنة، ولعابات شعيبية.

ومن بين التظاهرات الثقافية التي نظمت بالجهة، هناك مهرجان ابن جرير للسينما في دورته الثامنة، الذي انعقد تحت شعار “السينما والتعلم مدى الحياة”، بحضور ثلة من الفنانين والمفكرين وعشاق الفن السابع.

وعاد هذا المهرجان بعد سنتين من التوقف بسبب الجائحة، بفضل تضافر جهود العديد من الجهات التي تؤمن بالفعل الثقافي.

ويمني عاشق الثقافة والفن، وكذا الفاعلون الثقافيون بجهة مراكش – آسفي، النفس بأن تتعزز هذه الدينامية أكثر، كيف لا وهي التي تساهم بقسط وافر ليس فقط في إشعاعها، بل وحتى في النهوض بها، وذلك من خلال الترويج لها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.