أسا الزاك : انطلاق فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للرحل بجماعة تويزكي

0 196

انطلقت مساء أمس السبت، بجماعة تويزكي بإقليم أسا الزاك، فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للرحل، الذي تنظمه مؤسسة تويزكي للتنمية و الثقافة و حماية التراث، تحت شعار “الماء و الترحال في علاقة البدو بالمجال”.

حيث تروم هذه التظاهرة تسليط الضوء على تراث الرحل بغية تثمين و المحافظة على الموروث الحضاري الصحراوي و نشر الثقافة الحسانية، و دعم الاقتصاد المحلي و إبراز المؤهلات الطبيعية و الثقافية و السياحية للمنطقة، بالإضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب و تشجيع الفن و الفنانين عبر فتح جسور التواصل بينهم و جعل منطقة تويزكي و جهة ثقافية بامتياز و الدفع بعجلة التنمية بها.

فيما تعرف هذه الدورة المنظمة بشراكة مع جماعة تويزكي، مشاركة و فود تمثل عدة بلدان منها موريتانيا، والأردن، ومصر، وتونس، والسودان، ومالي، وبوركينافاسو، والكونغو، والطوغو، ومدغشقر، بالإضافة إلى فرنسا، وإنجلترا، والسويد، وسويسرا، وليتوانيا، والأرجنتين، وألمانيا.

كما تعرف دورة هذه السنة المقامة بفضاء وادي “الخنك” بجماعة تويزكي، مشاركة نخبة من الفنانين المغاربة و الأجانب الذين تستهويهم ثقافة الرحل، من بينهم الفنانة الموريتانية كمبان منت علي و ركان.

و تميز حفل افتتاح هذه النسخة، الذي حضرته عدة شخصيات، على رأسها الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، و عامل إقليم أسا الزاك، يوسف خير، بالإضافة إلى الوزير المفوض بالسفارة الليبية بالرباط، العيساوي صالح حسن المختار الزبيدي، و كذا منتخبين و شخصيات مدنية و عسكرية، بزيارة الوفد الرسمي لأروقة “الخنك” و هو عبارة عن حوالي 95 خيمة موضوعاتية تعرض منتوجات للصناعة التقليدية و منتوجات مجالية للرحل من عدة مناطق محلية و مدن مغربية.

فتجسد هذه المنتوجات ثقافة و نمط حياة الرحل (صناعة الخيمة الصحراوية، مستلزمات ركوب الإبل، أواني الطبخ، صناعة الحصير و الرزابي، عسل و مشتقاته، زيت أركان و مشتقاته..).

كذلك تم، بالمناسبة، تقديم استعراض تقليدي يجسد ثقافة الرحل، منها بالخصوص، ممارسة ركوب الجمال، و طقوس زواج الفتاة البدوية و انتقالها إلى بيت العريس، و كذا قوافل أخرى منها قافلة تجارية محملة بمواد غذائية أساسية .

هذا و أكد رئيس مؤسسة تويزكي للتنمية و الثقافة و حماية التراث، الحسين باج، في كلمة بالمناسبة، أن الهدف من هذا المهرجان هو إبراز معالم و طبيعة ثقافة الرحل و دعمها و الحفاظ عليها كموروث ثقافي حساني و رافدا من روافد الهوية الوطنية المغربية.

و أبرز أن اختيار تيمة الماء والترحال لدورة هذه السنة جاء بالنظرا للعلاقة المتينة للبدو بالماء ، مؤكدا أنه يتعين في ظل الظرفية المناخية، بذل الجهود للبحث عن سبل تطوير نمط حياة الرحل وتسهيل وصولهم لنقط الماء، فالرحل يضيف باج، يشكلون بالنسبة لجماعة تويزكي رقما أساسيا في المعادلة الديمغرافية وقاعدة مهمة لتجميع معطيات مونوغرافية هذه الجماعة.

وأشار إلى أن المهرجان يتوخى التعريف بمنطقة تويزكي والترويج للثقافة المحلية وتسويق المنتوج السياحي والإيكولوجي الذي تزخر به هذه المنطقة.

من جهة، أكد رئيس جماعة تويزكي، الحضرمي بنكا، أن ما يميز هذا المهرجان هو طابعه المحافظ المستمد من أعراف البداوة الأصيلة لأهل البادية، مضيفا أن المهرجان يتوخى تثمين الموروث الحضاري الحساني والاحتفاء بتراث وثقافة الرحل الذين يعملون على دعم الاقتصاد المحلي من خلال المساهمة في إبراز والرفع من جاذبية منطقة تويزكي بإقليم أسا الزاك وجهة كلميم وادنون.

وأشار إلى أن اختيار الماء والترحال في علاقة البدو بالمجال كتيمة رئيسية لهذه النسخة جاء اعتبارا لأهمية المجال عند البدو في علاقته الجدلية مع الماء والبحث المتواصل عن الكلأ من جهة، وبالنظر إلى التحديات المرتبطة بحالة الإجهاد المائي الذي تعيشه بلادنا من جهة أخرى.

من جانبه، أكد الوزير بايتاس، أن هذا المهرجان له عدة دلالات معبرة تاريخية واقتصادية وثقافية، والذي يعد موروثا ثقافيا مهما ، منونها بالجهود التي تبدلها جميع الفعاليات الإقليمية ومنها السلطات المحلية في هذا المجال مما يعكس بأن الإمكانيات هي متواجدة يتعين فقط الاستثمار فيها من أجل مستقبل أفظل للجميع .

وتم بالمناسبة، تكريم شخصيات سياسية وإعلامية وعدد من أعيان المنطقة.

وعقب حفل الافتتاح نظمت أمسية فنية أحيتها فرق محلية ومن مدن مغربية، بالإضافة إلى الفنانة الموريتانية كمبان منت علي وركان، والذين قدموا أغاني تعبر عن واقع وثقافة الصحراء بتيمات مختلفة جعلت أرجاء جماعة تويزكي تعيش، في أولى ليالي المهرجان، على إيقاعات ورقصات الموسيقى الحسانية الشجية.

وتتيح الدورة الثالثة لهذا المهرجان، المنظمة بتنسيق مع عمالة إقليم أسا الزاك، والمجلس الإقليمي لأسا الزاك، وعدة قطاعات حكومية ومؤسسات وغرف مهنية، للساكنة المحلية وزوارها الفرصة لتذوق أجمل أنماط الموسيقى المختلفة، والتناغم مع الرقصات والأغاني المبرمجة خلال هذه السنة.

ويتميز برنامج دورة 2022 ، أيضا، بالطابع ذي البعد الفكري والعلمي، من خلال تنظيم ندوات حول مواضيع تتعلق بثقافة الرحل، والسياحة الصحراوية، وتدبير المراعي، إلى جانب ورشة لفائدة مهنيي السياحة القروية.

ويشتمل برنامج المهرجان، أيضا، على تنظيم سباقات للهجن ورمي النبال والشارة، وألعاب تقليدية جماعية، إضافة إلى أمسيات فنية، ورحلة استكشافية لضيوف المهرجان لاكتشاف النقوش الصخرية التي تتميز بها جماعة تويزكي، والقبور القديمة، وكذا الاستمتاع بالكثبان الرملية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.