تشكل الدورة الأولى لقافلة مراكش للرقص المعاصر، التي تتواصل إلى غاية 31 دجنبر الجاري، موعدا متميزا للاحتفاء بهذا اللون الفني المعبر، و التعريف به لدى فئات واسعة من جمهور المدينة الحمراء خصوصا و الجهة على وجه العموم.
حيث تتوخى التظاهرة الفنية، التي تنظمها وزارة الشباب و الثقافة و التواصل – قطاع الثقافة من خلال المديرية الجهوية للثقافة، و مجلس جهة مراكش – آسفي، تحت شعار “مساحات الروح و الجسد”، تسليط مزيد من الضوء على المفاهيم المتصلة بالرقص المعاصر كنمط من أنماط الرقص المعبر، و الذي يجمع بين العديد من أنواع الرقص على غرار الباليه الحديث، و الجاز الغنائي و الكلاسيكي، دونما إغفال لمميزات هذا النمط التي تتجلى في التنوع و الارتجال، عكس الطبيعة الصارمة و المنظمة للباليه.
كما تهدف هذه القافلة إلى إبراز كفاءات شابة برعت في تقديم وصلات فنية في هذا النمط الفني، و هي التي روضت جسدها و حولته إلى لوحة فنية بديعة قوامها حركات منسابة و متناسقة.
و إسوة بورشة الرقص المعاصر التي جرت أطوارها بالتجمع المدرسي بالسويهلة، احتضن رياض “دونيز ماسون” ماستر كلاس في هذا الصنف الفني، تميز بتقديم باقة من الوصلات المتعلقة بهذا الفن، و شكل مناسبة للجمهور لاكتشاف هذا النمط الفني، المرفوق بموسيقى متفردة.
قصر البديع، من جهته، كان شاهدا على افتتاح معارض فنية في التشكيل والنحت موسومة بـ “تنويعات”، بمشاركة فنانين من المغرب والعراق، وهم نجاة داود وابراهيم اشبان ومحمد نجاحي وعلي البزاز ومصطفى صايف ومهدي السميج.
فيما قالت الفنانة التشكيلية، نجاة داود بهذه المناسبة، إن معرضها، المنظم تحت شعار “هي” يعد الثاني لها في المدينة الحمراء، مشيرة إلى أنها أبدعت في هذا المعرض لوحات جديدة بمواضيع مختلفة و بأحجام متباينة.
كذلك أوضحت الفنانة، التي تنحدر من الأقاليم الجنوبية للمملكة، أنها تقصد من وراء شعار المعرض معالجة قضايا المرأة عموما، و المرأة التي تتعرض للعنف على الخصوص، مؤكدة حرصها على أن تعكس لوحاتها الثقافة و التراث الحسانيين.
في تصريح مماثل، قال الفنان التشكيلي، المهدي السميج، إن هذا المعرض يشمل العديد من المدارس و التجارب التشكيلية، على غرار التجريدي الصرف، و الانطباعي و الكلاسيكي و الواقعي.
من جهته، كشف النحات المغربي، مصطفى الضيف، أن “هذا المعرض يشكل فرصة سانحة لعرض أعمالي الفنية التي تتناول قضايا اجتماعية و وطنية، لاسيما القضايا التي تهم جيل الشباب”.
فتم، بهذه المناسبة، تنظيم ندوة حول الرقص المعاصر من تأطير اوهرا مجيد و عزيز بوبرين شكلت فرصة لإبراز خصوصيات أنماط فنية موسيقية وطنية.
ليتخلل برنامج التظاهرة تنظيم معارض في التشكيل و النحت، إضافة إلى ماراثون الرقص، و ماستر كلاس، و ورشات في التشكيل و الرقص.
في الختام، سيعرف فضاء نجوم جامع الفنا تنظيم ماستر كلاس حول “أساسيات الرقص”، فضلا عن عرض حول “حمادشة” لتوفيق ازديو، و ندوة علمية تحت شعار “فلسفة المغامرة من خلال المنجز الفني بالمغرب” يؤطرها كل من محمد شويكة و حسن لغدش و عبد الصمد الكباص.