ندوة بمراكش تناقش التداعيات النفسية والسلوكية للإدمان على الهواتف الذكية (صورة)

0 203

نظمت جمعية موظفات وموظفي الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، مساء الاثنين 13 مارس الماضي، ندوة علمية على شكل حلقة نقاشية ضمن مساق الهواتف الذكية بين الاستعمال العادي و الإدمان السلوكي من خلال محاضرة نظرية و مخرجات ورشة ميدانية ومناقشة مفتوحة لامست التداعيات النفسية والسلوكية للاستعمالات المفرطة لهذه الأجهزة و تطبيقاتها و لمحتوياتها الرقمية.

وتم استضافة الدكتور سليم سعيد طبيب اختصاصي في الأمراض العقلية و طب الإدمان، والأستاذة سارة بري معالجة نفسانية عبر الوسائط الفنية.

واعتبر الدكتور سليم أن الحديث عن ادمان الهواتف الذكية أو الأنترنيت يقتضي بداهة تحديد المفهوم والمصطلح الذي يُعد ضرورة منهجية قصوى لاستجلاء كنه هذا الموضوع المطروح للتشريح والنقاس، فمفهوم الادمان من أكثر المصطلحات تداولا واستخداما وشيوعا، لكن مع هذا فهو من أكثر المفاهيم استشكالا في التحديد والمقاربة.

و أوضح الدكتور سليم أن مفهوم الإدمان قد تغير كثيرا عما كان عليه في الماضي، فلم يعد الإدمان يقتصر على المخدرات و الكحوليات، ولكن تطور الأمر إلى أن أصبحنا نتكلم عن إدمان الهواتف الذكية و الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي، مشددا على أنه لا يمكن تحديد إدمان الهواتف الذكية ببساطة من خلال الإمساك المستمر لهذه الأجهزة فهناك معايير مختلفة لتحديد مدى إدمان الهاتف الذكي.

واعتبر سليم أن إدمان الهواتف الذكية هو أحد أنواع الإدمان السلوكي وهو اضطراب مرضي يحدث للأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف الذكية ويكون من الصعب الابتعاد عنها، يؤثر هذا الاضطراب سلبا على الحياة الاجتماعية للشخص، ويمنعه من ممارسة حياته الطبيعية بصورة عادية، مبرزا ان التفسير العلمي لهذا الإدمان يكمن في هرمون “الدوبامين”.

فالاستعمال المفرط للهواتف الذكية، يحفّز إفراز “الدوبامين”، مما يولد الشعور بالسعادة و يصبح الانسان ميالا إلى هذا الشعور الذي يمنحه إياه إفراز هذا الهرمون الذي هو مادة كيميائية تتفاعل في الدماغ لتؤثر على كثير من الأحاسيس والسلوكيات والمتعة.

و رصد الدكتور سليم التغيرات التي تحدث في الجسم نتيجة حالة الترقب المتواصلة التي تحفز الجسم على إفراز هورمون “الدوبامين” المعروف بهورمون السعادة والذي يجعل الشخص في حالة رغبة مستمرة في الإمساك بالهاتف و البحث في التطبيقات..

و ابرز الدكتور سليم أن كل الأبحاث والدراسات المنجزة أكدت أن الإدمان على الهواتف الذكية يسبب مشاكل كثيرة خاصة لدى الأطفال والمراهقبن، اهمها التوتر و قلة النوم والأداء الضعيف وعدم التركيز في المدرسة، مضيفا أن هناك حاجة ماسة حاليا تقتضي التحسيس بتداعيات استعمال الهواتف الذكية، و توعية الآباء و الأولياء بمراقبة الوقت الذي يقضيه أولادهم في استعمال الهاتف.

أما الباحثة سارة بري فنبهت إلى أن الإفراط في استعمال الهواتف الذكية قد تكون له تبعات خطيرة على الصحة النفسية وعلى سلوك الأفراد في حياتهم اليومية خاصة لدى الأطفال واليافعين، كما تطرقت إلى نتائج استقصاء ميداني بمؤسسة تعليمية خصوصية على عينة من التلاميذ من خلال جلسات جماعية و استشارات فردية، حيث لاحظت تبعات غير عادية على الصحة النفسية لعدد منهم وعلى سلوكهم، مؤكدة في الختام أن هذا الموضوع يقتضي المزيد من البحث لتأكيد النتائج المتوصل إليها.

وبعد عرض الأستاذة سارة فتح باب النقاش لعموم الحاضرين حيث أعربوا في الختام عن شكرهم لجمعية موظفات وموظفي الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، على تدشين هذا النهج الجديد الذي يركز على فتح آفاق ثقافية فنية فكرية على العمل الاجتماعي داخل الأكاديمية، و التطلع قدما إلى عقد المزيد من الندوات والملتقيات المماثلة في هذا السياق. 

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.