لقاء بابن جرير يناقش موضوع الاستثمار ودعم المستثمرين

0 260

شكل موضوع “تعزيز الاستثمار ودعم المستثمرين مع خبراء مغاربة العالم في مجال المال والأعمال”، محور ندوة نظمت،يوم أمس السبت 18 مارس الجاري، بحرم جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، وعرفت، على الخصوص، مشاركة خبراء مغاربة يمثلون مؤسسات وهيئات مالية واستثمارية عالمية.

ورامت هذه الندوة، التي نظمت بشراكة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، تسليط الضوء على السبل الكفيلة بحسن استثمار الخبرة التي راكمها مغاربة العالم العاملين في مجال المال والأعمال، وجعلها في خدمة الأوراش التنموية التي تشهدها المملكة، وتشمل كافة المجالات.

كما رامت الاستفادة من خبراء وكفاءات مغاربة العالم في عالم المال والأعمال، من خلال مناقشة واقع الاستثمار في المغرب وآفاقه، والسبل الكفيلة بتعزيزه وتطويره وتجاوز معيقاته، إضافة إلى بلورة توصيات ومقترحات “عملية” حول سبل جذب استثمارات مغاربة العالم، وتعزيز مشاركتهم في التنمية في بلدهم الأم.

وشكل اللقاء، أيضا، مناسبة لإبراز مناخ الأعمال بالمغرب، والذي يساعد على خلق قيمة مضافة عالية، ذات عوائد سوسيو-اقتصادية ملموسة، مع التنويه بثقة المؤسسات الدولية التي تكرست من خلال استضافة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، في أكتوبر المقبل.

وفي السياق ذاته تم التنويه خلال اللقاء، بالقرار القاضي بخروج المغرب من اللائحة الرمادية لمجموعة العمل المالي، والذي يأتي ليعزز ثقة المستثمرين الأجانب في المنظومة المالية المغربية، والذي من المرتقب أن يعزز، أيضا، مكانة المغرب كوجهة استثمارية رئيسية في المنطقة، خاصة بالنسبة للمستثمرين الأجانب الذين يتطلعون للولوج إلى الأسواق الافريقية النامية، إسوة بالمستثمرين من المغاربة المقيمين بالخارج.

وأكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبدالله بوصوف، في كلمة بالمناسبة، أن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية تعد “صرحا علميا موجبا للافتخار، وبانعقاد هذه الندوة بحرمها، تعد بمثابة حضن لاستقبال كفاءات مغاربة العالم”، منوها بالتوجه القاضي بضمان “التشبيك مع هذه الطاقات والكفاءات التي تشتغل بهيئات مالية بعواصم عالمية على غرار لندن، ودبي، وفرانكفورت”.

وبعدما شدد على ضرورة تجسير الصلات بينها وبين الأطر التي تدرس بالجامعة، بغرض تحقيق “ربح وعوائد إيجابية تنهل من هذه الطاقات”، اعتبر مغاربة المهجر كـ”خزان مواهب”، مستشهدا بخطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، والذي دعا فيه جلالته إلى ضرورة توثيق الصلة مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وإرساء آلية تضطلع بمهام التواصل في ميدان الاستثمار.

كما استعرض صلاحيات ومهام المجلس التي تتجاوز التوجهات والصيغ الكلاسيكية، وتعلي النهج الرصين المتمثل في الخبرة العلمية والأكاديمية، مسجلا الحاجة إلى استجلاء موضوع “اقتصاد المعرفة”، من أجل إسناد الأدبيات الاقتصادية، على غرار ما تضمنته توصيات لجنة النموذج التنموي الجديد في هذا الباب.

وأكد بوصوف أن المؤشرات الإيجابية التي يعيش على وقعها الاقتصاد الوطني والصمود الذي أبان عنه، “توجب مباشرة بحوث أكاديمية ومعرفة علمية حول الاستثمار، يضطلع بها مغاربة المهجر من العاملين في هذا المجال، من أجل إثراء الساحة الوطنية الاقتصادية”، مضيفا أنهم بحكم المواقع التي يتبوؤونها “يتملكون ناصية المعلومة والمعرفة العلمية، والتي تتأسس على التمكن من السياق، عبر التحليل الرصين للمخاطر المالية، والذي لا يمكن إلا أن يكون ذا عوائد محمودة على الاستثمار”.

وأبرز، في هذا الاتجاه، أن “المعلومة العلمية الصحيحة في الوقت المناسب تغير كثيرا من المعادلات المالية”، داعيا الجامعة، كشريك ذي مصداقية وموثوقية، إلى “استثمار الزخم الذي سيفرزه هذا اللقاء”.

من جهته، أشاد رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، هشام الهبطي، بالشراكة التي تربط هذه المؤسسة الجامعية بمجلس الجالية المغربية بالخارج، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يعد “الثالث” من نوعه الذي يشارك فيه مغاربة العالم، بعد الأول الذي بحث موضوع “الماء”، والثاني الذي انكب على تيمة “التربية”.

وبعدما استشهد باستضافة مدينة مراكش، في أكتوبر المقبل، للاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أكد أن الجامعة أطلقت سلسلة من المبادرات التي من شأنها مواكبة هذا الحدث، على غرار الطريق إلى مراكش”Road to Marrakech”، والتي تعد أرضية مواتية لاستجلاء موضوع يحظى بالراهنية ويتمثل في “اقتصاد الابتكار”، لافتا إلى الأدوار المجتمعية التي تضطلع بها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وانفتاحها على شركائها، من خلال الاعتماد على اللغات الحية.

وكشف أن هذه الندوة تأتي أيضا في “سياق استثنائي خاص بالنسبة للمغرب، لاسيما مع استضافة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في أكتوبر المقبل، والتي تعد مناسبة لإبراز إسهام القارة الإفريقية في هذه الإطارات التي تعنى بالمال والاقتصاد على الصعيد العالمي”، مستحضرا مبادرات الجامعة في هذا الصدد، على غرار إرساء أرضيات للتفكير تتخذ من الاقتصاد وتدبير المخاطر المالية محاور للبحث.

وفي هذا الاتجاه أشار إلى صمود الاقتصاد الوطني أمام التقلبات العالمية، وذلك من خلال “تنويع الاقتصاد، ووجود قوة حية تدعم الاستثمار وتحصن الاقتصاد”، مذكرا بأن حجم تحويلات مغاربة المهجر بلغ 94 مليار درهم خلال السنة الماضية، وأن هذه التحويلات “ماضية في المنحى التصاعدي نفسه هذه السنة”.

وكشف أن حسن تنزيل مضامين خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، الذي أفرد فيه جلالته حيزا لمغاربة المهجر من أجل نجاح مشاريعهم الاستثمارية، ثم الأجرأة العملية لميثاق الاستثمار، سيساعدان في كسب رهان الاستثمار، على اعتبار أن “مغاربة المهجر يشكلون دعامة حقيقية مساعدة على تحقيق التنمية، متى توفرت الالتقائية بالنسبة لكافة المتدخلين في الشأن الاستثماري، وذللت الصعاب الإدارية التي تحول دون الاستثمار الأمثل والذي يكون وراءه مغاربة العالم”.

وخلص الهبطي إلى أن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير تتوفر على 200 أستاذ جامعي، 40 بالمئة منهم أجانب، و60 بالمئة منهم مغاربة، السواد الأعظم منهم من مغاربة المهجر ممن “آثروا العودة إلى بلدهم الأم من أجل تمكينه من الخبرة التي راكموها وجعلها رهن إشارة الطلبة”.

وتنتمي الكفاءات المغربية في الخارج، التي شاركت في فعاليات هذه الندوة، وتضم كبار الخبراء والمسؤولين والمستشارين، إلى مؤسسات اقتصادية ومالية واستثمارية عالمية، مثل منظمة التجارة العالمية، ومنتدى دافوس الاقتصادي العالمي، ومجموعة بلومبيرغ الاقتصادية العالمية، ومجموعة جنرالي الأمريكية للاستثمارات، والبنك الأوروبي للإعمار والتنمية، ومجموعة البنك الأفريقي للتنمية.

كما تنتمي إلى بورصة لندن، والبورصة الألمانية، وبنك انجلترا، والبنك الألماني، وبنك روتشيلد وشركاؤه في باريس، ومجموعة بلاك روك العالمية لإدارة الاستثمار، ومجموعة فيتول الهولندية المتخصصة في الطاقة، إضافة إلى مجموعة جامب تريدين الدولية المتخصصة في التكنولوجيا واستراتيجيات التداول الخوارزمية، ومجموعة مورغان ستانلي البريطانية، ومجموعة بوسطن الاستشارية الأمريكية، فضلا عن مؤسسات جامعية واقتصادية، ومؤسسات الاستدامة من المملكة المتحدة، وألمانيا، وسويسرا، وكوت ديفوار، وفرنسا، والإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، والمغرب.

وتناول اللقاء محاور تتعلق بـ و”اقع الاستثمار في المغرب : تقويم واستشراف”، و”سبل تعزيز الاستثمار وتطويره في المغرب : من أجل مناخ أعمال جاذب وتنافسي”.

كما استجلى مواضيع تهم “الاستثمار في كفاءات مغاربة العالم ودوره في جلب استثمارات الجالية المغربية بالخارج”، و”الاستثمار في الثقافة المغربية :الصناعات الثقافية والتنمية الاقتصادية والمستدامة”، و”دور مغاربة العالم في تعزيز دينامية الاستثمارات المغربية في إفريقيا : السبل، الأولويات والمكاسب”، و”استثمارات مغاربة العالم واقتصاد المستقبل :الفرص،الشروط والآفاق”.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.