مراكش تحتضن ورشة تحسيسية حول النجاعة الطاقية في القطاع الفندقي
جرى الثلاثاء بمراكش، تنظيم ورشة تحسيسية حول النجاعة الطاقية في القطاع الفندقي، بمشاركة ثلة من الخبراء ومهنيي القطاع.
ونظمت هذه الورشة، التي حملت شعار “الأداء الطاقي في القطاع الفندقي”، من قبل الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، بشراكة مع الجمعية الوطنية المهنية للأطر التقنية للفضاءات السياحية.
وأتاح هذا اللقاء الفرصة للتبادل مع خبراء في قطاع الطاقة والاستفادة من صدى تجارب مقاولات القطاع الفندقي، التي تمكنت من تنفيذ، بنجاح، أعمال لفائدة النجاعة الطاقية وتحسين أدائها.
وقال المدير العام للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، محمد ابن يحيا، في كلمة بالمناسبة، إن “هذا اللقاء يفتتح سلسلة من الورشات التحسيسية حول النجاعة الطاقية في القطاع الفندقي، والرامية إلى النهوض بممارسات مستدامة، وتحسين وتعزيز جودة الخدمات، وتحسيس الفاعلين في الصناعة حول قضايا هامة تتعلق بالنجاعة الطاقية في القطاع الفندقي، والتي تزخر بمؤهلات لتوفير الطاقة، تفوق في معظم الحالات أزيد من 30 بالمئة”.
وتابع أن القطاع الفندقي يتوفر على مؤهلات كبيرة من حيث النجاعة الطاقية، والتي تتجاوز في معظم الحالات 30 بالمئة، مع عائدات على الاستثمار ما بين 1 و 5 سنوات، معتبرا أن النجاعة الطاقية في هذا القطاع لا تسمح فقط بخفض التكاليف والأثر البيئي، بل تقوي، أيضا، القدرة التنافسية والجاذبية لدى الزبناء، الذين يلحون أكثر فأكثر على قضايا البيئة والتنمية المستدامة.
وأشاد، في هذا الاتجاه، بالعديد من المبادرات التي تم القيام بها في هذا المجال، ولا سيما من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تعزز التدبير الجيد للبيئة في المؤسسات السياحية، داعيا إلى بذل المزيد من الجهود بالنظر إلى الرهانات المرتبطة بالنجاعة الطاقية والتقليص من البصمة الكربونية.
من جهته، أشار رئيس الجمعية الوطنية المهنية للأطر التقنية للفضاءات السياحية، عبد الصمد حكوم، إلى أن هذه الورشة تهدف إلى المساهمة في الإخبار والتحسيس و في المزيد من تعبئة الفاعلين في الفندقة، وهو قطاع هام في الاقتصاد الوطني، وخاصة بمراكش حيث توجد 26 بالمئة من القدرة الوطنية.
وذكَّر بأن القطاع الفندقي يستهلك ما يقرب من 290 كيلو طن بترول مكافئ/سنويا، أي ما يعادل 38 بالمئة من الطاقة المستهلكة في قطاع الخدمات، نصفها من الكهرباء، مشيرا إلى أن الجمعية الوطنية المهنية للأطر التقنية للفضاءات السياحية منخرطة في الاستراتيجية الوطنية للنجاعة الطاقية، وتعمل بدون كلل من أجل تعزيز قدرات الأطر التقنية في المؤسسات السياحية، من خلال دورات للتكوين والتبادل على غرار هذا اليوم.
من جانبه، نوه مدير الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية بمراكش – آسفي، محمد آيت تيجان، بالجهود المبذولة لتعزيز النجاعة الطاقية وتحسين الراحة في الفنادق، خصوصا عبر العلامة البيئية “المفتاح الأخضر”، التي تهدف إلى تطوير السياحة المسؤولة، من خلال مكافأة ودعم أفضل المبادرات في التدبير البيئي في قطاع الإيواء السياحي.
وقال آيت تيجان إنه مقتنع بأن مدينة مراكش والجهة لديهما كل المؤهلات ليشكلا نموذجا وقاطرة للانتقال الطاقي والبيئي للقطاع الفندقي، معبرا عن مساندته من أجل القيام بإجراءات ملموسة، لاسيما في مجال التكوين في مختلف جوانبه.
وتميز برنامج هذه الورشة بسلسلة من العروض والنقاشات ودراسات الحالة وقصص النجاح حول أفضل الممارسات في مجال النجاعة الطاقية في القطاع الفندقي، مما أتاح للمشاركين الفرصة لتبادل الأفكار وتجاربهم الخاصة، مع خبراء مغاربة، مع التركيز على تنزيل تدابير النجاعة الطاقية الناجحة.
كما تناولت النقاشات “استراتيجيات تدبير الطاقة والاستفادة المثلى من أنظمة التدفئة والتهوية والتكييف”، و “الممارسات النموذجية في مجال الإنارة الفعالة وتدبير الماء”، و”الحوافز المالية وبرامج الدعم المتاحة للفنادق التي ترغب في الاستثمار في النجاعة الطاقية” و”مبادرات التصنيف الطاقي لتشجيع الفنادق على تحسين أدائها الطاقي”.
وكالات