قصيدة عبد الواحد رزاقي في ذكرى المولد النبوي الشريف
مولد الإنسانية
عتمة على البسيطة مخيمة
تستشرف الآفاق بزوغ الفجر
وضنك العيش شديدة وطأته
والوديان شاحبة خاوية القعر
والورى تعمه فوضى عارمة
تشرئب للفرج وتمام الأمر
فعم الأنـــــــام بدر متوهـــــــج
وانقشع البهيم مؤذنا بالفر
وسطع نور بالمشرق ناصع
مهيمن عم الأرجاء كالبدر
وانصدع إيوان كسرى بفارس
وقيصر الروم يدعو بالشر
وحرب تضع بين القوم أوزارها
بشرا بالمنقذ المحجل الغـــــــر
شمس أشرقت فانمحت ظلمة
وأصنام تحطمت على قدح خمر
وآمنة لم تجد ماتجده والــــــــدة
من وحم وطلق وقلب في نحر
ياسعدها بمولد قرة العين
وياسعد الكائنات بطيب الثغر
طير الله لأصحاب الفيل راجمة
وربيع الأول يتباهى من الفخر
براعم البادية في الحي لاهية
والملك يباشر شقا في الصدر
لحظ الشيطان بقلبه مقتلع
إعدادا لقبول رسالة الدهر
سفه للعرب أحلاما تافهة
مثل أصنام صنعت من التمر
إذا أحس بالمجاعة صانعها
ازدرد آلهته موبوء الفكر
الصادق صفته والأمين كنيته
كذاك عرف بالحلم والصبر
ورب السماء أكرمه بخير جولة
بالغا ما لم يبلغه ملك بعـــــــــذر
وثمة فرض معراج الروح هبة
خمس عدا خمسون في الأجر
في بدر اندحرت للباطل أصنام
وكلل الله أمر الدين بالنصر
ما ضاق البلد الأمين توسعة
على الدعوة فيثرب مرحبة بحر
وفتح الباري للرسالة فرصا
ماتمت لولا وسيلة الهجر
ودخل الناس في الدين أفواجا
لما أذن المولى العلي بالنصر
وأكمل المنعم به الدين آية
نشهد للحبيب بالإعلان والسر
من التمس في الفضائل قدوة
عند أبي القاسم يجدها بيسر
يفيض حبا وللعالمين رحمة
ياويل راسم الرسول في الحشر
يظنون ملعونين به إساءة
فجال اسمه كل البيوت بلا حصر
محمد سيد الآدميين قاطبة
سراج مطاع في العسر واليسر
شعر عبد الواحد رزاقي بمناسبة المولد النبوي الشريف لسنة 1434