حظ الكرة المغربية
رحلنا باتجاهك يا بلاد مانديلا ،بآمال تزن الجبال رجاحة ، لعلها تسعفنا على استعادة نبراسا قد فقد ضوئه منذ تسع سنوات عجاف من أي سنبلة تقينا حمى الجفاف وقتئذ وكان حلمنا أن نأخذ بعضا من ذهبك الخالص ،بغرض تفريج هم شعب،قتله فقر التراجع المشهود في دنيا الكرة العالمية ، وبسمة قد هجرت وجوه أهله الفضلاء ولو حتى نصيبا يسيرا مما تذخرين سيدتي جنوب افريقيا ،وما كنا نعلم أن بك شيئا اسمه التطور وحسن الاداء على رقعة ملاعبك الجميلة ،من منتخبات تطأ البطولة الافريقية لأول مرة.
فكانت القصة الأولى ،من المجموعة الأولى مع الأسد ذي الحظ العاثر ، في البداية أصر أن يبحث عن غزالة ولو سوداء يقتات بها حتى اشعار أخر وما كان يدري أن الغابة الافريقية فسيحة رحبة فأصر ملاحقتها بين الأذغال ،لكنها فطنت على أنه مصاب بتوتر،وينقصه حسن النظر ،فقررت ارتداء جلد آخر والظهور بصورة مغايرة ،لتجعله يهيم ويتوه في أحراش بلاد الذهب .
ليعلن ت الرجل توجهه صوب البحر لعله يستخرج من أعماقه ماس وجواهر كثيرة ، توفق بشاطئه ينظر ثم ركب أمواجه الغادرة التي كادت تغرق قاربه الهش ،الذي رممه في لحظاته الأخيرة ،فقال بعدئذ سأحتفظ بهذا القارب حتى حين ،لعلي أصطاد سمك في معركتي الأخيرة ،مع “البفانا بفانا”.
تقدم في النتيجة منذ العشر دقائق الأولى من زمن اللقاء ،كما أظهر حسن أداء طيلة الشوط الأول لكن رصاصة أصابته ،وما ذلك استطاع نزعها بنجاح ،وما كان يعلم أن ولدا من أبناء الشيخ مانديلا ،يملك رصاصة أخرى ،قد تدخل غرفة العمليات الحسابية على وجه السرعة ،نعم كان ذلك في حدود دقيقتين من عمر مباراة “الحصان الأسود “و”الموج الغادر” الذي نزع منه أنبوب التنفس ،فسقطت الأسود على الأرض باكية على حظها العاكر الذي يرافقها في كان الموت ، تاركة جرحا غائرا في أعماق المغرب ، لكن سنأمل شفائه قريبا…
عبد الصمد البر