حق من الحقوق
إن ما يحز في القلب رؤية عدم الاتزان والمساواة بين الناس في بلد واحد ، وفي أبسط الحقوق ، وهو السكن . تجد أناسا يمتلكون أغلبية ما تجود به البلاد من ثروات،وهم قلة لا يمثلون حتى ربع الساكنة، فيما معظم القوم يعانون من مشاكل وضياع للحقوق . السكن العشوائي سببه هجرة أهل البادية نحو المدن ، وبالتالي تفاجئهم بصعوبة التأقلم وغلاء المعيشة ، وانعدام المأوى .فيلجؤون لمثل هذا السكن. قوم سادت فيهم روح التعاون ، وكأنهم عائلة واحدة في منازل متفرقة . فيهم الصالحون ، كما الفاسدون . إن نظرت إلى الناس الطيبين وكنت بينهم قلت أنهم هم الكثيرون ، وكذلك بالنسبة للذين ابتعدوا عن الأخلاق الحميدة ، إذا بدأت تحصيهم لن تنتهي أبدا . أجواء من الإخاء والمحبة تسود أزقة هذه الساكنة خصوصا بالليل ، عندما يعود الرجل من عمل مضني طوال النهار ، يجد أصدقاء مثله تمتلئ بهم الأزقة . فتكثر الأواني الداعية لشرب الشاي وسط أجواء من الفرح والسرور . الكل يدلوا بما عنده وبما تجود به دواخله . قوم سباقون للخير في كل شيء ، في الأفراح كما الأحزان . تجد النساء يتسابقن لمساعدة المحتاج . فلا يتركونه لوحده يتخبط . بل يتكلفون بكل شيء ، خصوصا إذا كان مرض أ موت . أما آآآن الأوان لهؤلاء أن يفرحوا بسكن يليق وخصالهم الحميدة وطباعهم المجيدة . لو أخرج الزكاة أحد هؤلاء الدين يملكون الأرض لوحدهم ، لعرفت البلاد منحى آخر ، واستقر الجميع في أرض سلم وسلام حتى يرث الله الأرض ومن عليها
— أميــــــــــــــر الحمـــــــــــــــــــزاوي —