الدعوة من مراكش الى مراعاة مختلف الرهانات المرتبطة بالعقوبات البديلة

0 292

دعا المشاركون في الندوة الدولية التي اختتمت أشغالها أمس السبت بمراكش حول ” التفعيل القضائي للعقوبات البديلة..التحديات و الرهانات”، الى مراعاة مختلف الرهانات و التحديات المرتبطة بالعقوبات البديلة لتصور حلول قانونية كفيلة بدعم المنظومة العقابية في اتجاه تقليص العقوبات السالبة للحريات.

و أوصى المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظم على مدى يومين بمبادرة من وزارة العدل وبشراكة مع المجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة وكذا جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بضرورة الاستئناس بالمعايير الدولية والممارسات الفضلى في تطوير التشريعات الكفيلة بالعقوبات البديلة، والعمل على توسيع نطاق هذه العقوبات عبر تعدد أشكال الأحكام وتيسير اللجوء إليها.

وشدد المتدخلون على أهمية العمل على استكمال المنظومة القانونية فيما يتعلق بالعقوبات البديلة، خاصة بالنسبة للدول التي لها مشاريع قيد الانجاز، مشيرين الى أنه لا يكفي بروز تطبيقات متفرقة ببعض المحاكم أو بعض الأحكام القانونية المتفرقة لانجاح منظومة العقوبات البديلة، بل يتعين أن يكون هذا ضمن منظومة متكاملة تبتدئ من النص ثم المؤسسة وصولا الى المجتمع.

وأبرزوا أنه من الضروري تدعيم قدرات مختلف المتدخلين في هذا المجال وتأهيل مؤسسات الادماج ومتابعة تطبيق العقوبات البديلة، من خلال إحداث لجان ومكاتب المرافقة والمتابعة، مبرزين أهمية تدريب مختلف المتدخلين على اللجوء الى هذه العقوبات باعتبارها وسيلة فعالة للقطع مع تحفظ البعض في استعمال العقوبات البديلة. ودعوا الى تكوين المحامين ومختلف الأطراف المشاركة في منظومة العدالة الجنائية كمدخل أساسي لتفعيل هذه العقوبات، علاوة على الضروري توفير شروط إعمال العقوبة البديلة عبر التفكير في دعم المؤسسات الموجودة، التي من شأنها أن ترافق وتراقب المحكوم عليهم.

وفي هذا السياق، أكد أمين المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ووكيل الجامعة للعلاقات الخارجية خالد بن عبد العزيز الحرفش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التوصيات الصادرة عن هذا اللقاء ركزت على ابراز الجانب المهم لتطبيق عملية العقوبات البديلة، فضلا عن الاطلاع على التجارب المميزة من بينها التجربة المغربية.

كما أشار الى توافق المشاركين في هذا اللقاء، من قضاة من المغرب والسعودية والبحرين وتونس ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ومكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة الارهاب، على أهمية اصدار دليل استرشادي خاص بالمملكة المغربية في موضوع التطبيقات للعقوبات البديلة. من جهته، أوضح مدير الشؤون الجنائية والعفو ورصد الجريمة بوزارة العدل هشام الملاطي، في تصريح مماثل، أن هذا اللقاء يروم الوقوف على المحاكم والقضاة باعتبارهم المحك الحقيقي للتنزيل الأمثل للعقوبات البديلة خاصة وأن القانون أعطى للقضاة السلطة التقديرية بناء على ضوابط محددة في ما يتعلق بالجنح البسيطة .

وأضاف أن هذا اللقاء شكل فرصة لتدارس ومناقشة العديد من الافكار التي طرحت في التنزيل القضائي للعقوبات البديلة خاصة في ظل وجود خبراء يمثلون تجارب مقارنة من عدد من الدول من بينها البحرين والسعودية والكويت، الذين عملوا على تقريب القضاة من واقعهم في تنزيل نظام العقوبات البديلة خاصة وان هذا النظام يمتاز بخصوصيته من مجتمع الى مجتمع آخر حسب فئة الاشخاص المخاطبين وحسب خصوصية كل نظام قانوني على حدى.

ورامت هذه الندوة، التي نظمت بشراكة أيضا مع المعهد الدنماركي لمناهضة التعذيب ” دينييتي” والأورو- متوسطية للحقوق ” أوروميد رايتس”، التعريف ببدائل العقوبات السالبة للحرية من منظور القانون الجناني المقارن والعلوم الإنسانية ذات العلاقة، والمعايير الدولية والممارسات المثلى الخاصة بالعقوبات البديلة، إضافة إلى مناقشة أثر بدائل العقوبات السالبة للحرية على ظ اه ر تي الاكتظاظ السجني والعود للجريمة، واستعراض التجارب العربية والدولية في مؤسسات العدالة الجنائية، وكذلك مناقشة التطبيقات القضائية العربية لبدائل العقوبات السالبة للحرية.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.