بعدما تسلق عمودا كهربائيا..وفاة مختل عقلي بصعقة كهربائية بشيشاوة
توفي شخص يعاني من إختلالات عقلية و نفسية، زوال يوم أمس الجمعة ثاني فبراير الجاري، جراء إصابته بصعقة قاتلة من عمود كهربائي.
و يأتي الحادث الذي خلف إستياء في أوساط الساكنة، وفق مصادر محلية، بعد أيام من إفراغ حافلات محملة بأشخاص يعانون من الأمراض النفسية و العقلية، على مشارف مدينة شيشاوة.
و قد إستنكر المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان، تحويل إقليم شيشاوة إلى ما يشبه حديقة خلفية لمآسي المدن الكبرى، و ذلك من خلال إغراقه بالمرضى النفسيين و العقليين.
و قال المركز في بيان بهذا الخصوص، أن المكتب التنفيذي للمركز عَلِم عبر مكتبه بإقليم شيشاوة، أن السلطات العمومية أقدمت على تفريغ ست حافلات بدوار سيدي محمد صمبا، التابع لجماعة سيدي محمد دليل قيادة السعيدات، على بعد حوالي عشرة كلمترات عن مدينة شيشاوة، و ذلك مباشرة بعد خروج هذه الحافلات من الطريق السيار مراكش- أݣادير، حيث كانت محملة بأشخاص تبدو عليهم مظاهر المرض النفسي و العقلي، و ذلك خلال ثلاث ليال من الشهر الجاري (ليلة 19 يناير حوالي الواحدة ليلا، و ليلة 21 يناير حوالي العاشرة ليلا، و ليلة 22 يناير، حوالي التاسعة ليلا)، أي بمعدل حافلتين في كل ليلة، حيث كانت الحافلات مرفوقة بعناصر أمنية حسب مصادر موثوقة، و تبين للمركز أن الأمر يتعلق بأشخاص مختلين عقليا ثم إستقدامهم من مدينة الدار البيضاء.
و إعتبر المركز المغربي لحقوق الإنسان بحسب ذات البيان، هذا الفعل الذي وصفه بالشنيع و غير الإنساني الذي لجأت إليه السلطات العمومية، “إنتهاكا صارخا لحقوق الإنسان على جميع المستويات، فمن جهة تعرض حياة هؤلاء المرضى إلى الخطر عقب التخلي عنهم في العراء، دون مراعاة لحالتهم الصحية و النفسية و العقلية، و إحتياجهم للعناية الطبية المناسبة لأمراضهم، و من جهة أخرى، إغراق دواوير بل و أحياء بمدينة شيشاوة بأشخاص يعانون من إضطرابات نفسية و سلوكية خطيرة، مما يعرض حياة المواطنين بالإقليم إلى خطر الإعتداء من أشخاص مرفوع عنهم القلم بقوة القانون”.
و أشار إلى أن “هذا السلوك غير المسؤول، يشكل تهديدا للسكينة العامة بالمدينة، و هو ما حصل فعلا، حيث تلقى مكتب المركز المغربي لحقوق الإنسان بإقليم شيشاوة مكالمات من مواطنين من أحياء الأمل و الحسني و الفرح و الخريبات، و من أصحاب محلات تجارية و مقاهي، يشتكون من حالة الذعر التي أصابت الساكنة و مستعملي الطرق”.
و أضاف البيان، أن “هذا السلوك الذي يبدو غير معزول، قد دأبت عليه السلطات العمومية، من خلال تفريغ أفواج تلو الأخرى من المهاجرين الأفارقة و من الأشخاص المضطربين نفسيا و عقليا بإقليم شيشاوة، حتى جعلت منه أشبه ما يكون إلى حديقة خلفية لمآسي المدن الكبرى”.
و لفت المركز الحقوقي إلى أنه “عوض جلب المشاريع التنموية للمنطقة، لمؤازرة جهود السلطات الإقليمية، خصوصا بعد تداعيات كارثة زلزال الحوز المدمر، و الذي لازالت ٱثاره و مخلفاته تستنزف مجهوداتها، يتم جلب و تفريغ المختلين العقليين و المهاجرين السريين، لتضيف مشاكل أخرى إلى المشاكل التي يعاني منها الإقليم”.
وكالات