فريق الكوت الديفوار يواجه الكونغو و نيجيريا تبارز جنوب إفريقيا خلال منافسات الكان

0 344

باتت المضيفة الكوت ديفوار “تبحث عن لقب” كأس أمم إفريقيا لكرة القدم بعد عودة درامية و ملحمية أوصلتها إلى نصف النهائي، حيث تواجه جمهورية الكونغو الديموقراطية الصلبة، غدا الأربعاء 7 فبراير 2024، فيما تتبارز نيجيريا، المرشّحة لنيل اللقب الرابع، بقيادة أفضل لاعب في القارة فيكتور أوسيمهن، مع جنوب إفريقيا في اليوم ذاته.

و يلعب الفائزان في نهائي البطولة، الأحد المقبل، على ملعب “الحسن واتارا” في مدينة أنياما شمال العاصمة أبيدجان، فيما يلعب الخاسران، السبت المقبل، لتحديد المركز الثالث على ملعب “فيليكس أوفويت-بوانيي” في وسط أبيدجان.

و تعبّر المباراتان عن الإنقسام اللغوي البارز في القارة، واحد فرانكوفوني يجمع الناطقتين بالفرنسية، الكوت ديفوار (المتوجة في 1992 و 2015)، و الكونغو (البطلة في 1968 و 1974)، و آخر يجمع الناطقتين بالإنجليزية نيجيريا (البطلة في 1980، 1994، 2013) و جنوب إفريقيا (البطلة في 1996).

في اللقاء الأول، تأمل ساحل العاج أنّ تواصل عودتها القوية، فبعدما إنتظرت المباراة الأخيرة بدور المجموعات لتحجز آخر البطاقات الأربع المخصّصة لأصحاب أفضل مركز ثالث، جرّدت السينغال من لقبها في ثمن النهائي بالفوز عليها بركلات الترجيح 5-4 بعد معادلتها في الدقائق الأخيرة، ثم حقّقت فوزا ملحميا على مالي القوية 2-1 بعد التمديد، علّما أنها لعبت 75 دقيقة منقوصة.

و أثبت المدرب الموقت إيميرس فاييه (40 عاما)، الذي تولى القيادة إثر إقالة الفرنسي جان لوي-غاسيه بعد الخسارة المذلة أمام غينيا الإستوائية 0-4 في دور المجموعات، جدارته، فساهمت تغييراته في قلب المباراتين، مع تسجيل بدلائه للأهداف.

و أشاد فاييه بعد لقاء مالي بلاعبيه الذين “لم يستسلموا، هذه الروح الإنتصارية جعلتنا نبحث عن البطولة الآن”، مضيفا : “قلت للاعبين إننا متنا بعد الخسارة أمام غينيا الإستوائية، و قمنا من جديد بعد مباراة المغرب مع زامبيا (ساهمت نتيجتها بتأهل ساحل العاج)”.

و يواجه فاييه موقفاً صعباً، إذ يخوض نصف النهائي دون مدافعه اوديلون كوسونو (23 عاما)، الذي بدأ المشاركة بعد توليه المسؤولية، و مهاجمه اليافع عمر دياكيتيه (20 عاماً)، صاحب هدف الفوز القاتل، لطردهما في لقاء مالي، إضافة إلى القائد سيرج أورييه، و المهاجم كريستيان كواميه بسبب الإيقاف لتلقيهما الإنذار الثاني في المباراة الأخيرة، لكنّ فاييه و رجاله لن يكونوا في نزهة أمام قوّة و صلابة منتخب الكونغو الديموقراطية، الذي حقّق إنتصارا صريحا في ربع النهائي على غينيا 3-1، هو الأول له بعد أربعة تعادلات.

و أمام ساحل العاج، المتسلّحة بعودة الروح و جمهورها المتحمس، يعوّل المدرب الفرنسي سيباستيان دوسابر، الذي يميل عموما للتحفظ الدفاعيّ على خبرة و تألق مدافع مرسيليا الفرنسي شانسيل مبيمبا و مهاجم برنتفورد الإنجليزي يوان ويسا، اللذين سجلا أمام غينيا.

كما يأمل أن يعرف مهاجم غلطة سراي التركيّ سيدريك باكامبو طريق الشباك مجددا في أهم مباريات المنتخب بالبطولة.

و واصل دوسابر إعتماده على مهاجمه (16 هدفا في 53 مباراة)، رغم إبتعاده عن مستواه منذ إضاعته ضربة جزاء أمام المغرب في دور المجموعات.

و لعب المنتخبان 4 مرات سابقة في البطولة، ففازت ساحل العاج مرتين مقابل مرة للكونغو، فيما حسم التعادل 2-2 آخر مواجهاتهما في 2017. و يأمل الإيفواريون أن يكون اللقاء تكرارا لنصف نهائي 2015 الذي حسمته “الفيلة” أمام “الفهود” 3-1.

و سيعود منتخب الكوت ديفوار إلى ملعب الحسن واتارا، الذي شهد خسارته أمام نيجيريا 0-1 و غينيا الاستوائية 0-4، و الذي يعتبره كثيرون في أبيدجان “مصدر نحس” على منتخب بلادهم، إذ شهد تلقيه هزيمتين، مقابل فوز إفتتاحي على غينيا بيساو 2-0.

و على ملعب السلام في بواكي، تصطدم نيجيريا الصلبة دفاعياً بقيادة المهاجم أوسيمهن أفضل لاعب في القارة، مع جنوب إفريقيا بقيادة بيرسي تاو، مهاجم الأهلي المصري و أفضل لاعب ينشط داخل إفريقيا في 2023، و كذلك الحارس العملاق رونوين وليامس.

و واصلت نيجيريا أداءها المتوازن الذي يجمع بين الحدّة الهجومية و الصلابة الدفاعية، حيث حافظت على نظافة شباكها للمباراة الرابعة توالياً و تحديداً منذ إستقبال شباكها لهدف في المباراة الأولى أمام غينيا الإستوائية، في إستمرار لنهج مدربها البرتغالي جوزيه بيسيرو، الذي أعلن مرارا أنّ هدفه “عدم إستقبال الأهداف أولا”.

و يأمل بيسيرو أن يواصل أديمولا لوكمان (26 عاما)، الفائز بكأس العالم للشباب دون 20 عاما مع إنجلترا في 2017، تألقه اللافت، بعدما أحرز أهداف “النسور الممتازة” الثلاثة الأخيرة، إثنان في الكاميرون في ثمن النهائي و هدف الفوز على أنغولا في ربع النهائي.

في الجهة المقابلة، يأمل البلجيكي هوغو بروس، الذي يعتمد على تشكيلة أساسية تضم 8 من لاعبي ماميولدي صنداونز، أن يستعيد المهاجم بيرسي تاو بريقه الذي خفت كثيرا خلال لقاء الرأس الأخضر الذي إنتهى سلبا قبل أن يحسمه الحارس وليامس بتألقه في ركلات الترجيح.

و تصدى حارس “بافانا بافنا” لأول ثلاث ركلات قبل أنّ تهتز شباكه بتسديدة قوية إرتمى أيضا بإتجاهها، ثم أنقذ الركلة الخامسة معلنا مرور بلاده لنصف النهائي الأول منذ 2000.

و هي المرة الأولى يتصدّى فيها حارس مرمى لأربع ركلات ترجيح في مباراة واحدة في تاريخ البطولة، حسب الإتحاد الإفريقي للعبة.

و إلتقى المنتخبان ثلاث مرات في النهائيات و فازت نيجيريا بها جميعا، أولها 2-0 في نصف نهائي 2000، و آخرها 2-1 في ربع نهائي 2019. و من المتوقع أنّ يتنافس المنتخبان على بطاقة التأهل المباشر من مجموعتهما (الثالثة) في تصفيات كأس العالم 2026.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.