مراكش : العربات المجرورة متعة سياحية بنكهة خاصة خلال رمضان

0 297

تعتبر العربات المجرورة بالأحصنة، أو ما يعرف بـ”الكوتشي”، من وسائل النقل الحضري، و العناصر الأساسية في النشاط السياحي بمراكش، حيث تضفي لمسة خاصة و ساحرة على الطقوس التي تميز المدينة الحمراء، خاصة خلال شهر رمضان المبارك.

و تتيح هذه العربات التي تشكل إرثا ثقافيا و حضاريا يعود تاريخها إلى القرن 19م، لمستعمليها من السياح الأجانب و المغاربة خلال هذا الشهر الفضيل، فرصة الإستمتاع بالأجواء الرمضانية التي تطبع الوجهة السياحية الأولى بالمملكة، من خلال تسهيل عملية تجوالهم عبر أزقة المدينة وشوارعها الرئيسية وداخل أسوارها.

و بقلب ساحة جامع الفنا المصنفة كتراث لامادي للإنسانية من طرف اليونسكو، تتواجد المحطة الرئيسية للإنطلاق و تجمع هذه العربات المجرورة التي تعد مكونا من مكونات التراث الثقافي و السياحي للمدينة الحمراء الوجهة المفضلة لدى العديد من السياح الأجانب و المغاربة.

و على إيقاع الحركات المتناسقة للخيول و النغمات الصادرة من الصفائح الحديدية المثبتة بحوافرها و تمايل “الناقوس” النحاسي المعلق على أعناقها، تأخذ العربات المجرورة بالأحصنة السائح في رحلة ممتعة للإستمتاع برونق و جمالية المدينة و إستكشاف ما تزخر به من فضاءات سياحية و معالم تاريخية و تراثية.

و يختلف معدل إستخدام هذه الوسيلة الحضارية للنقل، خلال شهر رمضان، بحسب الفترة السياحية التي تتزامن مع حلول هذا الشهر الكريم، ذلك أن نسبة الإقبال عليها تكون كبيرة خلال ذروة النشاط السياحي بالمدينة، حيث يمكن للعربة الواحدة أن تنقل السياح أكثر من مرة واحدة في عملية التناوب المتبعة لدى العاملين في هذا القطاع.

و يلاحظ هذه السنة إقبال نسبي للسياح الأجانب على إستعمال “الكوتشي” لزيارة المآثر التاريخية و إكتشاف العديد من الأحياء القديمة و الفضاءات السياحية و المؤهلات الطبيعية بالمدينة الحمراء، و الإستمتاع بلحظات ممتعة و جميلة في جو رمضاني ذو نكهة خاصة تستهوي رواد مدينة “السبعة رجال”.

و من أجل الحفاظ على هذا الموروث السياحي، عمل أصحاب العربات المجرورة على إتخاذ مجموعة من المبادرات لتحسين فضاءات توقفها و جعلها تتماشى مع متطلبات الحفاظ على البيئة، و تقديم خدمات متميزة تستجيب لتطلعات الزبناء، و إستثمارها كوسيلة لا محيد عنها في النقل السياحي إلى جانب وسائل النقل الأخرى.

و أبرز رئيس الجمعية المهنية لأرباب سائقي العربات المجرورة بالخيول بالمدينة، حسن لخضر، في تصريح للصحافة، أن إقبال السياح على إستخدام العربات المجرورة بالخيول خلال شهر رمضان، يكون مرتبطا بمستوى النشاط السياحي الذي تشهده المدينة خلال هذه الفترة.

و أشار إلى أن “سائق الكوتشي هو سفير داخلي لبلاده”، معتبرا أن هذه المهنة المتوارثة عن الآباء و الأجداد، تساهم في التعريف بمؤهلات المدينة و تعزيز إشعاعها العالمي.

و أكد على مساهمة العربات المجرورة بالخيول في إنعاش السياحة الثقافية بالمدينة، من خلال تواجدها في كل الملتقيات و المؤتمرات الدولية التي تقام بمراكش لنقل المشاركين و الضيوف الأجانب في جولات لإكتشاف سحر المدينة الحمراء.

من جهته، قال أحد السياح الأجانب الذي كان برفقة زوجته، في تصريح مماثل، “إنه شيء رائع أن تمتطي عربة مجرورة بالخيول تشتهر بها مدينة مراكش لتجوب شوارعها، و تكتشف مآثرها التاريخية و متاحفها و فضاءات سياحية أخرى في مدة زمنية قصيرة “.

و عبر عن رغبته في العودة مجددا رفقة أفراد أسرته لزيارة مدينة مراكش للإستمتاع بأجوائها الساحرة بإستخدام وسيلة النقل “الكوتشي”، منوها بما حظي به من حسن الإستقبال وكرم الضيافة منذ وصوله للمدينة الحمراء.

بحسب المتتبعين، فإن عدد العربات المجرورة بالخيول كان في عهد الحماية الفرنسية يصل إلى 257 عربة قبل أن يتقلص إلى 148 عربة حاليا و ذلك بفعل التوسع العمراني، و التحولات التي شهدها المجتمع على عدة أصعدة، و لاسيما في مجال النقل مع إستحداث سيارات الأجرة الصغيرة.

و من أجل إضفاء رونق على هذه الوسيلة للنقل و تعزيز جاذبيتها، يؤكد العاملون في القطاع على أهمية خلق إسطبل موحد يجمع الخيول، و تحسين محطات وقوف هذه العربات بشكل أفضل، و تغطيتها حتى تتماشى مع التطور السياحي الذي تعرفه المدينة الحمراء.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.