تقطير زهرة النارنج (الزنبوع) محور يوم دراسي بمراكش
شكل موضوع “تقطير زهرة النارنج (الزنبوع)”، محور يوم دراسي نظم الإثنين بمراكش، في إطار فعاليات النسخة الـ12 لموسم تقطير ماء الزهر “زهرية مراكش”.
و إعتبر عميد كلية الآداب العلوم الإنسانية بمراكش، عبد الجليل الكريفة، في كلمة بالمناسبة، أن تقطير ماء الزهر من التقاليد المغربية الأصيلة، لاسيما بمدينة مراكش، و التي دأبت عليها الأسر المغربية بمختلف مستوياتها، مؤكدا أن مشاركة الكلية في الإحتفالية الخاصة بهذا التقليد من شأنها المساهمة في تثمين التراث المغربي بشكل عام و المراكشي بشكل خاص، و كذا الحفاظ عليه.
و أشار إلى أن إنفتاح الكلية على الفعاليات التي تحتضنها المدينة الحمراء و ثقافتها و حضارتها، يعد تواصلا مع التراث و المغربي، لافتا إلى أن الكلية تسعى لأن تكون مرآة تعكس الجانب الثقافي و التراثي الذي تزخر به المدينة، و كذا صرحا للإلتقاء و تلاقح الكفاءات و الفعاليات الثقافية و التراثية.
من جهتها، أبرزت المشرفة على ماستر الثقافة و التراث و السياحة المستدامة بكلية الآداب و العلوم الإنسانية، خديجة العلوي، أن تقطير ماء الزهر بالمدينة الحمراء، يعد تقليدا و من الطقوس التي يزخر بها التراث المغربي، و هو ما يجسده إستخدام المغاربة و منذ سنين لماء الزهر في حفلاتهم، و مطبخهم، و في تحضير الحلويات، و كذا في كل مناحي الحياة.
و أشارت من جهة أخرى، إلى أن ماستر الثقافة و التراث و السياحة المستدامة يتيح للطلبة كسب الكفايات في مجال إختيار و تنظيم التظاهرات ذات البعد الثقافي و الهادفة إلى تنشيط المشهد الثقافي بالمدينة الحمراء.
من جهته، أبرز رئيس جمعية “منية مراكش”، جعفر الكنسوسي، أن الإحتفاء بموسم تقطير ماء الزهر يعد تقليدا سنويا بمراكش بإعتبار المدينة “عاصمة” شجرة النارنج (الزنبوع)، مشيرا إلى أن هذه المراسم أضحت تراثا وطنيا مسجلا لدى وزارة الثقافة و لدى منظمة العالم الإسلامي للتربية و العلوم و الثقافة “الإيسيسكو”.
و أشار إلى أن تظاهرة “زهرية مراكش”، تندرج ضمن البرنامج الرسمي لإحتفالية “مراكش عاصمة الثقافة بالعالم الإسلامي لسنة 2024″، المقامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما ذكر السيد الكنسوسي، بالطابع الثقافي للمدينة الحمراء الوجهة السياحية الأولى بالمملكة، و إرتباطه بالدينامية الإقتصادية و السياحية التي تعرفها المدينة.
و تميز هذا اللقاء، الذي نظمه طلبة ماستر الثقافة و التراث و السياحة المستدامة بكلية الآداب العلوم الانسانية بمراكش، بتقديم تطبيقي للطريقة المغربية الأصيلة في تقطير ماء الزهر؛ و هي وسيلة قديمة مصنوعة من النحاس الأحمر، و مكونة من 3 أجزاء؛ الجزء الأسفل “الطنجرة”، و الجزء الوسط “الكسكاس”، و الجزء الأعلى “قبة القطارة”، حيث لكل جزء دور جوهري في عملية التقطير.
يشار إلى أن تظاهرة “زهرية مراكش”، المنطمة من طرف جمعية ” منية مراكش”، تسعى إلى ترسيخ الأجواء و التقاليد المرتبطة بعملية تقطير ماء الزهر بمدينة مراكش، حيث إعتادت الأسر منذ قرون خلت أن تحتفي بـ”تقطار الزهر” مع حلول فصل الربيع من كل سنة.
وكالات