فن الطبخ المراكشي مكون أساسي في إشعاع المدينة الحمراء وطنيا و دوليا

0 166

تستهوي مدينة مراكش ذات الاشعاع العالمي، الزائرين المغاربة و الأجانب، لما تزخر به من مآثر تاريخية و مناظر طبيعية في مقدمتها حدائق ضاربة في عمق التاريخ تؤثث فضاءاتها المختلفة، و كذا بأطباقها الشهية و المتنوعة التي تتفرد بها عن باقي المدن المغربية الأخرى.

و إستطاع فن الطبخ المراكشي على الخصوص و المغربي على العموم، من بلوغ العالمية بعد أن أصبح ضمن لائحة الأطباق المعروضة في كبريات المطاعم و الفنادق العالمية، و ذلك لما له من خصوصيات و أيضا بفضل مكوناته التي ترقى بذوق الزبناء و تجعلهم يتحسسون طعمه و خصوصياته و نكهاته.

و يعد فن الطبخ المراكشي عنصرا أساسيا ضمن العروض السياحية للترويج لوجهة مراكش على الصعيدين الوطني و الدولي، لإستقطاب المزيد من السياح، و ذلك بحكم تفنن الطباخين على مستوى هذه المدينة في تقديم أفضل الأطباق من ناحية الذوق و التقديم و المكونات، دون التخلي عن خصوصيات المطبخ المحلي و هو ما يعكسه حرص المراكشيين و خاصة النساء على الحفاظ على الأكلات المحلية التقليدية التي تلقى إقبالا متزايدا داخل المغرب و خارجه.

و من بين الأطباق التي تميز المطبخ المراكشي “الطنجية” بمختلف أنواعها التي يتم تحضيرها بحسب فصول السنة، و “التريد” التقليدي بالقطاني، و الدجاج البلدي بالزيتون، و “الكرعين” بالحمص، و “البسطيلة” بالحمام، و “المحنشة” باللوز، و “الطاجين المقفول”، و “الطاجين بالشفلور المطفي”، و “المروزية”، و “الكسكس بسبع خضر”، و “السفة المدفونة”، و “المحنشة باللوز”، و “اللحم بالبرقوق و الجنجلان”، و “الضلعة المعمرة و المحمرة”، و “التقلية” بالطريقة المراكشية، و “الكباب المغدور”، و “التردة”.

و تعكس هذه الأكلات علو كعب الطباخين المراكشيين و مهاراتهم في فن الطبخ و إبداعهم في التوفيق بين التوابل المستعملة لتضفي على هذه الأطباق نكهات خاصة تستجيب لأذواق المغاربة و السياح الأجانب.

و أوضح نائب رئيس جمعية المأكولات و المشروبات بساحة جامع الفنا، المبارك بنديش، أن المطبخ المراكشي له خصوصيته و يهتم بالذوق من خلال المزج بين مكونات محدودة العدد و بمقادير معينة لتضفي نكهات لذيذة على الأطباق التي يتم تحضيرها.

و أضاف في تصريح للصحافة، أن من خصوصيات الأكلات المراكشية، طهيها على نار هادئة، مما يحافظ على قيمة وجودة مكوناتها، و بالتالي تقديم طبق متميز ذو نكهة خاصة تبرز غنى و تنوع المطبخ المحلي.

و أشار إلى التكامل القائم بين الرجل و المرأة في إعداد الأكلات ذات الطابع المحلي و حنكتهما في إبراز هذه الأطباق الأصيلة و المتوارثة، مبرزا دور النساء في ريادة الطبخ المراكشي و إشعاعه على الصعيد الوطني و العالمي، حيث أبدى عدد من النجوم العالميين في ميادين السينما و الرياضة و رجال الأعمال و سياسيين كبار، إعجابهم بمدينة مراكش و بأكلاتها المميزة و المفضلة.

و لفت المبارك بنديش، إلى أن ساحة جامع الفنا التاريخية تعتبر نافدة للإطلاع على الأكل المراكشي، مبرزا في هذا السياق حرص القائمين على الساحة على تقديم الأكلات المراكشية فقط للحفاظ على هذا الإرث المادي لهذه المدينة و على خصوصيته بإعتباره مكونا ثقافيا للمدينة.

و رغم التحولات التي عرفها المجتمع بإنفتاحه على العالم و إكتشافه أكلات جديدة، تبقى هذه الأطباق حاضرة بقوة على مائدة الأسر المراكشية لتشكل رمزا للغنى الثقافي الذي تزخر به المدينة الحمراء.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.