الحوز..عودة الثلوج بأوكايمدن تدخل البهجة و السرور في نفوس الساكنة المحلية و الزوار
توشحت محطة أوكايمدن (إقليم الحوز)، المتواجدة على علو 2700 متر، بالرداء الأبيض لتعيد البهجة لنفوس الساكنة المحلية و الزوار، و كذا الفلاحين و مهنيي قطاع السياحة.
و تتيح هذه المحطة البعيدة بحوالي 75 كيلومترا عن مدينة مراكش، لزوارها من المغاربة و الأجانب، فرصة إكتشاف مناظر طبيعية خلابة نتيجة الكميات المهمة من الثلوج المتهاطلة، مما سيعطي لا محالة دفعة للقطاع السياحي بالمنطقة، و يساهم في تغذية البحيرات و السدود المتواجدة بها و التي عانت خلال السنوات الأخيرة من قلة التساقطات المطرية.
فعلى بعد عشر كيلومترات من الوصول إلى مدخل محطة التزحلق، بدأ المنظر الطبيعي الآسر يجذب الناظرين. شلالات مياه متدفقة تغذيها الثلوج الذائبة قبل أن تعانق جداول المياه على سفوح الجبال لتبهر عشاق الطبيعة و الساكنة. نظرة بانورامية تؤثثها قرى وردية مما يضفي جمالية على الطريق الملتوية المؤدية إلى محطة أوكايمدن.
و رغم إنتظار حتى الأسبوع الأخير من شهر مارس قبل أن تعلن الثلوج عودتها و بكميات كبيرة، فإن ذلك لم يمنع توافد السياح الأجانب و هواة التزحلق و المشي لمسافات طويلة بحثا عن الإسترخاء و الإستمتاع بالمناظر الطبيعية و بلحظات من السعادة و الإستجمام رفقة العائلة أو مع الأصدقاء.
سهولة الولوج للمحطة، شمس ساطعة و سماء زرقاء و وحدات إيواء متنوعة، كلها مقومات إجتمعت لتضمن للزائرين تجربة لا تنسى تمتزج فيها متعة التزحلق على الجليد مع لحظات الفرح و السعادة و الأجواء المرحة.
هذه الأجواء الرائعة كانت بالنسبة للبعض فرصة لركوب ألواح التزلج لأول مرة، و آخرون اعتادوا هذه الهواية ليغتنموا المناسبة لممارستها من جديد، بينما إختار كثيرون إستعمال “الزلاجات” كبدائل للتزحلق.
و قال أحمد، و هو من الأشخاص الذين إعتادوا زيارة هذه المحطة الشتوية على الدوام، في تصريح للصحافة، “يا لها من سعادة، نحن نستمتع. الثلوج و إن سقطت متأخرة هذه السنة، لقد جلبت لنا راحة كبيرة”.
و أضاف “أوكايمدن تتيح لنا هذا التناقض المذهل في القدرة على رؤية النخيل و الشمس صباحا بمراكش، و الإستمتاع خلال فترة الظهيرة بقمم الأطلس الكبير المكسوة بالثلوج على بعد حوالي ساعة بالسيارة “.
نفس الإحساس عبر عنه علي أيت لحاج، مدرب في رياضة التزحلق على الجليد، الذي أشار إلى توافد مهم للزوار للإستمتاع بالثلوج و بجمالية المنطقة التي حافظت على جاذبيتها رغم تزامن تساقط الثلوج مع شهر رمضان الفضيل، مشيرا إلى أن السلطات المحلية لا تذخر جهدا في إعادة فتح مختلف المحاور الطرقية المؤدية إلى هذه المحطة الشتوية و ضمان سلامة و إنسيابية حركة السير.
و أضاف أنه بعد أربعة أشهر من التأخر، فإن الثلوج التي غطت المنطقة خلال الأيام الأخيرة (35 سنتم)، أحيت الآمال لما لها من أثر إيجابي على السياحة و الفلاحة.
أما محمد بولحسن، الفاعل الجمعوي، فأشار إلى أن التساقطات الثلجية المسجلة خلال الأيام الأخيرة، سيكون لها وقع إيجابي بالنسبة للساكنة المحلية التي تنشط بالخصوص في قطاعي الفلاحة و السياحة.
و أضاف أن محطة أوكايمدن، تتوفر على بنية تحتية للإيواء مهمة تضم فنادق مفتوحة على مدار السنة، مذكرا بأنه علاوة على ممارسة التزلج و الرياضات الشتوية، تتيح المحطة للزوار إكتشاف أنشطة متنوعة خاصة المشي لمسافات طويلة بين أحضان الطبيعة، و إكتشاف منحوتات صخرية (يعود تاريخها إلى حوالي 2100 سنة قبل الميلاد..)، و السياحة الإيكولوجية و التعرف على باقة غنية من المنتجات المجالية.
و أعرب بنفس المناسبة، عن أمله في توافد المزيد من الزوار المغاربة و الأجانب على أوكايمدن، و الإستمتاع بسحر و جمالية وجهة سياحية بإمتياز.
وكالات