حفل موسيقي بمراكش يقتفي آثار الأندلس

0 150

سافرت أمسية فنية أقيمت ليلة أمس الثلاثاء بفضاء نجوم جامع الفنا بمراكش، بالجمهور إلى سماء نغم آسر و أشعار عميقة تقتفي آثار الأندلس.

و يأتي هذا الحفل الفني، الذي نظمه معهد سيرفانتيس بمراكش و سفارة إسبانيا لدى المغرب بتعاون مع المركز الثقافي “نجوم جامع الفنا”، في إطار سلسلة حفلات “ليالي رمضان”، المقامة ما بين 6 مارس الماضي و 2 أبريل الجاري في 6 مدن مغربية.

و خلال هذه الأمسية الفنية المثقلة بالتاريخ الأندلسي، شنف صوت الفنانة المغربية إحسان الرميقي آذان الحضور بمختارات من الموشحات الأندلسية، منها أبيات “أقرطبة الغراء” التي يحن فيها إبن زيدون لليالي قرطبة و جمالها البديع.

و أدت الفنانة الرميقي هذه الأبيات مرفوقة بالأنامل الماهرة لأعضاء فرقة “زمان الوصل” بقيادة المايسترو التهامي الفيلالي بلحوات، الذي لحن هذه الأشعار على مقام الكرد الرائع. كما أتحفت الجمهور بموشحات أندلسية أخرى معروفة مثل “لما بدا يتثنى” و”جادك الغيث إذا الغيث همى”.

و قدمت الفنانة الإسبانية بيغونيا أولابيدي بشكل فردي غناء و عزفا على آلة “البسالتريون” (نظيرة آلة القانون بشبه الجزيرة الإيبيرية قديما)، باقة من الأغاني الأندلسية و الأغاني ذات الطابع الأوروبي القديم التي تبرز الإرتباط الوثيق بين ضفتي المتوسط من خلال عدد من المقومات الحضارية و الثقافية، أهمها الموسيقى و الأشعار.

كما تغنت بيغونيا بأشعار أندلسية عربية من ديوان أبو الحسن الششتري من قبيل “أنا الذي ما لي سنيد” في لوحة فنية تدل على ارتباط المشهد الفني الكلاسيكي و إهتمامه بعوالم الفن الأندلسي العربي و المغربي الواسع.

يشار إلى أن إحسان الرميقي هي فنانة متخصصة في الموشحات و النوبة الأندلسية، تلقت تكوينها بعدد من المعاهد الموسيقية، و شاركت في مهرجانات دولية مع فرقة “زمان الوصل”، بقيادة الحاج التهامي الفيلالي بلحوات.

أما بيغونا أولافيدي فتتميز بمسارها الموسيقي الذي يهتم بالموسيقى الوسيطة و الموسيقى الحديثة، و عمقت خلال إقامتها بالمغرب معارفها في الموسيقى الأندلسية.

كما عملت في مجال السينما و المسرح كمؤسسة لفرق مثل كالاموس وموديخار، و تعاونت مع موسيقيين و أوركسترات مرموقة.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.