الشباب في رمضان..شهر للعبادة و التفكر و إعمار بيوت الله
بالنسبة لجميع المسلمين في المغرب و خارجه، يشكل رمضان المبارك شهر الروحانيات و التعبد، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين الراغبين في إغتنام فضائل هذا الشهر الكريم.
في الدار البيضاء، كما هو الحال في مختلف مدن المملكة، تمتلئ جميع المساجد عن بكرة أبيها، خاصة خلال صلاة التراويح، بأفواج المصلين و على رأسهم الشباب.
على مدار اليوم، يحرص الكثيرون على قضاء معظم يومهم في المساجد، منهم الراغبون في إعادة ربط الصلة بالله، و منهم الباحثون عن تقوية علاقتهم مع الخالق، و التفكر في الخلق و معنى الحياة.
يقسمون وقتهم بين الصلاة و الإستماع للخطب و الدروس الدينية، و قراءة القرآن الكريم، بالإضافة إلى المشاركة في نقاشات مفتوحة حول القضايا الدينية الرئيسية، و لكن أيضا حول أمور الحياة اليومية فكلاهما مرتبط بالآخر.
في كل أحياء الدار البيضاء، المشهد ذاته يتكرر : تدفق مهم نحو المساجد يبدأ بعد وقت قصير من الإفطار بالنسبة لعدد من المصلين، من أجل التمكن من الصلاة خلف الإمام مباشرة، و ما إن يحين موعد صلاة العشاء حتى تمتلئ جنبات غالبية المساجد و تتجاوز طاقتها الإستيعابية بكثير.
و الخصوصية التي لا يمكن للعين أن تخطئها هي الحضور المهم للشباب و الأطفال.
و بالفعل، هذا الإقبال على المساجد يزداد بشكل كبير خلال شهر رمضان المبارك، حيث يحتل الشهر الفضيل مكانة متميزة في قلوب المغاربة سواء على المستوى الديني أو على مستوى العادات و التقاليد الشعبية.
و يشكل هذا الشهر في الواقع فرصة يجدد خلالها المغاربة، و المسلمون عموما، إيمانهم و يسعون إلى التقرب إلى الله من خلال طلب المغفرة و الرحمة.
و خلال هذا الشهر الفضيل، يلاحظ بشكل خاص الإهتمام المتزايد لدى الشباب و المراهقين بالصلاة، و يشجعهم في ذلك الرغبة في الإقتداء بالشيوخ و رجال الحي الذين يرونهم يتوجهون إلى المساجد حاملين سجادات الصلاة على أكتافهم.
و أمام الإقبال المتزايد لأفواج المصلين على المساجد خلال الشهر الفضيل، يتم إتخاذ مجموعة من التدابير لتمكين المصلين من أداء صلواتهم في ظروف جيدة، من خلال على الخصوص تحسين الإضاءة و تهيئة محيط المساجد لإستيعاب عدد أكبر من المصلين.
و منذ تشييده في 30 غشت 1993، يحتل مسجد الحسن الثاني مقدمة المساجد التي يتم إرتيادها بشكل كبير، حيث يتوافد على هذا المسجد، الذي يعد أحد أجمل و أكثر المساجد تميزا في العالم العربي و الإسلامي، عشرات الآلاف من المصلين القادمين من مختلف أحياء الدار البيضاء و حتى من المدن المجاورة، إذ إن هذا المسجد الكبير يتسع لما يصل إلى 120 ألف شخص.
و بالنسبة للكثيرين، فإن هذا الإقبال الكبير على المساجد لا تمليه الحاجة إلى التقرب من الخالق فحسب، بل يلعب صوت و طريقة قراءة الإمام دورا مهما في ذلك.
و في الواقع، أصبح بعض الأئمة نجوما حقيقيين في السنوات الأخيرة، حيث تمكنوا من جذب الآلاف من المصلين الباحثين عن صوت دافئ و مريح يرتل آيات القرآن الكريم.
هي إذن فرصة فريدة و متميزة للتقرب من الله سبحانه و تعالى، تجلب السكينة و الطمأنينة إلى النفوس، خاصة لدى الشباب الذين يمثلون الغالبية العظمى من المصلين، هؤلاء الشباب الذين سيواصلون دون شك، السير على نهج آبائهم، من خلال تعظيم الشعائر الدينية و تبني القيم الحقيقية للإسلام، الذي سيظل دائما دين السلام و المحبة و الإنسانية و التسامح و التضامن.
وكالات