فاس تكرس تقاليدها الغنية و الراسخة خلال عيد الفطر

0 188

على مقربة من حلول عيد الفطر إيذانا بنهاية شهر رمضان الأبرك، تستعد ساكنة مدينة فاس لتخليد هذا اليوم المبارك من خلال تكريس عدد من التقاليد الراسخة و العادات المتجذرة.

فبعد شهر من الصيام و التقوى و الخشوع، تتعبأ الأسر الفاسية لتكريس العادات الغذائية الفريدة الخاصة بهذا العيد، حيث تحرص النساء على إعداد الأطباق و الوجبات التي لا غنى عنها كالبريوات و الرغايف و البغرير، و كعب غزال و غريبة.

و دأبت النساء على الإجتماع خلال الأسبوع الأخير من رمضان من أجل إعداد هذه الوجبات اللذيذة، بينما تقصد النساء الأخريات اللواتي لا تسعفهن الظروف المخابز المحلية لإقتناء ما يحتاجونه من حلويات تقليدية.

و أمام الطلب المتزايد للأسر، تحرص العديد من المخابز بهذه المناسبة على توفير كميات كافية من حلويات العيد إستجابة للطلب الواسع للزبناء.

بدورها تشهد المحلات التجارية و الأسواق و المتاجر الكبرى إنتعاشا تجاريا و حركة دؤوبة حيث يقصدها المواطنون لإقتناء ما يحتاجونه من مواد و مستلزمات لإعداد أطباق و وجبات العيد.

الأمر ذاته ينطق على محلات بيع الملابس و المراكز التجارية الكبرى و الأسواق التي تشهد إنتعاشا هاما و ملحوظا و إقبالا كبيرا للأسر الفاسية التي دأبت على إقتناء ملابس العيد لأطفالها لإدخال البهجة و السرور على قلوبهم بمناسبة العيد.

كما يحرص الفاسيون في كل عيد على إقتناء الأزياء التقليدية المغربية كالقفطان و الجلابة و القندورة و الجبادور للظهور في أبهى حلة خلال العيد.

و من التقاليد الحاضرة بقوة بفاس خلال هذه الفترة تجارة القمح التي تصبح نشاطا مزدهرا مع قرب حلول عيد الفطر، حيث يختار العديد من الشباب ممارستها بعدد من أحياء المدينة.

و إذا كان البعض يفضل إخراج زكاة الفطر نقدا، فإن جزءا كبير من الفاسيين يفضلون إخراجها قمحا، متبعين بذلك تقليدا راسخا بخصوص هذه الصدقة الواجبة ذات الحمولة الروحية و السوسيو إقتصادية، على إعتبار أنها تساهم في ترسيخ قيم الكرم و التضامن و الرحمة.

و تجسد الزكاة بالملموس رغبة كل فرد من أفراد الأمة في دعم الفئات الأكثر فقرا، بما يكفل تحقيق العدالة الإجتماعية و محاربة الهشاشة و الفقر.

و يوم العيد، يحرص الفاسيون و الفاسيات كبارا و صغارا، شيبة و شبابا، على التوجه في الصباح الباكر للمصليات و المساجد التي تقام فيها صلاة العيد لأداء هذه الشعيرة الدينية في أجواء مفعمة بالإيمان و التقوى و الخشوع، و التضامن و روح التقاسم.

هي إذن تقاليد راسخة و متجذرة و نفحات خاصة ترافق إحتفالات الفاسيين كلما إقترب حلول عيد الفطر السعيد.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.