دور الأمومة بإقليم الحوز : دور فعال في العناية بصحة و سلامة الأم و الطفل

0 165

منذ إطلاقها سنة 2005، تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إيلاء إهتمام و عناية خاصين بصحة الأم و الطفل على المستوى الوطني، لاسيما بالوسط القروي، من خلال العديد من الأنشطة و المشاريع الرامية إلى النهوض بالصحة الإنجابية، كما هو الشأن في إقليم الحوز.

و تتجلى هذه العناية، بوضوح، في حرص المبادرة و إنخراطها الدائم في إحداث بنيات للرعاية الإجتماعية كفيلة بإيواء النساء الحوامل، اللائي يقبلن على دور الولادة و المنحدرات من مناطق نائية تفتقر لظروف و مقومات الولادة الآمنة و الصحية و المراقبة.

و بإقليم الحوز، تتوزع دور الأمومة، البالغ عددها خمسة، على جماعات أوريكة (800 مستفيدة في السنة)، و ثلاث نيعقوب (400)، و توامة (800)، و أسني (400)، و أمزميز (800).

و من الأمثلة الجلية على المساهمة الفعالة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في جهود التقليص من الوفيات في صفوف النساء الحوامل و تحسين المؤشرات الصحية بإقليم الحوز، دار الأمومة التوامة المحدثة في إطار البرنامج الرابع للمبادرة “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”.

و تروم هذه البنية الإجتماعية تقريب الخدمات الصحية من الأمهات الحوامل، و الرفع من نسبة الولادات في الأوساط الصحية المراقبة، و كذا إستقبال و إيواء الحوامل قبل و بعد عملية الوضع.

و تتوخى هذه الدار، التي شرعت في تقديم خدماتها منذ سنة 2012، المساهمة في تقليص عدد وفيات الأمهات و المواليد الجدد بالمناطق المستهدفة، و الرفع من نسبة الوافدات من المناطق البعيدة و صعبة الولوج.

كما تقدم دار الأمومة التوامة، التي تستفيد من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و شركاء آخرين، و تشرف على تسييرها جمعية “دعم الخدمات الصحية بالتوامة”، العديد من الخدمات الإجتماعية المادية و المعنوية التي تستجيب مباشرة لمختلف حاجيات الفئات المستهدفة.

و من بين هذه الخدمات الإيواء و الإطعام، و القيام بحملات تحسيسية لفائدة الساكنة المستفيدة من خدماتها، إلى جانب دورها الإشعاعي و التنشيطي في المحيط القروي من أجل أمومة سليمة، و المواكبة الصحية و النفسية و الإجتماعية للنساء الحوامل، و كذا تنظيم حصص تحسيسية لفائدة النزيلات في مجالات التربية الصحية و الصحة الإنجابية، و القيام بكشوفات طبية في بعض الحالات.

و يوفر هذا المركز، كذلك، الظروف الملائمة للرعاية الصحية و الإجتماعية للنساء القاطنات في المناطق النائية ذات المسالك الوعرة، و كذا التأطير الصحي للمرأة الحامل و تنظيم حملات تحسيسية لفائدة دواوير الجماعات المستهدفة حول كيفية التداوي في فترة ما بعد الولادة و نصائح حول تغذية الطفل، و كذا أهمية الرضاعة الطبيعية و ذلك بهدف حماية صحة الأم و الطفل.

و تبلغ الطاقة الإستيعابية لدار الأمومة توامة، المشيدة على مساحة 506 أمتار مربعة، بجوار المركز الصحي بالجماعة، و المزودة بسيارة إسعاف، 13 سريرا، و تضم مرافق إدارية، و أربع غرف خاصة بالنساء، و غرف أخرى خاصة بالمؤطرات، و مطبخ و مطعم، بالإضافة إلى مرافق صحية.

و بلغ عدد النساء المستفيدات من خدمات دار الأمومة التوامة، المندرجة في إطار الجيل الجديد من المبادرات التي برمجتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، ما مجموعه 286 مستفيدة خلال سنة 2023، موزعات على 7 جماعات قروية (التوامة، تمكرت، زرقطن، تغدوين، تزارت، أيت حكيم، تدلي مسفيوة).

و أبرز مدير دار الأمومة التوامة و رئيس الجمعية المسيرة لها، الحسين أهرو، في تصريح للصحافة، الدور الهام الذي تضطلع به دار الأمومة في ما يتعلق بصحة الأم و الطفل، من خلال إيواء النساء المنحدرات من الجماعات التابعة للنفوذ الترابي لدائرة التوامة قبل الوضع و بعده.

و أضاف أن دار الأمومة التوامة، التي تقدم خدمات إيواء مجانية تحت إشراف و مراقبة المولدات التابعات لمندوبية وزارة الصحة و الحماية الإجتماعية، شهدت تطورا على مستوى التوعية و التحسيس، و ذلك بهدف التقليص من نسبة وفيات النساء الحوامل و الأطفال حديثي الولادة بالعالم القروي.

و أشار إلى أن هذه الدار تشتمل على عدة أنشطة و برامج، ضمنها برنامج الوسيطات الجماعاتيات الذي يحظى بدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الحوز، و تساهم فيه المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة و الحماية الإجتماعية، و جمعية دعم الخدمات الصحية، و منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف).

و أبرز أن دور الوسيطات يتمثل في مراقبة صحة الأم و الطفل و تتبع الحمل إلى غاية الوضع، و كذا عملية تلقيح الطفل من الولادة حتى بلوغه 5 سنوات، مشيرا إلى أن الوسيطات يقمن، أيضا، بالتوعية و التحسيس و التنسيق مع أطر دار الأمومة من أجل ضمان ظروف صحية آمنة للأم و الطفل.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.