الرباط..إجتماع اللجنة المكلفة بالإعداد للمؤتمر الوزاري العالمي للسلامة الطرقية المزمع عقده بمراكش عام 2025

0 133

إحتضنت الرباط اليوم الجمعة، إجتماع اللجنة رفيعة المستوى المكلفة بإعداد و تنسيق الأشغال التحضيرية لتنظيم الدورة الرابعة للمؤتمر الوزاري العالمي للسلامة الطرقية، الذي سينظم بالمغرب بتعاون مع منظمة الصحة العالمية من 18 إلى 20 فبراير 2025 بمدينة مراكش.

و يندرج هذا اللقاء، الذي ترأسه وزير النقل و اللوجيستيك محمد عبد الجليل، بحضور مدير قطاع المحددات الإجتماعية للصحة بمنظمة الصحة العالمية، و الذي شارك فيه عن بعد المبعوث الخاص للأمم المتحدة المكلف بالسلامة الطرقية، في إطار التحضير للنسخة الرابعة لهذا المؤتمر، التي تمثل مسارا إستكماليا للمؤتمرات الثلاثة السابقة التي نظمت على التوالي في كل من موسكو سنة 2009، و برازيليا سنة 2015 و ستوكهولم سنة 2020، و علامة فارقة في الجهود المبذولة لتقليص عدد الوفيات و الإصابات الناجمة عن حوادث السير إلى النصف.

و بهذه المناسبة، أكد الوزير عبد الجليل أن المغرب لن يدخر جهدا لإنجاح تنظيم هذا المؤتمر الوزاري العالمي الذي يندرج في إطار تعزيز التزامات المملكة و تعاونها المتواصل مع كافة الفاعلين و الشركاء على المستوى الدولي لتحسين السلامة الطرقية. و أبرز أن إختيار المغرب لإستضافة المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية يعد مناسبة مثلى لبعث رسالة قوية من أجل التحلي بالمسؤولية و نشر الوعي بأهمية تعزيز السلامة الطرقية خصوصا في الدول النامية التي تسجل أعلى معدل سنوي للوفيات على الطرق.

و أضاف أن هذا الإختيار يجسد علاوة على ذلك، مكانة المغرب كدولة رائدة تعمل على جعل السلامة الطرقية أولوية وطنية، و إقليمية و دولية، مشيرا إلى أن قضية السلامة الطرقية تستفيد، على المستوى الوطني، من الرعاية الملكية السامية، التي تتمثل في إصلاحات مؤسساتية عميقة، لا سيما مع إحداث الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا) سنة 2020.

و سيشكل هذا الملتقى الدولي، بحسب الوزير، منصة لتبادل الخبرات و التجارب الرائدة في مجال السلامة الطرقية. كما يمثل فرصة سانحة لجميع الدول، و خاصة البلدان النامية للإستفادة من التوجهات و المخططات و برامج العمل في مجال السلامة الطرقية.

و ذكر بأن المغرب عمل على الصعيد الإقليمي مع البنك الدولي و منظمة الصحة العالمية على تنظيم المنتدى الإفريقي الأول للسلامة الطرقية سنة 2018 في مراكش. و قبل ذلك، إستضافت المملكة المغربية المؤتمر العالمي الرابع للجمعيات النشيطة في مجال السلامة الطرقية سنة 2015 مع منظمة الصحة العالمية و التحالف العالمي للمنظمات غير الحكومية، و ساهمت فعليا داخل منظمة الصحة العالمية في تنظيم المؤتمر الوزاري العالمي الثالث بستوكهولم.

من جانبه، إستعرض المبعوث الخاص للأمم المتحدة المكلف بالسلامة الطرقية جان تود، في مداخلة عبر الفيديو، التحديات المطروحة في مجال السلامة الطرقية عبر العالم، و من بينها تحدي تمويل السلامة على الطرق، مبرزا أهمية تحقيق الالتقائية بين كافة المتدخلين و توحيد الجهود و المبادرات. و شدد المتحدث على أهمية إشراك القطاع الخاص في تحسين السلامة على الطرق التي تعتبر مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع، إضافة إلى إرساء ثقافة حقيقية للسلامة الطرقية و إحداث منصة لتبادل الأفكار بهذا الخصوص. من جهته، أوضح مدير قطاع المحددات الإجتماعية للصحة بمنظمة الصحة العالمية إتيان كروغ أن هذا الإجتماع يهدف إلى إعداد البرنامج و الإعلان و كافة الجوانب التنظيمية للمؤتمر الوزاري العالمي للسلامة الطرقية الذي سينعقد السنة المقبلة بمراكش.

و أضاف كروغ، في تصريح للصحافة، أن “المؤتمر سيكون فرصة لتقييم عشرية العمل من أجل السلامة على الطرق 2021-2030، في ضوء آخر إحصائيات السلامة على الطرق في الدول الأعضاء”، مشيرا إلى النتائج التي تم تسجيلها في مجال السلامة الطرقية، خاصة في ما يتعلق بإنخفاض معدل الوفيات الناجمة عن حوادث السير.

و رحب من جهة أخرى، بإختيار المغرب لتنظيم هذا المؤتمر، مبرزا “التقدم الكبير” الذي حققه المغرب في مجال السلامة الطرقية.

و تتجلى أهداف هذا الحدث الدولي الكبير في الوقوف على المنجزات و التقدم المحرز لع قد العمل من أجل السلامة على الطرق للأمم المتحدة 2021-2030 و العمل على توفير إطار مرجعي للإجراءات اللازمة للدول و المدن لتنفيذ التدابير الرئيسية الموضحة في مخطط العمل العالمي من أجل السلامة المرورية. كما يروم هذا المؤتمر إدماج أهداف التنمية المستدامة في مجال السلامة الطرقية عبر خلق دينامية داعمة للرؤية الجديدة للتنقل الآمن و المستدام علاوة على تقديم إجابات عملية و حلول ملموسة حول الإشكاليات المطروحة ذات الصلة بالأنماط الجديدة للحركية و التنقل.

و ستتميز هذه الدورة الرابعة للمؤتمر الوزاري العالمي للسلامة الطرقية بحضور حوالي 2000 مشارك يمثلون وفودا رفيعة المستوى يرأسها الوزراء المسؤولون عن السلامة الطرقية بالإضافة إلى ممثلي منظمة الأمم المتحدة و المنظمات الدولية و ممثلي المجتمع المدني و الأكادميين و أرباب المقاولات و القطاع الخاص و الفاعلين السوسيو إقتصاديين.

يذكر أن منظمة الصحة العالمية أفادت في أحدث تقرير لها حول وضعية السلامة على الطرق برسم سنة 2023، أن العدد السنوي للوفيات الناجمة عن حوادث المرور إنخفض بشكل طفيف، حيث بلغ 1.19 مليون حالة وفاة سنويا. و مع ذلك، و نظرا لتسجيل أكثر من حالتي وفاة في الدقيقة و أكثر من 3200 حالة وفاة في اليوم، تظل حوادث السير السبب الرئيس المسبب لوفيات الأطفال و الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و 29 عاما.

كما أبرز التقرير أن عشرة بلدان تمكنت من تحقيق أهداف عقد العمل الأول للسلامة الطرقية من خلال خفض عدد الوفيات بنسبة 50 في المائة، و أن 35 دولة حققت انخفاضات تتراوح بين 30 و 49 في المائة بين عامي 2010 و 2021.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.