الصويرة..ملاذ مثالي للمتقاعدين الأجانب

0 89

تعد مدينة الصويرة وجهة سياحية متميزة بفضل مؤهلاتها الطبيعية و تنوعها الثقافي و أجوائها اللطيفة، و هي تجذب بشكل متزايد كبار السن من السياح الأجانب الباحثين عن الهدوء و الرفاهية للإستقرار بها و الإستمتاع بتقاعد هادئ على إيقاع أمواج المحيط الأطلسي، و ود السكان المحليين و أصالة أجواء هذه المدينة العريقة.

بين كرم الضيافة، و تكاليف العيش المعقولة، و التبادلات الثقافية المثيرة، تشكل مدينة الرياح ملاذا مفضلا لهذه الشريحة من الأجانب الذين يفرون من أجواء البرد و الطقس المتقلب بحثا عن قضاء تقاعد هادئ تحت أشعة الشمس الدافئة و نسيم البحر، حيث يعتبر كل يوم جديد مغامرة جديدة.

داخل أسوار المدينة التاريخية و أسواقها الصاخبة، يكتشف هؤلاء المتقاعدون الأجانب، و غالبيتهم من أصل فرنسي، أن الصويرة أكثر من مجرد ملاذ صيفي، بعد قطعهم آلاف الكيلومترات لخوض تجربة رائعة فوق هذه الرقعة الجغرافية حيث لغتهم الأم مألوفة.

مثل طيور السنونو المهاجرة، يتيح هؤلاء المسافرون الموسميون لأنفسهم فرصة إكتشاف يوما بعد يوم الغنى الثقافي للمغرب، لتستهويهم مظاهر العيش في هدوء بعيدا عن قسوة الشتاء الأوروبي.

سواء كان إختيارهم هو الإنتقال الدائم أو الموسمي، يكتشف الجميع متعة قضاء فترة التقاعد في مدينة الرياح، مما يمنحهم حياة جديدة.

و لعل ما يغري أكثر كبار السن من السياح للتوافد على مدينة الرياح و الإستقرار بها عروضها الثقافية المتنوعة عبر الفصول، و روعة أماكن العبادة و المهرجانات النابضة بالحياة التي تحتضنها على مدار السنة، لتجسد مفترق طرق حقيقي للإستكشاف بالنسبة لهذه الشريحة من الأجانب الذين تغريهم الفنون و التاريخ و التقاليد الأصيلة.

و من بين هؤلاء السياح الزوجان الفرنسيان برنارد و سيلفي، اللذين إعتادا و منذ عامين على إستقرارهما بالصويرة، على بدء يومهما تحت سماء زرقاء صافية يستمتعان بتذوق الشاي المغربي، تحت أشعة الشمس الأولى التي تداعب المدينة.

بالنسبة لبرنارد، و هو مدرس التاريخ سابقا، و سيلفي، موظفة بلدية سابقا، تصبح كل زاوية شارع و كل سوق و كل شاطئ مصدرا لا ينضب للإلهام و السحر.

إنبهرت سيلفي بروعة السجاد الأمازيغي، لتبدأ إكتشاف فن النسيج المتوارث عن الأجداد من خلال المشاركة في الورشات التدريبية داخل التعاونيات النسائية المحلية، منغمسة في تقاليد و إبداع الحرفيين.

في الوقت ذاته، يستكشف برنارد، المفتون بالتاريخ المحلي الغني، شوارع و أزقة المدينة العتيقة، و يستمع بإهتمام إلى قصص و حكايات ساكنة المدينة و غيرهم من السياح المتقاعدين الأوروبيين، ليكتشف الكنوز المخفية لهذه المدينة المليئة بالأسرار و العجائب.

و بعيدا عن الإكتشافات الفنية و الثقافية، يبقى التقاء هذين الزوجين مع المجتمع المحلي و ما يحيط ذلك من تبادلات دافئة و تناول وجبات في إطار مشترك، من أكثر الأمور المؤثرة في تجربة برنارد و سيلفي و هما في السبعينيات من العمر، مما سمح لهما بإقامة روابط عميقة مع جيرانهم الصويريين، ليكتشفوا بذلك شيم الكرم و حسن الضيافة التي يتميز بها الشعب المغربي.

و قال برنارد و سيلفي، في تصريح للصحافة، “بعد سنوات عديدة من العمل، قررنا المجيء و الإستقرار في الصويرة للإستمتاع بالهدوء و جمال الطبيعية و الأجواء الهادئة التي تخيم على هذه المدينة الساحلية”.

و غالبا ما يجدان أنفسهما عند غروب الشمس، على شرفة شقتهما، يتشاركان القصص المليئة بالمتعة و البهجة و الإكتشافات بعد يوم قضياه بين الشوارع النابضة بالحياة و الزوايا الهادئة في مدينة الرياح.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.