الصويرة..إنعقاد الدورة السابعة للمؤتمر الدولي للأركان
إنطلقت أمس الجمعة بالصويرة، أشغال الدورة السابعة للمؤتمر الدولي للأركان المنعقد تحت شعار “شجرة الأركان في مواجهة التغير المناخي”، بحضور مسؤولين حكوميين و ممثلي المؤسسات الدولية و باحثين و مهنيين.
و يهدف هذا المؤتمر الدولي المقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى ثلاثة أيام، إلى التفكير في التطورات الملحوظة و تأثير تغير المناخ على سلسلة الأركان خلال العقد الماضي.
و أشاد مستشار جلالة الملك و رئيس مؤسسة محمد السادس للبحث و الحفاظ على شجرة الأركان، أندري أزولاي، في كلمة إفتتاحية، بالجهود التي بذلتها كافة الأطراف المعنية لتشجيع صناع القرار على الإستغلال الأمثل لإمكانيات سلسلة الأركان، مؤكدا على أهمية حماية إستخدامها و الحرص على سير هذه الدينامية في إطار منتظم.
و ذكر السيد أزولاي، بأنه بفضل ريادة المغرب و قوته الناعمة، أصبحت شجرة الأركان تتمتع الآن بشهرة عالمية و ضمن قوائم التراث المادي و غير المادي للإنسانية، داعيا إلى تكثيف الجهود و التعاون لمواجهة التحديات المستمرة، مع الإستغلال الكامل للمؤهلات الإقتصادية و الثقافية لهذه السلسلة العريقة.
من جانبه، ركز وزير الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية و المياه و الغابات، السيد محمد صديقي، على مختلف الإستراتيجيات و البرامج المتنوعة التي وضعتها الوزارة من أجل تعزيز سلسلة شجرة الأركان، مشيرا إلى أنه في إطار “مخطط المغرب الأخضر”، تمت إعادة تأهيل أكثر من 164 ألف هكتار من مساحة الغابات في إطار نهج تشاركي مع أصحاب الحقوق، كما تمت زراعة 10 آلاف هكتار من أشجار الأركان.
و أكد على أن “شجرة الأركان تلعب دورا حاسما في الحفاظ على التوازن البيئي بإقليم الصويرة و تشكل عاملا أساسيا بالنسبة للمرأة القروية في كسب رزقها”، مبرزا أن “الجهود ستتواصل لدعم تنمية الأركان”، و ذلك في إطار تنفيذ إستراتيجيتي “الجيل الأخضر” و “غابات المغرب”، وفقا لأهداف النموذج التنموي الجديد، من أجل مغرب مستدام يهتم بالحفاظ على موارده.
من جهته، أشار عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، إلى الإلتزام القوي لجميع الأطراف المعنية إتجاه كافة المبادرات الرامية إلى النهوض بسلسلة الأركان، مؤكدا أن الإقليم الذي يضم حوالي 155 ألف هكتار من أشجار الأركان، يبرهن من خلال هذا المؤتمر على مشاركته الكاملة في عملية تطوير و تثمين هذا المورد الثمين.
أما السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة بنيويورك، السيد عمر هلال، فأشار في كلمة عبر تقنية الفيديو، إلى أن موضوع هذه الدورة يجسد الدور الكبير لشجرة الأركان بإعتبارها أداة للصمود في مواجهة تغير المناخ، داعيا إلى توحيد جهود جميع الشركاء الدوليين من أجل التوصل إلى حلول مستدامة قادرة على الحفاظ على هذا التراث الفلاحي و الثقافي الفريد في العالم.
بدورهم، أعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، و المدير العام لمنظمة الأغذية و الزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، شو دونيو، و مساعد المدير العام للثقافة في منظمة اليونسكو، إرنستو أوتون راميريز، الذين تحدثوا أيضا إلى المشاركين عبر تقنية الفيديو، عن دعمهم لطموح المملكة في تعزيز الحفاظ على شجرة الأركان و تثمينها، كمورد طبيعي قديم و مستوطن بالمغرب. إثر ذلك، تابع الحضور عرضا مفصلا قدمه المدير العام للمعهد الوطني للبحث الزراعي، فوزي البكاوي، إستعرض خلاله آثار تغير المناخ على نمو شجرة الأركان و توزيعها الجغرافي و إستدامتها، بالإضافة إلى إستراتيجيات التكيف و المحافظة على هذه الشجرة.
و تخلل الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر، الذي يتزامن مع الذكرى الرابعة لليوم العالمي لشجرة الأركان الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في فبراير 2021، توقيع إتفاقيات إطارية بين الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر الأركان و معهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة.
و في تصريح للصحافة بهذه المناسبة، أوضحت المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر الأركان، لطيفة يعقوبي، أن هذه الإتفاقيات الإطارية تهدف إلى تشجيع البحث العلمي و الإبتكار في شجرة الأركان، بالإضافة إلى تعزيز الإبتكار و القيمة المضافة العالية لمنتجات الأركان.
و يشكل هذا المؤتمر المنظم من طرف الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر الأركان بشراكة مع وزارة الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية و المياه و الغابات فضلا عن المعهد الوطني للبحث الزراعي، إلى غاية 12 ماي الجاري، فرصة لإلتئام المجتمع العلمي الوطني و الدولي لتعزيز التنمية المستدامة لسلسلة الأركان.
و يتضمن برنامج هذا الحدث العلمي الكبير ندوات و موائد مستديرة و ورشات عمل، بالإضافة إلى زيارات ميدانية للتعاونيات المحلية، مما يسمح للمشاركين بتعميق فهمهم لمختلف جوانب سلسلة الأركان، و تبادل المعرفة و الخبرات، مع إستكشاف الممارسات و التحديات الميدانية.
وكالات