الصويرة..تسليط الضوء على إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مجال صحة الأم و الطفل
تم أمس الثلاثاء بالصويرة، تسليط الضوء على إنجازات المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مجال صحة الأم و الطفل، و ذلك بمناسبة تخليد الذكرى ال19 لهذا الورش الملكي، المقامة هذه السنة تحت شعار “الألف يوم الأولى، أساس مستقبل أطفالنا”.
و شكل هذا اللقاء، الذي ترأسه عامل إقليم الصويرة عادل المالكي، بحضور على الخصوص، الكاتب العام للعمالة، و أعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، و رؤساء المصالح الخارجية، و منتخبين، و فاعلين من المجتمع المدني، فرصة لإبراز الجهود التي تبذلها المبادرة على المستوى الإقليمي، و الهادفة إلى تحسين مؤشرات التنمية البشرية بشكل كبير.
و أكد عامل الإقليم، في كلمة بالمناسبة، على أهمية هذه الإحتفالية التي تتمحور حول موضوع يتماشى مع دينامية التقدم الإقتصادي و الإجتماعي التي تعيشها المملكة تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيدا بالجهود المبذولة من قبل جميع شركاء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في سبيل رفاهية الأمهات و الأطفال، لاسيما التعاون الوطني و الجماعات القروية بالإقليم، و منظمات المجتمع المدني، فضلا عن مختلف الفاعلين الآخرين.
و دعا في هذا السياق، إلى تكثيف الجهود لتحقيق الأهداف المرسومة في هذا المجال، وفقا للتوجيهات الملكية السامية، مع اعتماد مبادئ الحكامة الجيدة و تعزيز المقاربة التشاركية. من جهتها، قدمت رئيسة قسم العمل الإجتماعي بعمالة الصويرة، حسنية دماج، عرضا مفصلا حول حصيلة برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الأربعة خلال الفترة من 2019 إلى 2023، مبرزة مختلف الجوانب، بما في ذلك عدد المشاريع التي تم تنفيذها، و تكاليفها الإستثمارية، و الشراكات القائمة، فضلا عن تأثيرها الإجتماعي و الإقتصادي الكبير.
و تطرقت المتحدثة نفسها، إلى إنجازات البرنامج الرابع المتعلق ب”تعزيز الرأس المال البشري للأجيال الصاعدة”، و خاصة المحور المتعلق بصحة الأم و الطفل، مشيرة إلى إنجاز ما مجموعه 40 مشروعا بقيمة إجمالية قدرها 26,02 مليون درهم، تم تنفيذها خلال الفترة 2019- 2023، و إستفاد منها أكثر من 100 ألف شخص، من بينهم 70 ألف أم و طفل.
و أضافت في تصريح للصحافة، أن هذه المشاريع، التي ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 19.73 مليون درهم، تهدف أساسا إلى تحسين و تعزيز الخدمات الصحية على مستوى الإقليم، مع إرساء نظام صحي مجتمعي من أجل الوصول إلى جميع الجماعات بالإقليم، لا سيما تلك التي تعاني من نقص في مجال صحة الأم و الطفل. من جانبه، أشار المندوب الإقليمي للصحة و الحماية الإجتماعية، زكريا آيت لحسن، إلى أن الألف يوم الأولى من الحياة تشكل فترة حاسمة في نمو الطفل، حيث يتم إرساء أسس صحته و رفاهه المستقبلي، مبرزا مختلف المبادرات التوعوية التي تقوم بها الوزارة بالتعاون مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و كذا الجهود المبذولة في مجال النهوض بالطفولة المبكرة.
و أشار في هذا الصدد، إلى إطلاق حملة توعوية جهوية ترتكز على العلوم السلوكية إعتبارا من 22 ماي الجاري، و تستمر لمدة شهر وتركز على الألف يوم الأولى من حياة الطفل.
و قدم المندوب لمحة مفصلة عن العوامل الرئيسية التي تؤثر على تنمية الرأس المال البشري، بما في ذلك صحة الأم و التغذية، و الرضاعة الطبيعية و المكملات الغذائية.
كما أشار إلى التوصيات المتعلقة بالمراحل الرئيسية المختلفة لنمو الطفل، من فترة الحمل إلى أول عامين من الحياة، مع التركيز على الأهمية الحاسمة للرعاية المناسبة و النظام الغذائي المتوازن لتعزيز النمو السليم و الصحة الجيدة خلال هذه الفترة الأساسية.
كما عرف هذا الحفل جلسات تفاعلية جمعت مسؤولين محليين و ممثلين عن المجتمع المدني لتسليط الضوء على إنجازات البرامج الأربعة من المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى الإقليم.
و أبرز المتحدثون، و من خلال معطيات رقمية، التقدم المحرز في المجالات الرئيسية مثل تحسين البنية التحتية الأساسية، و دعم الأشخاص في وضعية هشاشة، و تعزيز الإدماج الإقتصادي للشباب، و النهوض بالرأس المال البشري.
و في هذا السياق، ركزت رئيسة جمعية سند لدعم قطاع الصحة العمومية بالصويرة، أسماء بن الليل، على مختلف المبادرات التي قام بها المجتمع المدني لتعزيز صحة الأم و الطفل على المستوى الإقليمي.
من جانبه، أشار الدكتور بن علي، أخصائي أمراض القلب، في تصريح للصحافة، إلى تنظيم دورات تكوينية لفائدة الطواقم الطبية بالإقليم، و كذا تنظيم حملات طبية إستفادت منها آلاف الأمهات و الأطفال.
و تخلل هذا الحفل تكريم العديد من النساء اللاتي بفضل تفانيهن و مساهمتهن، لعبن دورا حاسما في تعزيز صحة الأم و الطفل بالإقليم.
وكالات