معنى أن تكون معطلا بزاكورة ؟

نسير ونتقدم في العمر رويدا رويدا؛ فتبدا الأحلام إلى دون الصفر شيأ فشيأ الى أن تموت بالمرة؛ معطلي زاكورة سهل ان تعرفه من خلال علامات الحسرة البادية على محياه وأحيانا دموع القهر في عيناه؛ احلام معطلي زاكورة التي رافقته منذ صباه قد تبخرت و أمانيه التي استشرف افقها قد إنتحرت أو تمددت على سرير البطالة في إنتطار فجر أفظل .

أن تكو ن معطلا في زاكورة يعني أن تنام متأخرا لتترك الفرصة لعقل انهكته التخمينات في الغوص في أفاق المستقبل المجهول لعله يستيقظ على بوابة الأمل المفقودة .

أن تكون معطل في زاكورة يعني أن تعتاد على إحدى المقاهي المدينة إن كنت من بين معطلي المدينة؛ و ترتشف فنجان قهوى قاتم سوادها في إنتظار فلق الوظيفة القريب داخل البعيد ؛ أما إن كنت من بين معطلي البادية ما عليك إلا التجوال داخل أحد الحقول لتشكي اليها المك رغم أنها تعاني هي الأخرى وتأخدك بطالتك الى عتبة الدوار أو مسجد الحمى لتشفيف غليلك في سرد حكايات الماضي الجميل في أحلام اليقظة؛ وربما تكون حكايات خيالية لأصحاب الدوار الذين جعلتهم الأمية تتسوى معهم في عطالتك؛ وأن تجعل ليلك نهارا ونهارك ليلا وأنت تنتظر تمر عليك السنون تجرك إلى المستقبل البعيد الذي يزيدك من شدته وعود المسؤولين الزائفة وسلوكيات الوصولين المنافقة.

أن تكون معطلا في زاكورة يعني أن تترقب على أحر من الجمر راصدا ذلك الإصدار العمومي الخاص بإعلانات الوظائف و تهرع لنسخ الوثائق اللازمة محاولا رمي الكرة في ميدان الجهات المختصة في مبادرة للإقناع الذاتي بتحقيق معجزة الشفافية وخارقة مبدأ تكافؤ الفرص المفقودة .

أن تكون معطلا بزاكورة يعني أن تأبى كرامتك وعزة نفسك البقاء متفرغا طول الوقت فتتجه نحو أعمال لم تمر قط على مخيلتك أو حدثتك نفسك بها يوما فتعمل نادلا أو بائعا متجولا؛ و” بقلت ما يدار في زاكورة” ما عليك إلا أن تهاجر إلى مدن أخرى بحثا عن عمل دون أي شرط؛ ولا حول لك وللأسرتك إن كنت أنت معنيها للأن شراسة البطالة تفرض عليك أي شيئ وما عليك إلا أداء الواجب البطالي ….

أن تكون معطلا في زاكورة يعني أن تخوض إعتصامات متكررة وتنطم مسيرات ووقفات إحتجاجية و تشارك في لقاءات تواصلية من شأنها إحراج القائيمين على الشأن المحلي الذين الفو المتابعة السلبية والمقاربة الأمنية عبر القمع و الإعتقال و الإكتفاء بتسويق الوهم وتسويغ الوضع الراهن من خلال المناشدة بالتحلي بالصبر و عدم اليأس و إنتظار الفرج القريب .

بقلم الحسين الزبايري