إقليم أوسرد..النهوض بصحة الأم و الطفل في صلب إهتمامات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

0 474

تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم أوسرد عناية خاصة للنهوض بصحة الأم و الطفل، و ذلك عبر مساهمتها في مجموعة من المشاريع المنجزة في إطار البرنامج الرابع من المرحلة الثالثة للمبادرة، المتعلق بـ “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”.

و تأكيدا على إيمانها الراسخ بأهمية الإستثمار في الرأسمال البشري، لاسيما الأجيال الصاعدة، ما فتئت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تخلد هذه السنة الذكرى التاسعة عشر لإنطلاقتها تحت شعار “الألف يوم الأولى، أساس مستقبل أطفالنا”، تضاعف الجهود بهدف تعزيز صحة الأم و الطفل و تحسين مستوى التغذية لدى الأطفال على مستوى هذه الربوع من التراب الوطني.

و تجسد هذه المساهمة، الذي تندرج في إطار برنامج “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة” للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الإهتمام الخاص الذي توليه اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بأوسرد للعناية بصحة الأم و الطفل، و تحسين ظروف ما قبل الولادة و ما بعدها.

و تهدف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال هذا الدعم المتواصل، إلى تقليص معدل وفيات الأمهات و الأطفال عند الولادة، و مكافحة سوء التغذية، و الوقاية من تأخر نمو الأطفال في سن مبكرة، من خلال توفير معدات طبية و بيوطبية حديثة في هذه المراكز من أجل تتبع الولادة، و التشخيص المبكر لصحة حديثي الولادة و الرضع، و المضاعفات المتعلقة بالحمل.

و في هذا الإطار، تعمل اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بأوسرد على مضاعفة الجهود بهدف الإستجابة لإحتياجات المنشآت الصحية، لاسيما أقسام الولادة و الأمومة، من حيث التجهيزات و المعدات الطبية و البيو-طبية المخصصة لدعم تتبع النساء الحوامل، و تعزيز وسائل التكفل بحديثي الولادة.

و حسب مجال التدخل، تتضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم أوسرد بالنسبة لمحور صحة الأم و الطفل، على الخصوص، إقتناء معدات طبية – غذائية، و تنظيم قافلة طبية، و حملات تحسيسية، بالإضافة إلى دراسات و تكوينات و وسائل التواصل للتطوير.

و قال رئيس قسم العمل الإجتماعي بعمالة إقليم أوسرد، إبراهيم أزريكينات، بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بأوسرد ساهمت بـ 5.78 مليون درهم في برنامج “الدفع بتنمية الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة” من أجل تمويل 57 مشروعا، من بينها 12 مشروعا يتعلق بدعم صحة الأم و الطفل بغلاف مالي بلغ 1.52 مليون درهم، بنسبة مساهمة بلغت 100 في المئة.

و أضاف، في تصريح للصحافة، أنه في إطار دعم المجال الصحي، ساهمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية في إنجاز مجموعة من المشاريع التي تتمحور، على الخصوص، حول محور صحة الأم و الطفل، من بينها مشروعان لإقتناء تجهيزات طبية خاصة بالمركز الصحي بئر كندوز لفائدة الأم و الطفل بكلفة ناهزت 600 ألف درهم.

و أشار المتحدث نفسه، كذلك، إلى مجموعة من المشاريع و الأنشطة التي يتم تنظيمها داخل هذا المركز الصحي، بتنسيق مع المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة و الحماية الإجتماعية بأوسرد، لاسيما تلك التي تتعلق بتنظيم حملات طبية و أنشطة توعوية و تحسيسية خاصة بهذا المحور.

من جانبه، أبرز المندوب الإقليمي لوزارة الصحة و الحماية الإجتماعية، الحبيب باعزيز، أن مندوبية الصحة إستفادت، وفق مقاربة تشاركية، من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي ساهمت بمجموعة من التجهيزات و المعدات الطبية التي ستمكن من تأمين إجراء الولادات في ظروف جيدة.

وأوضح المتحدث نفسه، في تصريح مماثل، بأن دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكن من إقتناء شاحنة تبريد يتم إستخدامها في نقل كل ما يتعلق بمشتقات الدم و التلقيح و الأدوية التي تحتاج إلى شروط حفظ ملائمة تتراوح ما بين 2 و 6 درجات حرارة، كالأنسولين و الأدوية التي تساعد على الولادة.

و أشار إلى أن مساهمة المبادرة مكنت من إقتناء وحدة طبية متنقلة لمساعدة أطباء العيون و الأشعة على إجراء الفحص و التشخيص، بغلاف مالي يتجاوز ثلاثة ملايين درهم، بالإضافة إلى سيارتي إسعاف مجهزتين بشكل جيد تم التوصل بهما في وقت سابق.

و هكذا، يجسد المركز الصحي القروي المستوى الثاني ببئر كندوز الإنخراط القوي و المتواصل للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة النهوض بصحة الأم و الطفل على مستوى إقليم أوسرد.

و يوفر هذا المركز الصحي، الذي تم إحداثه في 2005، خدمات صحية وقائية و علاجية، من بينها المراقبة الوبائية و إستشارات في الطب العام و العلاجات التمريضية، و تتبع صحة الأم و الطفل و الأمراض المزمنة و صحة الشباب و المراهقين، بالإضافة إلى الصحة المدرسية.

كما يعمل المركز المذكور، الممتد على مساحة 415 متر مربع، على تأمين خدمات للتواصل و التربية على الصحة و التثقيف و العلاجات التوليدية الأساسية في الحالات المستعجلة و التحاليل البيولوجية الأساسية اللازمة لتتبع صحة النساء الحوامل و الفحوصات بالصدى للأمراض المزمنة و للتوليد.

و بفضل مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يتوفر المركز الصحي القروي المستوى الثاني ببئر كندوز على وحدة للولادة تصل سعتها إلى 8 أسرة، و تقدم خدمات طبية مستعجلة و علاجات الأسنان و إستشارات في مجال الصحة العقلية.

و تضم هذه المنشأة الصحية، كذلك، عدة قاعات للعلاج، و قاعة للتصوير بالأشعة، وق اعة للتلقيح، و قاعة للولادة، و صيدلية و غيرها.

و تجدر الإشارة إلى أن المغرب أحرز تقدما مهما في مجال صحة و تغذية الأم و الطفل، بفضل تضافر جهود مختلف المتدخلين و الأطراف المعنية بإرساء البرامج و الإستراتيجيات الهادفة إلى ضمان الولوج إلى الخدمات العلاجية لتحسين و الحد من وفيات الأمهات و الأطفال الخدج.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.