الرباط..صاحب الجلالة الملك محمد السادس يبعث رسالة سامية إلى رئيس الحكومة لتسريع الإحصاء العام السابع للسكان و السكنى
” الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله و آله و صحبه”
خديمنا الأرضى السيد عزيز أخنوش رئيس الحكومة
أمنك الله و رعاك ، و على طريق الخير سدد خطاك،
و بعد، ما فتئنا، منذ أن تقلدنا الأمانة العظمى لقيادة الأمة، نولي بالغ إهتمامنا للإحصاء العام للسكان و السكنى و نحرص على تنظيمه بصفة منتظمة.
فبالنظر إلى ما توفره هذه العملية من معطيات و مؤشرات مهمة و متعددة، فإنها ستساهم مساهمة قيمة في تجسيد مشروعنا المجتمعي و في تحقيق نموذجنا التنموي القائمين معا على مبادئ الديمقراطية السياسية، و النجاعة الإقتصادية، و التنمية البشرية و التماسك الإجتماعي و المجالي.
و يشكل التنظيم الدوري لهذه العملية، على رأس كل عشر سنوات، إختيارا حكيما يمكننا من الإستعداد الجيد لفهم التطور الديمغرافي و السوسيو – إقتصادي لبلادنا بشكل دقيق، و إستشراف الإحتياجات المتغيرة لمواطنينا، و إعداد السياسات الملائمة تبعا لذلك.
و لذلك، قررنا، بعون الله و توفيقه، أن ننخرط فيها بشكل فعال من خلال تنظيم عملية جديدة للإحصاء العام للسكنى، في نهاية هذا الصيف، و هي السابعة منذ عام 1960، و التي نريدها أن تكون خلاقة و طموحة.
و نرجوها خلاقة من حيث المقاربة و الوسائل التكنولوجية التي ستتم تعبئتها من أجل جمع المعلومات و معالجتها، و نريدها طموحة من خلال توسيع مجالات البحث لتشمل موضوعات جديدة تحظى بسامي عنايتنا، و منها المشروع المجتمعي المهيكل لتعميم الحماية الإجتماعية.
السيد رئيس الحكومة،
لا يخفى عليك ما يكتسيه هذا الحدث الذي يتجدد على رأس كل عشرية من أهمية إستراتيجية، بالنظر إلى الأهداف المتوخاة منه، و الذي يهم مجموع الأمة، و المؤسسات الوطنية و الدولية، و الفاعلين السياسيين و النقابيين و الإقتصاديين، و المجتمع المدني، بالإضافة إلى الأسر المغربية و كافة الجاليات الأجنبية المقيمة بالمغرب.
و لا يخامرنا أدنى شك أنك لن تدخر جهدا في السهر على تيسير سبل النجاح الكامل لهذا الإستحقاق الوطني الكبير الذي يتطلب، إلى جانب التعبئة الشاملة لموارد بشرية و لوجستية مهمة، إنخراطا و تنسيقا وثيقا و فعالا من لدن جميع الإدارات و المؤسسات العمومية و المصالح اللاممركزة، بالإضافة إلى السلطات و الجماعات الترابية و الجهوية و الإقليمية و المحلية.
و بهذا الخصوص، فإننا ندعو وزير الداخلية، و المندوب السامي للتخطيط، و كافة الولاة و العمال، إلى السهر على التنظيم العملي الأمثل لهذا الإحصاء، في ظل إحترام الآجال المحددة، و بتنسيق محكم مع باقي المتدخلين في الميدان.
و من أجل إنجاح هذا الإحصاء العام، فإننا نهيب برعايانا الأوفياء إلى المبادرة، على المعهود فيهم، بالتعاون التام و المشاركة الفعلية في هذه العملية ذات النفع العام بما سيقدمونه من معلومات موثوقة و دقيقة.
كما ندعو المندوبية السامية للتخطيط أن تبادر، بمجرد نهاية جمع المعطيات و البيانات، إلى معالجتها و تحليلها، مع الحرص على تمكين أصحاب القرار و الفاعلين المعنيين من الوصول إلى نتائجها و إستخدامها في أقرب الآجال.
و من شأن هذا التعجيل بإستغلال المعطيات أن يمكن من التحديد السريع للإتجاهات الناشئة من أجل بلورة السياسات العامة المناسبة و تكييف مختلف البرامج بما يتوافق مع مصلحة بلادنا و رفاه شعبنا.
أصلحك الله و رعاك، خديمنا الأرضى، و يسر لك سبل السداد و التوفيق.
و السلام عليك و رحمة الله تعالى و بركاته “.