إنطلاق فعاليات الدورة ال17 لموسم طانطان
إنطلقت مساء أمس الأربعاء بساحة السلم و التسامح بطانطان، فعاليات الدورة ال17 لموسم طانطان، الذي تنظمه مؤسسة “ألموكار”، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 30 يونيو الجاري تحت شعار “موسم طانطان : 20 عاما من الصون و التنمية البشرية”.
و قد تميز انطلاق نسخة 2024 من موسم طانطان بإفتتاح رئيس مؤسسة “ألموكار”، محمد فاضل بنيعيش، و عامل إقليم طانطان بالنيابة، عمرو حمدة، بحضور عبدالله القبيسي، مدير جناح الإمارات العربية المتحدة بموسم طانطان، و محمد المهيري، مدير سباقات الإبل و المحالب و المزاينة بالموسم، و كذا رؤساء مصالح خارجية، و منتخبين، و شخصيان مدنية و عسكرية، للخيام الموضوعاتية المغربية و الإماراتية المقامة بساحة السلام و التسامح.
و يتعلق الأمر بجناح الخيام الموضوعاتية، و جناح دولة الإمارات العربية المتحدة، و جناح “قرية دار الصانع” التي تمثل الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة، و خيمة وكالة الجنوب.
كما تم تقديم عروض في الهجن و الفروسية التقليدية “التبوريدة”، و إستعراض تقليدي لموكب الجمال يجسد ثقافة الرحل.
إثر ذلك قام كل من بنيعيش، و عامل إقليم طانطان بالنيابة، بإفتتاح المعرض التشكيلي السنوي الخامس بقاعة العروض بجماعة طانطان، الذي تنظمه جمعية أصدقاء متحف الطنطان تحت شعار “ألوان إفريقيا”.
و يعرف هذا المعرض التشكيلي الجماعي المنظم إلى غاية 30 يونيو الجاري، بدعم من مؤسسة ألموكار، مشاركة 12 فنانا تشكيليا من مدن طانطان و مراكش و أكادير و العيون و بوجدور، يعرضون حوالي 25 لوحة بتيمات منفتحة على تعبيرات إفريقية متعددة من لباس صحراوي و إفريقي و مشغولات يدوية و معمار و غيرها، بأساليب متنوعة منها التجربة التجريدية و التشخيصية و الفطرية و الرمزية و التخييلية و الواقعية.
و أكد عامل الإقليم، في تصريح للصحافة، بأن ما يميز النسخة ال 17 لموسم طانطان هو تنظيم، لأول مرة، ملتقى ثقافي حول الثقافة الحسانية بمشاركة خبراء من عدة دول، بالإضافة إلى الملتقى الإقتصادي الذي ينظم كل سنة، و كذا كرنفال على غرار السنوات الأخير، فضلا عن خيمة للشعر خلال الأمسية الختامية للموسم، معربا عن أمله في أن تكون فقرات موسم طانطان في مستوى تطلعات الساكنة.
و أشار إلى أن موسم طانطان مرت عليه 20 سنة بعد أن قرر صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2004 إحياء هذا الموسم الذي توقف خلال سنوات السبعينيات من القرن الماضي، ليتقرر بعد ذلك في سنة 2014 إنشاء مؤسسة ألموكار بهدف الحفاظ على التراث الحساني الأصيل و حمايته من الإندثار.
و قال المتحدث نفسه، إننا نطمح إلى تطوير موسم طانطان مع المحافظة على التراث الحساني. من جهته، أبرز السيد القبيسي، أن موسم طانطان الذي تشارك فيه دولة الإمارات العربية المتحدة منذ 2014 ، يشكل محطة مهمة بالنسبة لهيئة أبوظبي للثقافة و التراث من أجل التعبير و الترويج للتراث الإماراتي، مضيفا أن دولة الإمارات تشارك بمجموعة كبيرة من التراث الشعبي و عناصر التراث المعنوي حيث أن هناك تراثا مشتركا مع تراث طانطان و الأقاليم الصحراوية يتمثل في مجال الإبل و الفنون الشعبية و الشعر و غيرها من عناصر التراث.
و يعرف برنامج دورة هذه السنة تنظيم العديد من الأنشطة الغنية و المتنوعة منها عروض تقليدية، و إقامة معارض للحرف اليدوية الأصيلة، و عروض فلكلورية (سباقات الإبل، فن التبوريدة)، إضافة إلى معارض تراثية تبرز التراث الحي الذي تزخر به المنطقة، و كذا مسابقة الألعاب الشعبية التقليدية، إلى جانب تنظيم كرنفال إستعراضي، فضلا عن جلسات شعرية.
كما سيتم تنظيم ندوة حول فرص الإستثمار في جهة كلميم وادنون و العمق الإفريقي للثقافة الحسانية، بمشاركة خبراء و باحثين و مهتمين، و التي ستناقش العناصر التراثية و الأبعاد الإقتصادية كما ستمزج الندوة بين التنمية الثقافية و الأفق الإقتصادي و كذا العمق الإفريقي للثقافة الحسانية، إلى جانب بحث آفاق و سبل الإستثمار في المنطقة.
و تشارك الإمارات العربية المتحدة في فعاليات هذه الدورة من خلال جناح تشرف عليه “هيئة أبوظبي للتراث”، يتضمن مجموعة واسعة من عناصر التراث الإماراتي المعنوي، إلى جانب تنظيم عدد من المسابقات التراثية، مثل سباق الهجن و “مسابقة مزاينة الإبل” (جمال الإبل)، و “مسابقة المحالب” (حلب الإبل)، بالتعاون مع إتحاد الإمارات لسباقات الهجن.
و يعد موسم طانطان الذي تم إدراجه من طرف منظمة (اليونسكو) ضمن التراث الشفهي غير المادي و الإنساني عام 2005، و المسجل ضمن القائمة الممثلة للتراث الثقافي غير المادي و الإنساني عام 2008 ، نقطة تجمع سنوي لأكثر من ثلاثين قبيلة للرحل يلتقون قصد التبادل فيما بينهم ومن أجل صون تراثهم الثقافي، خصوصا فيما يتعلق بالموسيقى و الرقص و الحرف اليدوية و العادات التقليدية.
وكالات