شهادة في حق لاعب لن ينصفه الزمان
من قال ان مدينة من قيمة زاكورة غير ولادة و من رماها بالعقم في عز شبابها و من نسب ابنائها الشرعيين لمدن فتحت لهم ذراعيها فقط و لم تتحرق و تتالم من شدة وجع المخاض
اتذكر بحسرة و الم ابطالا تاهوا وسط ركام الكتبان الرملية و استسلموا للشيخوخة قبل الاوان و اخرون رمى بهم عشقهم الكروي خلف جدران المؤسسات التعليمية الى فضاءات متربة متحجرة حفروا بها قبور النسيان بعدما ظلوا يلهتون سنين متعددة خلف ملعونة كانت ملاذهم الوحيد و امالهم لتحقيق حلم يراود كل من انتعل منهم نعلا بلاستيكيا و احكم ربطته التي هي في واقع الحال مقبرة قادتهم بدل عالم الشهرة لعالم النسيان
اتذكر كيف تحول عازف ليل و الحان من معشوق و فنان الى مجرد عامل بفرن قاده له عوز الزمان و هو يلعن زمانا و مكانا ظهرت فيه تلك الملعونة المسماة كرة القدم
من ملعب المصلى لدار الشباب مرورا بحي مولاي رشيد ووصولا للملعب البلدي كان يطرب عشاقه القادمين خصوصا من حي حاسي بركة بملكات قليلا ما يجود بها الزمان
يحيى تربى و ترعرع وسط اسرة متوسطة الحال عشق اخيه الاكبر للرياضة جره لمسار ماكان ليقبله لوعلم الى اين كان سيقوده وحده الشغف رسم له طريقا سلكه عن طواعية وودعه مكرها لا بطل
لمير واحدا من بين المئات من اقرانه يلبس زيه الرياضي كل يوم ليغازل كرة طاوعته في الصغر و لطالما ارتاحت على صدره و رقصت كالعروس فوق راسه و قبلت ركبتيه و انحت باجلال للمساته الساحرة قبل ان تغدر به كاسد نال بعد طول صبر من صاحبه و مروضه
احلامه انطلقت من فريق الرجاء ليس الرجاء البيضاوي و لكنه رجاء المدينة الهادئة المسكونة بحب الجبال و الكتبان الرملية و واحات النخيل كان اوركسترا جوق من العازفين الماهرين اختارهم بعين العارف الثاقبة احماد كوبيشات حمادي ……. و اخرون كانوا يستحمون بطلعته كل يوم احد بالملعب البلدي
يحي لمير نقش اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة الرياضة بمدينة زاكورة و للاجيال الحالية اقول اسالوا عن مواهب هذا الفنان و ابداعاته حين كان لاعبا بالميدان حتى و ان طواه النسيان فابدا لن ينساه من عاشروه و عاينوه فقبح الله الفقر و ما يفعله بالانسان.
ابراهيم الزوين
كم من نجوم ولدت مدينة زاكورة لا تحصى عددا و لكن و ياخيبت أملهم للبعد الذي تحضى به منطقتنا و الإنغلاق السوسيولوجي على كل المستويات سوى الداخلية أم الخارجية تم دفن كل كائن بتلك المنطقة فشهادتي ليحيى لمير و سالم لحمادي رحمة الله عليه و حماد كوبشات و عتيق الناصري و خليل الناصري عبد لله الأنصاري و لمسيح و ما اكترهم شهادة إحترام و تقدير. و شكرا لإبراهيم الزوين .