تشهد مدينة طرابلس اللبنانية للمرة الثانية، حدثا سينمائيا إستثنائيا، حيث تستضيف عروض أفلام “قافلة بين سينمائيات” التي تجمع صانعات أفلام من مختلف أنحاء العالم للاحتفاء بالمرأة وصوتها وصورتها في السينما، من بينها الفيلم المغربي “كذب أبيض”.
وبحسب بيان للمنظمين يفتتح المهرجان يوم 29 غشت الجاري بعرض الفيلم المغربي “كذب أبيض” للمخرجة أسماء المدير. ويتناول رحلة المخرجة الشخصية في البحث عن هويتها وحقيقة ماضيها، حين تستعين بأسرتها وأصدقائها لبناء عالم مصغر يعيد إحياء ذكريات طفولتها في الدار البيضاء. من خلال هذا العالم المصنوع يدويا، تحاول أسماء فك شفرة ألغاز ماضيها وعائلتها، مستخدمة التماثيل الطينية الصغيرة كأداة لاستكشاف ذكرياتها وأسرارها العائلية.
وتتوالى العروض طوال أيام المهرجان، حيث سيتم عرض مجموعة متنوعة من الأفلام الروائية والقصيرة التي تتناول قضايا اجتماعية وثقافية وبيئية مهمة، حيث يعرض الفيلم الإندونيسي “قبل والآن وبعد ذلك ” للمخرجة كاميلا أنديني ويتناول قصة نانا، امرأة تعيش في أواخر الستينيات وتحاول التغلب على ماضيها المؤلم بعد فقدان عائلتها بسبب الحرب. ورغم زواجها برجل ثري، إلا أنها تعاني الوحدة والخيانة. فيأتي لقاؤها بإحدى عشيقات زوجها ليغير حياتها تماما.
كما سيتم عرض ستة أفلام قصيرة لبنانية من إخراج نساء، وهي “تلة الحيات” إخراج جويل ابو شبكة، و”منثور بيروت” إخراج فرح نابلسي، و”أفق” إخراج شيرين رفول وموسى شابندر، و”ذاكرة المي” إخراج ريبيكا طو”، و”مغارة للبيع” إخراج موريال حنين” و”حائكات الأرض” إخراج ريما قديسي.
ويختتم المهرجان بعرض فيلمين من فلسطين، الأول “أحلام المنفى”للمخرجة مي المصري، والذي يروي قصة الفتاتين الفلسطينيتين منى ومنار اللتان تعيشان في مخيمي لاجئين في بيروت وفي بيت لحم. وعلى الرغم من العقبات العصيبة التي تفصل بينهما، تنجحان في تكوين صداقة قوية عن طريق الخطابات واللقاءات المؤثرة على الحدود الفلسطينية اللبنانية.
أما الفيلم الثاني “إحكي يا عصفورة” للمخرجة عرب لطفي، فيتناول قصة سبع فدائيات فلسطينيات من جيل السبعينات تحكين الحكاية الفلسطينية . ويحمل الفليم خصوصية يستمدها من سردية نسائية واثقة .
ويقدم المهرجان إلى جانب العروض السينمائية، وعلى مدار أسبوعين، ورشة عمل تدور حول أساسيات عمل الفيلم التسجيلي الإبداعي، تديرها كل من المخرجة المصرية – الإسبانية أمل رمسيس ومديرة التصوير اللبنانية جوسلين أبي جبرائيل.
ويراهن المنظمون على أن تلعب عروض “قافلة بين سينمائيات” دورا محوريا في دعم السينما النسائية المستقلة في المنطقة العربية والعالم، كما تسهم في تعزيز الحوار الثقافي وتبادل الخبرات بين صانعات الأفلام من مختلف الثقافات.