من القاهرة. بوريطة يؤكد حاجة العالم العربي لتوجيه الشراكات المستقبلية
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بالقاهرة، مواصلة المملكة المغربية جهودها الحثيثة من أجل الدفاع عن المقدسات، وعلى رأسها القدس الشريف، التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بصفته رئيسا للجنة القدس، عناية خاصة.
وأبرز ناصر بوريطة، في كلمة أمام الدورة 162 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، أن جلالة الملك، يولي أهمية عناية خاصة للدفاع عن المقدسات، وعلى رأسها القدس الشريف من خلال المزاوجة بين العمل السياسي والدبلوماسي والعمل الميداني، الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس كآلية تنفيذية وميدانية للجنة القدس في إنجاز خطط ومشاريع ملموسة، تروم في الأساس الحفاظ على ضعها القانوني وصيانة الهوية الحضارية للمدينة المقدسة ودعم صمود المقدسيين.
ومن جهة أخرى، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أننا اليوم في أمس الحالة، أكثر من أي وقت مضى، إلى تبني نظرة عربية مستقبلية تصالحية بناءة لتطوير علاقات عربية طبيعية تتجاوز عقد الماضي وتترفع عن العوائق السياسية والخلافات الثنائية التي تعطل مسيرة الإقلاع والتنمية، وهو ما من شأنه المساهمة في تحصين الوضع في العالم العربي، وتمكينه من التعاطي بكل أريحية وندية مع العالم الخارجي.
وأضاف أن العالم العربي يحتاج إلى توجيه الشراكات المستقبلية بينه وباقي التكتلات الإقليمية الأخرى نحو تهييئ بيئة فكرية وثقافية وإعلامية سليمة، للتعايش والتعاون بين شعوبها، تسمح باندماج الأجيال، وتكريس قيم التسامح وقبول الآخر، بعيدا عن اجترار الصور النمطية، ونهج الإقصاء والرفض الذي لا يولد إلا الصراع والتنافر.
في نفس الوقت، يضيف بوريطة، هناك “حاجة ملحة لتطوير أفضل لعلاقات متوازنة مع الشركاء التقليديين، وفقا لضوابط ومعايير واضحة من شأنها إنجاح هذه الشراكة وضمان استمراريتها دون المس بسلامة وسيادة دولنا ووحدتها الترابية”.
وأكد أن المخاطر المحدقة بالعالم العربي والتطورات المتسارعة على كافة الأصعدة تجعل العالم العربي “عبارة عن رقم في معادلة دولية معقدة، وإذا لم يتم التعامل مع هذا الوضع بالشكل المطلوب فإننا سنجد أنفسنا في مفترق الطرق”، مضيفا أن المملكة المغربية تتطلع في هذا السياق، إلى اتخاذ إجراءات ملموسة وعملية لتسريع عملية إصلاح جامعة الدول العربية، في جو من التوافق، بغية تفعيل دورها كآلية لتحقيق التضامن العربي والدفع بالعمل العربي المشترك، وتحقيق وحدة الصف العربي، فلا خيار للجميع سوى العمل يدا في يد، لبلوغ هذا الهدف المنشود.
وإلى جانب بوريطة، مثل المغرب في الاجتماع وفد ضم سفير المغرب بالقاهرة ومندوبه الدائم لدى الجامعة العربية محمد آيت وعلي، وعبد العالي الجاحظ رئيس قسم المنظمات العربية والإسلامية بالوزارة، وهشام ولد الصلاي نائب مندوب المغرب بالجامعة العربية، ومحمد نوري مستشار بالمندوبية.