إسبانيا تسعى لجذب المستثمرين الصينيين

0 65

قام رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بزيارة إستغرقت ثلاثة أيام إلى الصين بهدف جذب المزيد من الإستثمارات الصينية إلى إسبانيا، خاصة في مجالات السيارات الكهربائية، و التكنولوجيا، و الإنتقال الطاقي.

و في الخطاب الذي ألقاه في إفتتاح لقاء الأعمال بين إسبانيا و الصين في شنغهاي يوم الثلاثاء، عبر سانشيز عن موقفه بوضوح قائلا : “أقول لكم بكل بصراحة : قليل من البلدان تقدم فرصا إستثمارية مواتية و بيئة منفتحة و تنافسية مثل إسبانيا”.

و سعيا منه لإستقطاب الفاعلين الإقتصاديين الصينيين المترددين، إستشهد رئيس السلطة التنفيذية الإسبانية بمثال النمو المستدام للإقتصاد الإسباني و بيئة الأعمال الملائمة لإنتاجية الشركات.

و إسترسل في شرح الأسباب الرئيسية لجاذبية رابع أكبر إقتصاد في منطقة اليورو، و الذي يتمتع حاليا بمعدل نمو أعلى من شركائه الأوروبيين.

و قال : “خلال الربع الثاني من هذا العام، ضاعفنا معدل النمو المتوسط للإتحاد الأوروبي و منطقة اليورو أربع مرات”.

و بعد أن أشاد بفضائل إسبانيا “المنفتحة على العالم” و”الجذابة”، سلط رئيس الحكومة الأيبيرية الضوء على “الموقع الإستراتيجي” لإسبانيا بإعتبارها “جسرا طبيعيا” بين أوروبا و أمريكا اللاتينية و منطقة البحر الكاريبي و شمال إفريقيا، و نظامها “الديناميكي” للأعمال و رأس مالها البشري ” المؤهل تأهيلا عاليا”.

و يبدو أن البلدين ملتزمان بتعزيز علاقاتهما الثنائية على الرغم من السياق الجيوسياسي المعقد، و الحفاظ على الحوار المنتظم على أعلى مستوى.

و في هذا الصدد، أعرب سانشيز عن عزم حكومته على توطيد العلاقات الإقتصادية و التجارية مع الصين.

و لتحقيق هذه الغاية، دعا رئيس الوزراء الإسباني رجال الأعمال الصينيين و الإسبان إلى التعاون في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، بما في ذلك الإقتصاد الأخضر و التكنولوجيا و الصناعة، من أجل خلق الثروة و فرص العمل.

و تعول الحكومة الإسبانية، التي جعلت من إنعاش النمو أولوية لها، بشكل خاص على “الابتكار، و الرقمنة و إزالة الكربون” لجعل إسبانيا “وجهة جذابة” للشركات الصينية.

و بالنسبة للبلد الإيبيري، تعد الصين سوق التصدير الرئيسي في آسيا، و لكن العملاق الآسيوي يمثل 90 بالمائة من العجز التجاري للبلاد في عام 2023، و من هنا تأتي أهمية تعزيز الإستثمارات الصينية في إسبانيا و تحقيق التوازن في الميزان التجاري بين البلدين.

و لهذه الغاية، عقد سانشيز إجتماعات مع شركات إسبانية و صينية في إطار المجلس الإستشاري للشركات الذي عقد في بكين، و خلال إجتماع الأعمال الذي عقد في شنغهاي، بالإضافة إلى إجتماعات ثنائية أخرى مع شركات صينية لديها مصالح أو مشاريع إستثمارية في إسبانيا.

و في هذا الصدد، تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة “Envision”، التي تعهدت بإستثمار بقيمة مليار دولار لإنشاء مصنع إنتاج محلل كهربائي للهيدروجين الأخضر في إسبانيا.

و تعد مذكرة التفاهم واحدة من ثماني إتفاقيات تم توقيعها مع مؤسسات و شركات صينية في مجالات التجارة و الإستثمار و الثقافة و التعليم بالإضافة إلى العلوم و التنمية الخضراء.

و شكل تعزيز جاذبية إسبانيا الرهان الرئيسي لزيارة بيدرو سانشيز إلى الصين، حيث إستقبله الرئيس شي جين بينغ، و أجرى مباحثات مع نظيره لي تشيانغ، بالإضافة إلى مسؤولين صينيين آخرين من عوالم السياسة و الإقتصاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.