تم اليوم الأربعاء بمراكش، التوقيع على إتفاقية تعاون بين المجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب و هيآت التوثيق بدول الساحل ( النيجر و مالي و تشاد و غينيا)، تهدف إلى إستفادة هذه المؤسسات من الخبرة المغربية في مجال التوثيق.
و تروم هذه الإتفاقية الموقعة على هامش أشغال المؤتمر الإفريقي الثالث و الثلاثين للموثقين المنظم على مدى ثلاثة أيام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول موضوع “التوثيق الرقمي”، دعم القدرات العلمية و العملية للمنتسبين لهذه الهيآت الإفريقية مما يجسد إنفتاح المملكة على القارة السمراء و حرصها على نقل تجربتها لهذه الدول في عدة مجالات من بينها التوثيق على وجه الخصوص.
و تهدف هذه الإتفاقية، أيضا، إلى تبادل المعلومات و التكوين و الرقمنة و تعزيز المجال القانوني.
من جهة أخرى، جرى التوقيع على إتفاقية شراكة بين المجلس الوطني للموثقين بالمغرب و جامعة الحسن الأول بمدينة سطات، تروم إحداث إجازة مهنية للموثقين و خلق سلك ماستر بالنسبة للأعوان و الموثقين المغاربة و أيضا الطلبة المنتمين للدول الإفريقية، فضلا عن فتح باب التسجيل لنيل الدكتوراه في هذا الميدان الحيوي.
و في هذا السياق، أكد رشيد التدلاوي، الكاتب العام لهيئة الموثقين بالمغرب، في تصريح للصحافة، أن الإتفاقية ستمكن من نقل التجربة المغربية في مجال الرقمنة إلى هيآت التوثيق بهذه الدول الإفريقية للرقي بهذه المهنة.
و أشار من جهة أخرى، إلى أن هذا المؤتمر يعد فرصة لتبادل التجارب بين الدول الإفريقية في ميدان الرقمنة لتطوير مجال التوثيق، لافتا إلى أن المغرب يعد رائدا في هذا الميدان على صعيد القارة، مما يتيح له نقل تجربته لهذه الدول.
و ذكر، في هذا الصدد، أن المجلس الوطني للموثقين بالمغرب سبق له أن وقع إتفاقية مع هيئة التوثيق بالسينغال تم من خلالها تطوير المجال الرقمي للتوثيق مما ممكن من إعتماد نظام معلوماتي جديد أطلق عليه “توثيق السينغال”، مبرزا أن التعاون مع الدول الإفريقية يندرج في إطار التعاون الإفريقي الإفريقي.
كما أشار إلى المكانة الهامة للتوثيق المغربي على الصعيد الدولي، و هو ما تعكسه رغبة عدد من الدول الإفريقية في الإستفادة من التجارب التي راكمها المغرب في مجال الرقمنة ذات الصلة بالتوثيق لتطوير هذا الميدان على الصعيد الإفريقي حماية للعقود و التعاملات و القوانين المتعامل بها.
و يسلط هذا المؤتمر الذي يشارك فيه أزيد من 700 موثق يمثلون 19 دولة إفريقية إلى جانب نخبة من المسؤولين و الخبراء و قضاة و أساتذة جامعيين، الضوء على التحولات الرقمية التي يشهدها قطاع التوثيق بإفريقيا.
و بحسب المنظمين، فإن اختيار موضوع “التوثيق الرقمي” يعكس إنخراط الموثقين الأفارقة في مسلسل التحول الرقمي بنفس الطريقة التي تدعمها بلدانهم، حيث يعرف المجال الرقمي نموا مطردا في عدة قطاعات من بينها الحكامة و العدل و الفلاحة و التعليم و الصحة و الخدمات المالية.
و يناقش المشاركون في هذا المؤتمر مواضيع تهم “التوثيق الرقمي و محاربة تبييض الأموال و تمويل الارهاب”، و “رقمنة التوثيق رافعة للإستثمار و التنمية المستدامة”، و “أثر الذكاء الإصطناعي على التوثيق”، و “العقد الإلكتروني الأصلي”.