مراكش : الرقمنة و الإستدامة في صلب نقاشات الدورة السابعة لملتقى جمعية مستعملي الأنظمة المعلوماتية بالمغرب

0 346

ناقشت مائدة مستديرة نظمت اليوم الخميس بمراكش في إطار الدورة السابعة لملتقى جمعية مستعملي الأنظمة المعلوماتية بالمغرب، موضوع القدرة الرقمية و علاقتها بالتنمية المستدامة و المرونة.

و شكل هذا اللقاء مناسبة لثلة من المتدخلين لتقديم تصوراتهم حول دور التكنولوجيا الرقمية كمحفز للإستدامة و المرونة بالنظر للتحولات الواقعة حاليا.

و في هذا الصدد، سلط رئيس مجلس المنافسة، أحمد رحو، الضوء على المكانة المهمة التي تحتلها الرقمنة في الحياة، كونها أساس التواصل و المعلومات و التنقل و الإبداع (مقدمة للذكاء الإصطناعي)، موضحا أن الإنسان يبقى سيد مستقبله بإعتباره مبتكر هذه التقنيات، و بالتالي يمكنه التحكم في هذا المجال و التخفيف من تأثيره.

و قال “نواجه اليوم تحديا حقيقيا يرتبط بتكييف هذه الأدوات و إتقانها حتى تكون في خدمة التنمية”، مشيرا إلى أن المعادلة الرئيسية التي يتعين حلها تتمثل في إيجاد نموذج مناسب للنمو الخالي من الكربون، دون المساس بمستقبل البشرية  والحرص على الحفاظ على الموارد.

من جانبه، قال الرئيس السابق للإتحاد العام لمقاولات المغرب، محمد حوراني، “نعيش تحولات في كافة المجالات، حيث تساهم الرقمنة في خلق حالة من عدم اليقين”، مشيرا في هذا السياق، إلى حالة المهن و وضعها خلال عشر سنوات.

و توقف حوراني، و هو أيضا رئيس مجموعة تعمل في هذا المجال، عند إمكانات الرقمنة في تحسين تنافسية و مرونة المقاولة، و تعزيز جودة حياة و رفاهية المواطنين من خلال تسهيل ولوجهم للخدمات العامة ذات جودة عالية، و تحسين مستوى التعليم و الخدمات الصحية و الإندماج و التقليص من الفوارق و تدبير الموارد الطبيعية و حماية البيئة  كذا في تعزيز الحكامة الجيدة و الأمن (تطوير تقنيات المراقبة و الدفاع).

و سجل أن الرقمنة تحمل مع ذلك مخاطر يتعين أخذها في الإعتبار من أجل تحقيق تنمية ناجعة و مسؤولة (فقدان الوظائف، و الفوارق الإقتصادية و الإجتماعية، و الإستخدامات الإحتيالية …).

من جهته، أبرز رئيس فيدرالية الكيمياء و شبه الكيمياء، عابد شكار، مساهمة التكنولوجيا الرقمية في القطاع الصناعي، لا سيما في مجال المراقبة و إحترام المعايير و الإلتزامات البيئية، مشيرا في هذا الصدد إلى القيمة المضافة لتكنولوجيا المعلومات في قطاع الكيمياء.

و لفت شكار، و هو أيضا نائب رئيس الجمعية المغربية للمصدرين، إلى أن الرقمنة كانت أحد العوامل الرئيسية في قدرة المغرب على الصمود خلال فترة جائحة كوفيد-19، مؤكدا على أن الرقمنة تظل محورا أساسيا و مهما لتحقيق التنمية .

و يعد هذا الحدث المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مدى ثلاثة أيام (23 – 25 أكتوبر) حول موضوع ” قوة الرقمنة : معنا نحو عالم مستدام و مرن”، موعدا هاما للمهنيين في مجالات الأنظمة المعلوماتية و الرقمية في المغرب، إذ يوفر منصة فريدة لتبادل المعرفة، و تقاسم الخبرات و تعزيز التواصل بين رواد الصناعة و المبتكرين و صناع القرار.

و تهدف دورة 2024 من ملتقى جمعية مستعملي الأنظمة المعلوماتية بالمغرب إلى تعزيز التحول الرقمي كرافعة لتحقيق التنمية المستدامة، و تسليط الضوء على دور التكنولوجيا في تحول العالم من خلال إبراز حالات مبتكرة و إيكولوجية، و تشجيع الحوار و التعاون، لخلق فضاء للتبادل و إرساء علاقات إستراتيجية بين المشاركين.

و يتضمن برنامج هذا الملتقى علاوة على مداخلات لخبراء مرموقين، موائد مستديرة و حلقات نقاش تركز على الموضوعات التي تشكل مستقبل المجتمع و الإقتصاد، من قبيل “إستراتيجية المغرب الرقمي 2030 الجديدة” و “التمويل الشامل و التكنولوجيا الرقمية” و “تحسين الإستثمارات في تكنولوجيا المعلومات و الرقمنة ” و” التوائم الرقمية نسخ إفتراضية لتحسين العمليات” و “الأمن السيبراني : التقارب و المرونة” و “المهارات الجديدة في تكنولوجيا المعلومات و الرقمنة : إعداد المجتمع و المقاولات للمستقبل”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.