كان جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب، أمس الجمعة، على موعد مع أمسية شعرية، جمعت ثلة من الشعراء المغاربة.
و شهدت هذه الأمسية، التي أدارها رئيس بيت الشعر في المغرب، الشاعر مراد القادري، لحظات إستثنائية مع شاعرين من رواد الشعر المغربي المعاصر، و ذلك في أجواء تسامت فيها الكلمات و الأحاسيس، و إستحضر فيها الحضور عالما من الجمال و الوجدان، محلقين على أجنحة الإبداع الذي يعبر حدود الزمان و المكان.
فبلغة عربية فصيحة، تغنى كل من الروائي و الشاعر محمد الأشعري، و الأكاديمية الشاعرة وفاء العمراني، بقصائد في حب الوطن و الحرية و الغربة، حركت مشاعر الحنين لدى الجمهور الحاضر.
و في هذا الصدد، قدمت الشاعرة العمراني، للجمهور باقة من القصائد من دواوينها الشهيرة، مثل “تمطر غيابا” و “إبن البلد”، هذا الديوان الأخير الذي كتبته بعيدا عن الوطن، مما أضفى عليه بعدا وجدانيا عميقا.
أما الشاعر و الروائي محمد الأشعري، الذي يتميز شعره بالوفاء للحرية و الإنتصار للقيم الإنسانية، فقد كان له حضور أضاء الحفل بنبضه الإبداعي الذي يستمده من شغفه بالفنون التشكيلية و السينما و العمارة، حيث قدم قصائد من ديوانه “جدران مائلة”، إضافة إلى “أحوال بيضاء”، الذي أشار إلى أنه نشيد لمدينة الدار البيضاء التي تأسره و تحرره في آن واحد.
و في كلمة بالمناسبة، قال الشاعر القادري، أن الشعر المغربي متجذر في تاريخ طويل يعود إلى القرن الخامس هجري، و تواصل بروح متجددة عبر العصور، مشيرا إلى أن متون الشعر المغربي تتفاعل مع مرجعيات متعددة، إذ يبدع شعراؤه قصائد بمختلف الألسن، من العربية و الأمازيغية إلى الفرنسية و غيرها من اللغات الأجنبية.
و أضاف أن هذا التعدد شكل فسيفساء شعرية منفتحة على طيف واسع من النظرية و النقد، و هو ما أتاح لرموز هذا الشعر تطوير أعمالهم بشكل مميز و متفرد.
و تحت شعار “مغرب الثقافات في شارقة الكتاب”، يقدم المغرب على مدى 12 يوما برنامجا ثقافيا غنيا، يضم 107 فعاليات تغطي مجالات ثقافية و فنية و أدبية متنوعة بمشاركة 100 كاتب و أديب و ناشر، فضلا عن 10 جلسات للتعريف بالمطبخ المغربي.
كما يتيح المعرض للجمهور إستكشاف التراث المغربي عبر ندوات و عروض مسرحية و فنية و حلقات نقاش و ورشات للأطفال حول الزخرفة و النسيج، إلى جانب عرض 4000 عنوان من 25 دار نشر مغربية.