واقع حال الموارد المائية بواحة لكتاوة
ظل عنصر الماء بواحات درعة الأوسط من بين القضايا الجوهرية التي شغلت الرأي العام على وجه العموم وسكان واحة لكتاوة على وجه الخصوص. و ذلك راجع بالأساس إلى كون المنطقة تنتمي إلى نطاق المناخ شبه الجاف الصحراوي، و يعتبر الماء عصب الحياة سواء أكانت بشرية أو حيوانية…، بل إن هذا العنصر يعد من بين العناصر المتحكمة في التوزيع المجالي للسكان على مستوى سطح الأرض عامة، لكن توالي سنوات الجفاف سبب أزمة مائية خانقة بهذه الواحات، و قد تجسدت مظاهر هذه الأزمة في الخصاص المائي الذي ترتب عنه هلاك آلاف أشجار النخيل، و تصحر العديد من الأراضي، بل أدى هذا الخصاص إلى هجرة العديد من الأسر نحو المدن الكبرى بحثا عن فرصة عمل علها تخرجهم من الحالة التي آلت إليها هذه الواحات، لكن أهم ما يمكن الإشارة إليه هو كون هذا الخصاص يرتبط بمجموعة من العوامل الطبيعية نذكر من بينها ضعف التساقطات و ارتفاع درجات الحرارة، أضف إلى ذلك ارتفاع قوة التبخر، و التغيرات المناخية التي يعرفها العالم في الفترة الحالية. و لا يجب أن ننسى العوامل البشرية التي تتمثل في الاستغلال المفرط للموارد المائية السطحية و الجوفية، ثم الاعتماد على فلاحة مستهلكة للموارد المائية و بناء سد المنصور الدهبي على واد درعة.
حاجيات واحة لكتاوة من الموارد المائية
إن معرفة الحاجيات المائية بواحة لكتاوة سيمكننا من مقارنة هذه الحاجيات مع الإمكانيات التي تتوفر عليها الواحة، و بالتالي إثبات العجز أو الفائض من حيث الموارد المائية، و ذلك لأجل تحديد السياسة المائية التي يجب اتباعها من طرف الساكنة المحلية و كذا جل الفاعلين في هذا المجال.
1- الحاجيات البشرية و الحيوانية:
إن تحديد الحاجيات البشرية و الحيوانية من الماء سنجيب من خلاله على الاستهلاك السنوي للمياه بواحة لكتاوة فالجدول رقم(1) يبين الحاجيات اليومية من الماء:
الجدول رقم(1): الحاجيات اليومية من المياه.
|
الحاجيات اليومية باللتر |
الساكنة القروية |
80 |
المصالح العمومية |
1000 |
الغنم |
4.5 |
البقر |
25 |
الخيليات |
50 |
Source : stratégie d’aménagemment et de développement des oasis au Maroc, premier phase, direction de l’aménagement du territoire, p4
من خلال الجدول يمكننا أن نحدد الاستهلاك السنوي للموارد المائية بواحة لكتاوة و ذلك بشكل تقريبي فقط و الجدول رقم(2) يبين ذلك:
الجدول رقم (2): الاستهلاك السنوي للموارد المائية بواحة لكتاوة.
النوع |
عدد السكان أو الحيوانات بالنسمة أو الرأس |
الاستهلاك السنوي للمياه بالمتر مكعب |
الساكنة |
28710 نسمة |
838332 |
المصالح العمومية |
– |
365 |
الأغنام |
10427 |
17123.473 |
الأبقار |
89 |
812.125 |
الخيليات |
1129 |
20604.250 |
المجموع |
877236.848 |
من خلال الجدول يتبين أن الاستهلاك السنوي للموارد المائية بواحة لكتاوة مرتفع. وهذا يؤكد أن الواحة تعيش أزمة مائية خانقة وخاصة في فصل الصيف.
2- الحاجيات الزراعية بواحة لكتاوة لسنة 2011:
يعتبر تحديد الحاجيات الزراعية من الموارد المائية بواحة لكتاوة من بين المعطيات التي تعطي فكرة عن حجم الاستهلاك و تحديد العجز المائي أو الفائض الذي تعرفه الواحة، و ذلك نظرا لكون هذه الأخيرة تقوم على الفلاحة.
الجدول رقم(3) الحاجيات المائية السنوية للمزروعات بواحة لكتاوة
سنة 2011.
المزروعات |
المساحة بالهكتار |
حاجيات المزروعات من المياه بالمليون متر مكعب |
|
الحبوب |
16600 |
8,300 |
|
الفصة |
5000 |
8,200 |
|
الخضروات |
1200 |
10.50 |
|
القطنيات |
410 |
1.40 |
|
الحناء |
310 |
4.60 |
|
النخيل |
24500 |
4.28 |
|
الأشجار المثمرة |
13200 |
8.84 |
|
المجموع |
23520 |
46.12 |
المصدر: مكتب الاستثمار الفلاحي 605 بتاكونيت.
يتضح أن الحاجيات المائية السنوية للمزروعات بواحة لكتاوة وصل إلى 46.12 مليون متر مكعب، و ذلك حسب الإحصائيات التي حصلنا عليها بمركز الاستثمار الفلاحي بتاكونيت، ناهيك عن الموارد المائية التي تضيع في قنوات السقي بسبب ترملها و كذا التبخر الذي تعرفه الموارد المائية. و بالتالي فإن القيمة الحقيقية للحاجيات الفلاحية غير واردة.
3- تعرف واحة لكتاوة عجزا في الموارد المائية:
بعد تحديدنا للحاجيات المائية البشرية و الحيوانية و كذا تحديد الحاجيات الزراعية، سنقوم بمقارنتها مع الإمكانيات المائية لدى الواحة و بالتالي معرفة الفائض أو العجز المائي بالنسبة للواحة، و الجدول رقم (4) يوضح لنا أهم النتائج المسجلة في هذا الصدد.
الجدول رقم (4): مقارنة الحاجيات المائية بالإمكانيات.
الحاجيات |
كمية المياه بالمليون متر مكعب |
النسبة في علاقتها بمجموع الحاجيات |
الحاجيات الزراعية |
46.12 |
|
الحاجيات البشرية و الحيوانية |
87.72 |
|
مجموع الحاجيات |
133.84 |
100 |
الامكانيات المائية المتاحة |
110.56 |
74.80 |
العجز |
23.28 |
25.2 |
يمكن القول أن حاجيات واحة لكتاوة من الموارد المائية تفوق بكثير الموارد المائية المتوفرة، لكن هذا العجز المسجل لا يعبر عن حقيقة الحاجيات لدى الواحة. و ذلك راجع إلى كون الإدارات المسؤولة لا تتوفر على إحصائيات دقيقة، و بالتالي نسجل ضعف الخدمات التي تقدمها هذه الإدارات.
كخاتمة:
إن إشكالية الموارد المائية تحظى باهتمام بالغ، ويمكن القول أن مجمل تاريخ البشرية ارتبط بالحاجة إلى الماء، فقد اعتبر الماء هبة من الله و موردا مجانيا. لذا وجب على الإنسان الاستفادة منه و استغلاله بعقلانية.
وما يمكن أن نخلص إليه هو كون هذه الموارد المائية تتحكم فيها مجموعة من العوامل الطبيعية و البشرية.
فمن الناحية الطبيعية نجد طبيعة المناخ السائد و المتميز بعدم انتظام التساقطات المطرية في الزمان و المكان، و ارتفاع درجات الحرارة التي تساهم في تبخر قوي يؤدي إلى ضياع كميات مهمة من الموارد المائية، أضف إلى ذلك توالي سنوات الجفاف على البلاد و ارتفاع الطلب على الموارد المائية من طرف مختلف القطاعات الاقتصادية، و ارتفاع عدد السكان مما يزيد من الحاجة إلى هذا المورد الحيوي الذي بدونه لا وجود للحياة، زد على ذلك التلوث الذي تشهده الموارد المائية السطحية والباطنية في السنوات الأخيرة بسبب قذف النفايات في الطبيعة. هذه العوامل مجتمعة تساهم في خلق عجز مائي بالبلاد، لكن هذا العجز يختلف من الشمال نحو الجنوب إذ تعتبر المناطق الجنوبية أكثر تضررا.
تعرف واحة لكتاوة عجزا على مستوى الموارد المائية، و ذلك راجع بالأساس إلى كون المنطقة تقع في مجال المناخ الصحراوي المتميز بقلة التساقطات طيلة السنة، و انخفاض في درجات الحرارة خلال فصل الشتاء (3 درجات) و ارتفاعها في فصل الصيف (أكثر من 40 درجة)، مما يؤدي إلى ارتفاع قيم التبخر(2158 ما بين ماي و غشت)، و بالتالي ضياع كميات كبيرة من الموارد المائية على الواحة و التي هي بأمس الحاجة إليها في الوقت الراهن، مع العلم أن الواحة تعتمد على جريان واد درعة لضمان حاجياتها المائية، زد على ذلك كون نسبة ملوحة المياه الجوفية بسبب طبيعة التركيبة الصخرية للواحة. مما يؤكد أن الواحة تعاني من قلة الموارد المائية، فمن خلال تحديد الحاجيات المائية للواحة سواء منها البشرية، الحيوانية و الزراعية، تبين لنا أن الحاجيات المائية تفوق بكثير الإمكانيات المتاحة و بالتالي نسجل عجزا وصل إلى 94.28 مليون متر مكعب في السنة.